محمد نصيح الجابرى يكتب: الأحلام باريسية والواقع مرير

الأربعاء، 07 يناير 2015 05:17 ص
محمد نصيح الجابرى يكتب: الأحلام باريسية والواقع مرير ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الآن أجد قلبى وعقلى وجميع جوارحى يتصارعون مع قلمى.. أيهما يبدأ بالكتابة فالبعض له أحلام تحولت إلى كابوس، والبعض الآخر قضى عليه قبل أن يحلم والقلة القليلة حظيت وفازت بالحلم ولكنه تحول فجأة إلى واقع مرير.

من منا لم تكن لديه أحلام عظيمة وفجأة وبدون مقدمات تحولت إلى واقع مؤلم تعيس أخذنا معه إلى غياهب الجب والظلام.. من منا فكر بتحقيق الحلم وإذا به يصدم بالواقع المرير والذى جعله إنسانا آخر يخشى على نفسه من نتائج الأحلام.

أقولها وبكل صدق... نحن انقسمنا فى أحلامنا إلى العديد من الأصناف، منا من حلم وعاش الحلم وبدأ فى تحقيق جزء منه وربما ساعدته بعض الظروف المحيطة مع الاجتهاد الشخصى ولكنه فجأة اصطدم بالواقع الذى لا يعترف بالخيال ولا الرومانسية وإنما فى بعض الأحيان يعترف بأشياء أخرى بعيدة كل البعد عن الصفات الحميدة.

منا من حلم وعاش الحلم ووجد الظروف المحيطة التى ساعدته على تحقيق حلمه كأشياء كثيرة ربما الأقارب ربما القدر ربما عوامل أخرى شريفة أو غير شريفة، المهم أنه تسلق على الواقع حتى أكل ثمرته وقضى بهذا التسلق المريب على أحلام جيل كامل اجتهد وعمل وكافح وحصل على أعلى الدرجات فأخذ الحلم الباريسى وناله وهنأ به.

منا من حلم وعاش الحلم ولم يجد الظروف المحيطة التى تساعده على تحقيق حلمه ربما الأكثر فاجعة إن حلمه البسيط تحول إلى كابوس يطارده فى كل مكان فى كل وقت فى كل خاطره من خواطره فى كل شخص يشاهده.

ويقف القلم ويسأل عقلى فجأة!! لماذا يطارده؟ أقولها لكم والدموع تذرف من عينى لأنه شخص بسيط كان أقصى حلمه إن يعيش عيشة هنيئة ولكن الأماكن والأزمان والأشخاص لا ترحم، فبدلا من أن تساعده على تحقيق حلمه حولت حلمه إلى وحش كاسر يطارده فى كل مكان.. حولته إلى مجرم عتيد الإجرام وفجأة يدور الحوار ويقول الوحش للشخص البرئ.. لماذا تحلم؟.

ليس من حقك أن تحلم اصمت اصمت فأنت فى زمن المستحيل.. آهٍ على العدل عندما يتحول فجأة إلى ظلم.. آهٍ على اليأس عندما يجعل صاحبه مثل الثعابين المائية التى تهجر بلادها لتنتحر فى مكان أشد رحمة بالأموات...

ولكننا بصدد شاغل مهم جدا وهى الأمر الواقع بمعنى أدق "القدرية" نحن نؤمن بالله وبالقضاء والقدر ولكن هل عدم تحقيق الحلم نلقى به دائما على كاهل "القدرية".

للأسف الشديد البعض منا يظن أن القدر فقط هو المتحكم فى أحلامنا وطموحاتنا ولكن هناك أطراف أخرى فى ذلك الصراع الأبدى بين الإنسان والدنيا ألا وهم الأشخاص، نعم.. أعداء النجاح نعم أعداء الطموح نعم أعداء الحب الذين يقفون لنا بالمرصاد دائما كالذئب الذى يتحين الفرصة للانقضاض على فريسته.

أقولها وبكل صدق ليس كل حلم يتحول إلى حلم باريسى وليس كل واقع يتحول إلى واقع مرير. ولكننا وصلنا إلى الزمان الذى يجب أن يتحكم الإنسان فى حلمه، يجب أن يستيقظ ويصحو من نومه فجأة ويضرب نفسه ويؤدبها ويقول لها: كيف تحلمى؟ كيف تحلمى؟ كيف تحلمى؟ أيتها...

وصدق الشاعر فى قوله

رب حلم أضاعه عدم المال .... وجهل غطى عليه النعيم














مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة