وفاء التلاوى تكتب: هل أضاع المسلمون الأمانة؟

الخميس، 08 يناير 2015 04:14 م
وفاء التلاوى تكتب: هل أضاع المسلمون الأمانة؟ واعظ يخطب فى الناس - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أحزننى ما وجدت بعض المسلمين عليه من ضياع وتشتت وانشقاق وضعف وهوان وتفريط، فقد (أضاعوا الأمانة)، التى عرضها الله عليهم ولقد عرض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، نعم كان الإنسان ظالما لنفسه جاهلا بأمور الدنيا وحمل نفسه أمانة لم تستطع تحملها الجبال مع عظمتها وكبر حجمها وكذلك السموات والأرض.


فما هى الأمانة؟ وهل حملها الإنسان؟ وهل كان حقا ظالما لنفسه جهولا، كما وصفه رب العالمين؟ وما المخرج من ذلك؟ وما هو السبيل إلى رضا الله رب العالمين؟ فالأمانة هى الأحكام والعبادات والأوامر التى أمرنا الله بها والنواهى التى نهانا عنها، فهل حافظ الإنسان على طاعته لله وتحمله لهذه المسئولية؟.

أرى أن أغلب الناس فى لهو يلعبون ولربهم لا يطيعون ولقرآنهم لا يسمعون ولشريعتهم لا يطبقون، ولرسولهم لا يقتدون، وقد قضى الإنسان على نفسه بجهله بعدم محافظته لهذه الأمانة؟، ولكن هل هناك أمل أو عودة إلى الوراء قليلا قبل كل تلك الأحداث السريعة التى مررنا بها جميعا فيسترد الإنسان الأمانة التى فقدها مرة أخرى ويحافظ عليها ولا يظلم نفسه؟ وأدعو الله أن نحافظ عليها جميعا ونستردها ولا نكون من الظالمين فيحق علينا العذاب وغضب الله، فإن ربك ليس بظلام للعبيد ولكننا من نظلم أنفسنا قال تعالى (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) التوبة 70

وأخشى أن يعاقبنا الله كما فعل بغيرنا بالماضى ممن أضاعوا الأمانة كقوم عاد وثمود وقوم لوط وفرعون وغيرهم فكان عقاب ربهم لهم على ما فعلوا وفرطوا فى الأمانة بتعذيبهم ومعاقبتهم، وكما وقع حديثا ببعض الدول العربية، التى فرط بعض أبنائها فى الحفاظ على وطنهم وعلى الأمانة التى أعطاها الله لهم وتقصيرهم فى عبادة الله وطاعته وطاعة رسول الله والاقتداء به قى شئون حياتهم فاستحقوا بذلك عقاب ربهم لهم من أحداث دامية وخراب ودمار لهم ولديارهم وأوطانهم التى باعوها، وأدعو الله لهم جميعا ولنا أن يرفع الله مقته وغضبه عنهم وعنا ونتوب إلى الله جميعا ليرضى عنا.

ولكن ما هو السبيل إلى رضا الله لكى يخرجنا مما نحن فيه؟ وهل يجد البعض منا ومن فقهاء الدين وعلمائه ما يخرجنا من ذلك؟ نعم من الممكن ذلك لو أن كل منا اتقى الله وراعى حقوق الغير فى المعاملات (إنما الدين المعاملة) فسوف يرضى الله عنا ويعفو عنا ويرحمنا ويؤيدنا بنصر ممن عنده، قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة 71

ويأتى هنا أيضا الدور الأكبر دور علمائنا الأجلاء من علماء الأزهر الشريف فى أن يعملوا على نشر تعاليم الدين الإسلامى السمح بين الناس كى نبعد عن أنفسنا شبح الاحتلال للعقول والأوطان ونقى أنفسنا وأولادنا شر الجهل والسيطرة على العقل والمتاجرة بالدين للوصول إلى الحكم، وأن يفهموهم حقيقة ما يحدث من أحداث كى لا يقعوا تحت سيطرة أعدائنا من بالداخل ومن بالخارج، وأراهم الآن بفضل الله يعملون جاهدين على نشر الوعى والثقافة الدينية والتواصل بينهم وبين شبابنا المتعلم والمثقف ويحمونهم ويحمون عقولهم من أن يسيطر الغرب عليها وعلى أفكارهم.. وأن يلزموهم بالعمل بتعاليم الإسلام السمح بين الناس وفى كل تعاملاتهم.

كما يجب على الأزهر وإمكانيات وزارة الأوقاف أن يهتما بالجانب الفنى وعمل أفلام ومسلسلات دينية وتجارية من أبطال أفلام ومسلسلات هذا الجيل يشرف عليها الأزهر بنفسه تساهم فى وصول المعلومة بشكل صحيح وسريع والعمل على التقليل من كوارث الفن التجارى من أفلام ومسلسلات ضالة وهابطة والتى أضاعت أخلاق أمتنا وهدمت عقول شبابنا وأطفالنا.

وأخيرا أدعو الله أن يحفظ لنا أوطاننا وأن يحفظ علينا عقولنا وديننا ولا نفرط أبدا فى الأمانة التى أعطاها الله لنا وان يحسن الله خاتمتنا جميعا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة