صدر عن ملك الأردن عبد الله منذ أعوام تحذير من تقسيم الدول العربية إلى مناطق نفوذ طائفية – دينية، وتصاعد الصراع بينها.. رغم أن خطورة التصريح لم تستدعِ الانتباه المطلوب لمواجهة هذه السُحُب السوداء، والعواصف التى تُنذِر بها.. إلّا أن تصاعد الأحداث فى اليمن واقترابها من "التفتت" والعنف الطائفى، يؤكد جدية التصريح، وأن خطر الانقسامات الطائفية - بعد وصوله إلى عدة بلاد - ما زال قائما يهدد مناطق عربية أخرى.
الواقع اليمنى - بين جنوب يترقب وشمال يغلى بعد سيطرة ميليشيا الحوثيين عليه - تتمثل خطورته فى أنه يحمل تهديدا بحروب دينية، الحوثيين ليسوا حزبا أو تنظيما سياسيا يتبنى مطالب سياسية محددة.. بدليل أن جميع التنازلات التى قدمها الرئيس عبد ربه هادى، لم تشفع فى التفاوض معهم، وفشلت فى وقف المخطط القتالى لهذه الميليشيات الواقعة تحت النفوذ الإيرانى.. بل إن تدريب مقاتلى الحوثيين تم على يد عناصر عسكرية إيرانية، أيضا إيران بدورها تدرك - وفقا للقاعدة التاريخية - أن خلق كيانات مقسمة متناحرة يمنحها نفوذا أكبر للسيطرة على المنطقة، مما يدعم موقفها التفاوضى مع أمريكا ودول الغرب.. من هنا يبدو السيناريو الأمثل أمام إيران، زرع بؤر فى شكل ميليشيات مسلحة سواء فى اليمن أو لبنان.. على استعداد لإثارة القلاقل، أو حتى الحروب، فور تلقى التعليمات.
الجنوب اليمنى الذى يضع عينه "بلهفة" على فكرة التقسيم قبل التمعن فى دراسة نتائج وآثار التقسيم الذى حدث فى بعض البلاد العربية، وآخرها تجربة السودان، حيث تحولت "أحلام" الداعين إلى الانفصال إلى "كوابيس" خيبة أمل وندم، الدرس الصارخ أمام الداعين إلى انفصال شمال اليمن عن جنوبه، مقاومة الشعب العراقى الرائعة لكل مظاهر التقسيم التى حملها الغزو الأمريكى إلى أرض العراق.. وحاول فرضها منذ 2003، وإذا كانت السياسة لا تعرف لغة "النوايا".. إلّا أن كل الحقائق التى تُكشف يوميا تؤكد أن مسلسل الفشل الأمريكى فى الشرق الأوسط بدأ حين واكبت قواته تقارير لأجهزة الاستخبارات الأمريكية تهدف إلى تقسيم العراق ضد رغبة وطبيعة شعبه، الذى قاوم حتى فى أحلك الليالى التى مرت على العراق وأكثرها دموية، السؤال الأخطر والأهم أمام ساسة اليمن الجنوبيين: هل التقسيم سينقذ اليمن من حرب أهلية بين الشعب وميليشيا الحوثيين التى فرضت نفوذها بقوة السلاح دون أى مظلة شرعية أو رغبة فى التفاوض السياسى؟
وعلى الصعيد العربى.. تصاعدت سيطرة الحوثيين على اليمن سيدعو إلى استنفار عناصر القاعدة لتعزيز وجودها فى منطقة الخليج أمام الحوثيين.. بالإضافة إلى التهديد المعروف فى حال وقوع مضيق باب المندب، والبحر الأحمر تحت سيطرة ميليشيات تابعة لإيران.. وما يُشكله من قلق على قناة السويس.. فى توقيت قد لا يكون الأمثل، فالسعودية أمام مرحلة انتقال حكم ودخول وجوه شابة من أحفاد الملك عبد العزيز لتولى قيادة مناصب خطيرة بشقيها الأمن الداخلى والقوات المسلحة، وهو ما يؤكد الوعى السياسى المصرى فى السعى إلى خلق واقع عربى جديد يقوم على قدر من الصلابة والوحدة أمام محاولات فرض نفوذ هى أقرب ما تكون إلى "نُذُر شر".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
انهم يؤمنون بان البطش والقهر وسلب حقوق الناس هى احسن وسيله لتخويف الناس وتحقيق الاستقرار
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد واحمد جتتى ابراهيم ماضى !!..........تنسيقية !!......."كان فعل ماضى متسيبو ف حالو " !!
برقية ؟؟.............الى ام الدنيا ؟؟..............وبناتها وابنائها ؟؟!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
habari
اليمن إقليم وليس إسم دوله أصلا !!