أسامة حراكى يكتب: أوفى الأصدقاء

السبت، 17 يناير 2015 12:23 م
أسامة حراكى يكتب: أوفى الأصدقاء شخص يقرأ كتابا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى علة إن لم نبتل بها منذ الصغر لن نبتلى بها عند الكبر، وبعضنا مبتلى بهذه العلة "بالمعنى الإيجابى طبعاً أى الشغف بها" فبين سطورها إفادة وعلى هامشها متعة، لذا تسمو القراءة بالكتاب إلى مرتبة "خير جليس".

أجلس بين أرفف مكتبتى وأتساءل: لماذا حرصت على تجميع هذا الكم الهائل من الكتب رغم يقينى أن عمرى أقصر من قراءة كل هذا، فمنذ سنوات لم أنم باكراً ولم أغلق هاتفى قبل النوم ولم أمارس هواياتى المفضلة ولم أقرأ فى كتاب قبل النوم كالعادة.. نسفت التكنولوجيا أجمل ما بنا.

نلجأ إلى القراءة كلما كان لدينا وقت فراغ، فالقراءة تدعنا ننفصل عن المشاكل اليومية، فنقرأ بكل جوارحنا وندخل فى تفاصيل ما نقرأ ونعيشه فى مخيلتنا، ومن هنا يأتى تفضيلنا للرواية على الفيلم، لأننا فى الرواية نشاهد الصور فى مخيلتنا، وتصبح الكلمة ثلاثية الأبعاد فى أذهاننا، فالقراءة تحملنا إلى أمكنة أخرى، القراءة هى عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفاً لتكوين معنى الوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك، وهى وسيلة للتواصل والتثقيف تُكسب المرء عقلاً واعياً وناضجاً، وعلى الرغم من التطور التكنولوجى الذى يُفترض أنه أتى كداعم للقراءة وميسراً لها، إلا أنه لا مفر من الاعتراف بأن المشهد العام يكشف عزوفاً متزايداً للبعض عن القراءة.

وقراءة كتاب جديد، شوق ومتعة وفى حد ذاتها تجربة إنسانية، تزود الإنسان بأفكار جديدة ذات قيم، وتوسع المدارك والخيال وتفتح أمامنا أفاقاً رحبة فى عالم الفكر والفن والمعرفة، فالفصل بين الكاتب وكتاباته مرحلة وعى يصل إليها القارئ الواعى فقط، فالقراءة فى حد ذاتها وسيلة لإشباع شىء معين داخل الإنسان، حيث إنها تجعله يتعايش مع ما يحيط به وعلى اطلاع عليه، وعلينا أن نقرأ فى كل المواضيع الأدبية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى البيئية، ليكون مخزوناً ثقافياً شاملاً.

وقراءة نتاجات الفكر العالمى، من فكر وأدب وفن وسياسة، تجلب فائدة ومتعة دائمة وتفتح أمامنا عالماً جديداً وآفاقاً غير معهودة، فضلاً عن الاستزادة الروحية والفكرية للإنسان، حيث تجعل منه عنصراً فاعلاً ومؤثراً فى الحياة وليس سلبياً انطوائياً يعيش على هامش الأحداث والمستجدات.

فلا تكتبوا لمجرد الكتابة، ولا تقرأوا لمجرد القراءة، فالكتابة والقراءة هما أوفى من تبقى من الأصدقاء فعاملوهما باحترام، فالذين يشبهوننا فى التفكير والتفاصيل والقناعات والقراءات والكتابات والانكسارات والحزن وفى الألم، هم أكثر الناس تقديراً لأقلامنا.

وعن الكتابة قالوا:
ـ إذا شعرت وأنت تقلب الصفحة الأخيرة فى الكتاب الذى تقرأه بأنك فقدت صديقاً عزيزاً فاعلم أنك قد قرأت كتاباً رائعاً.. بول سوينى.
ـ لا أحب الكتب لأننى زاهد فى الحياة، ولكننى أحبها لأن حياة واحدة لا تكفينى، بها تعيش أكثر من حياة فى عمر واحد.. عباس محمود العقاد.
ـ القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً.. فرانسيس بيكون








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة