صدر كتاب "السرد المعاصر.. جماليات ومناهج وتجريب" لأحمد فؤاد، أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة عين شمس، عن مكتبة المتنبى بالدمام- المملكة العربية السعودية.
وتتعدد المداخل النقدية التى يمكن من خلالها تحليل السرد الأدبى فى القصة القصيرة والرواية، وهو ما يمثل فى الحقيقة إشكالية كبيرة، هى إشكالية المناهج النقدية فى تعاملها مع جماليات النص السردى.
ويرى مؤلف هذا الكتاب أن التغلب على هذه الإشكالية لا يكون إلا من خلال محاولة تحقيق نوع من التداخل والتماسك بين الخطاب السردى والخطاب النقدى، فليس هناك فرق كبير بينهما، فإذا كان الخطاب السردى مغامرة أدبية راقية، تتبحر فى جماليات السرد، فالخطاب النقدى ليس إلا مغامرة نقدية واعية، تتبحر فى استجلاء هذه الجماليات.
وفى هذا الإطار يأتى هذا الكتاب "السرد المعاصر.. جماليات ومناهج وتجريب"، وفى هذا الإطار أيضًا تتضح أهمية هذا الكتاب، باعتباره محاولة لتطويع الخطاب النقدى بمناهجه المتعددة لاستكشاف جماليات الخطاب السردى المعاصر، وهى محاولة لا تخلو من التجريب النقدى فى التعامل مع التجريب فى السرد المعاصر.
تمثل فصول الكتاب الأربعة دراسات تطبيقية متكاملة، يحاول كل فصل تطبيق أحد المداخل النقدية على نماذج مختارة من القصص والروايات المعاصرة؛ وتتكامل هذه المداخل فيما بينها؛ ليكشف لنا الكتاب فى النهاية عن جماليات النص السردى المعاصر فى ترابطه مع عنوانه، وفى تداخله مع النص الشعرى، وفى تجاوبه مع التجريب، وفى تناغمه مع الواقع المعاصر.
ولم يكن اختيار النصوص السردية هنا اختيارًا عشوائيًّا، وإنما عمد الكاتب إلى المزج بين القصة القصيرة والرواية، باعتبارهما نصوصًا سردية متقاربة فى كثير من فنياتهما وآليات التجريب، كما كانت النصوص السردية المختارة منتمية لأكثر من جيل وليس لجيل واحد فقط، فمبدعو النصوص المختارة هم: (يوسف الشارونى، ويوسف إدريس، وسعيد سالم، وشريف عبد المجيد)، وواضح أنهم ينتمون لأجيال متعاقبة زمنيًّا وفكريًّا إلى حد كبير، وإن كان يجمعها جميعًا الرغبة فى التجديد والتجريب والمعاصرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة