محمد نبوى

الإعلام ما بين ضريبة الطيران وصفقة الميسترال

الأحد، 11 أكتوبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتابع عن كثب كل وسائل الإعلام التى تتحدث عن الشأن المصرى، وإذ فجأة تجد حالة من الشيزوفرينيا والبارانويا بين وسائل الإعلام المصرية والدولية، حيث يتصدر وسائل الإعلام المصرية تعليقات، حقيقة أعجز عن وصفها حول قرار السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى بزيادة الضريبة على تذاكر الطيران للسادة المسافرين من القاهرة لخارج البلاد، التى أصبحت بواقع 400 جنيه على تذاكر الدرجة الأولى، و150 جنيها على تذاكر الدرجة السياحية، ولم يكلف نفسه السيد ناشر الخبر الذى حاز جدلا واسعا عما كانت هذه الضريبة موجودة سابقا من عدمه، ولكن كانت فرصة لطيفة لإحداث فرقعة خبرية، لعل وعسى تساهم فى نسبة المتابعة للمواقع الإخبارية بعد أن سادت حالة الملل لدى المواطن المصرى من مثل هذه الأخبار، وبكل بساطة تخرج علينا نفس الكتيبة بعد 24 ساعة لينشروا حقيقة الأمر، أن القانون موجود ويتم تطبيقه منذ أكثر من 35 عاما على الأقل، وبناء عليه تكون الزيادة بواقع 100 جنيه على تذاكر الدرجة الأولى و50 جنيها على تذاكر الدرجة السياحية.

وبينما تداولت كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية هذا الخبر الفظيع، ثم إعادة تصحيح مضمونه بعد ساعات من النشر بحثا عن مستوى تغطية الخبر الأهم آلا وهو: السبت العاشر من أكتوبر 2015 هو التاريخ، توقيع صفقة حاملتى الطائرات «ميسترال» هو الحدث، الاهتمام فى وسائل الإعلام الدولية هو الأبرز، صفقة «الميسترال» الفرنسية تلك هى حاملة الطائرات المروحية والدبابات التى تستوعب 16 طائرة مروحية و13 دبابة، التى كانت بنيت خصيصا للسلاح البحرى الروسى ثم انتهى مطافها للتدخل ضمن تسليح القوات البحرية المصرية، والحقيقة أن الأمر لم يتوقف عند ذلك فقط، بل تم توقيع اتفاقية أخرى على هامش صفقة الميسترال بقيمة 15 مليون يورو لتطوير المناطق العشوائية، بالإضافة إلى اتفاقية أخرى بقيمة 40 مليون يورو لمشروعات الطاقة فى مصر، هذا بالإضافة لمناقشة أهم التطورات فى الملف السورى، وتذكروا أن الأمريكان فى آخر تصريحاتهم فى هذا الشأن لم يستطيعوا فهم موقف الدولة المصرية من الملف السورى، وكيفية تداخل المصريين فى هذا الملف من عدمه، وهذا إن دل على شىء فلن يكون إلا «نجاح أجهزة الدولة المصرية فى احتواء الملف السورى، وأكاد أن أجزم بأن أوراق اللعبة أصبحت فى يد السلطات المصرية».

والحقيقة أن هذه المهاترات الإعلامية والصحفية جعلتنى مطمئنا على مسار الدولة المصرية، والآن نستطيع أن نفهم ما بين سطور كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته التى ألقاها من داخل الكلية الحربية يوم الخامس من أكتوبر 2015 فى ذكرى احتفالات انتصارات أكتوبر المجيدة، التى كانت قد نصت على أن الدولة المصرية تعمل بنظام مؤسسى، وبناء على قاعدة بيانات تحدد الاحتياجات والأولوية، وبناء عليه علينا أن نستفيد من هذه المواقف وأصبح حتميا على الدولة المصرية أن تلتفت مرة أخرى لإعادة بناء إعلام الدولة الرسمى مهما كان الأمر مكلفا، لأن الأمر ببساطة «قضية أمن قومى» وعلينا كمصريين مساندة الدولة ومؤسساتها للخروج من هذا المأزق، ولكى الله يا مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة