قناة نرويجية تبتكر برامج تلفزيونية بطيئة ومملة تحقق نجاحًا مفاجئًا

بينما تتبارى مختلف القنوات التلفزيونية على تقديم برامج مشوقة وجذابة لمتابعيها، وتتنافس فى نقل أحداث متلاحقة، خاض أحد المنتجين التلفزيونيين فى النرويج مع فريقه تجربة على النقيض تمامًا، وكانت النتيجة مدهشة بدرجة فاجأتهم أنفسهم.

التجربة المميزة للمنتج التلفزيونى "ثوماس هيلم" يحكى عنها فى كلمة على منصة "تيد"، وأطلق عليها اسم "التلفزيون الأكثر مللاً فى العالم"، كانت عبارة عن فكرة مجنونة لإذاعة أحداث طويلة ومملة جدًا بعضها فى بث مباشر لجمهور القناة التى يعمل بها، وكانت المفاجأة أنهم وجدوا جمهورًا كبيرًا لهذا النوع من البرامج ومعجبين بطريقة البث هذه.

التجربة تضمنت برامج تستعرض 7 ساعات من رحلة عادية جدًا على متن قطار، و18 ساعة من البث لرحلة صيد و5 أيام ونصف من السفر على متن عبارة على طول ساحل النرويج.

ويقول "هيلم" فى خطبته على منصة تيد "إن النرويج من البلاد التى لا تحظى بتغطية إعلامية كثيرة، حتى أن الانتخابات الأخيرة مرت دون الكثير من الضجة، والإعلام النرويجى باختصار يرفع شعار "لا لوجع الرأس"، وقبل سنوات قليلة ابتكرت قناة هيئة الإذاعة النرويجية المفتوحة نوعًا جديدًا من البرامج التلفزيونية تسمى "التلفزيون البطىء" حين بث تغطية حية لسبع ساعات من رحلة عادية جدًا لقطار يسير فى طريقه ولا يوجد أى شىء غريب فى الرحلة، ورغم أن البرنامج يخلو من كل شروط الجذب من الحبكة أو السيناريو أو الدراما ولا حتى الذروة، إلا أن هذا البث جذب أكثر من مليون نرويجى، وكان بداية "التلفزيون البطىء فى النرويج"، ونجحت الفكرة حتى أنهم يستعدون الآن لبث ليلة فى مشغل حياكة.

ويضيف "هيلم": "نرى أن التلفزيون البطىء هو إحدى الطرق الجميلة لرواية قصة تلفزيونية، ونعتقد بأننا نستطيع الاستمرار بفعل ذلك، ليس كثيرًا، مرة أو مرتين فى السنة، حتى نستطيع أن نُبقى الإحساس بحدث ما، ونعتقد أيضًا أن الفكرة الجيدة للتلفزيون البطىء، تأتى من أن الناس يرون على الشاشة ما يظنون أنه لا يمكن أبدًا أن يظهر على التلفزيون، الفكرة أننا نسلط الضوء على أحداث عادية جدًا ببطء يسمح للناس بأن يرونها جميلة"، وتجربة "التلفزيون البطىء" النرويجية وحكايتها كاملة يرويها "ثوماس هيلم" على منصة "تيد" فى فيديو قصير جدًا: