لأن الحب والهجر أغانى راحت عليها.. أصوات نسائية غنت للحرام والعيب والثورة والتحرش وصوت الست "اللى مش عورة".. من "ميام محمود" لـ"دينا الوديدى" مغردات خارج السرب غيرن شكل هموم البنت المصرية فى الأغنية

الإثنين، 19 أكتوبر 2015 11:44 م
لأن الحب والهجر أغانى راحت عليها.. أصوات نسائية غنت للحرام والعيب والثورة والتحرش وصوت الست "اللى مش عورة".. من "ميام محمود" لـ"دينا الوديدى" مغردات خارج السرب غيرن شكل هموم البنت المصرية فى الأغنية دينا الوديدى
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحنان تارة وبكبرياء تارة أخرى وبولع ولهفة فى مرات أخرى، اعتدنا أن نستمتع بالأصوات النسائية المصرية والعربية وهى تحدثنا عن الحب ولوعته والشوق والفراق والحزن وحتى التغزل فى الحبيب، وسيطر ذلك القالب على الأغنيات العربية التى كانت تدور وتدور وتتغير كلماتها وألحانها ومعانيها وإيقاعها على القلب ولكنها تظل فى النهاية تدور عن الحب وما حوله.

هذا الوضع لم يقتصر على أغنيات النساء فحسب، فباستثناء الأغنيات الوطنية لم نسمع رجلاً يغنى إلا عن الحب أيضًا حتى السنوات الأخيرة التى أحدث فيها غناء "الأندرجراوند" ثورته فى عالم الأغنية واقتحم نجوم عالم الغناء المستقل الساحة.

إلى جانب الأغنيات عن الثورة والتمرد والشعور بالضياع وحتى الاكتئاب والأصدقاء وكرة القدم والأفلام والحنين للماضى ظهر جيل من مغنيات "الأندر جراوند" اللاتى غيرن شكل هم البنت المصرية فى الأغنية، وبدلاً من الحنين والشوق ارتفع صوتها بالغناء عن الحرام والعيب والممنوع والتابوهات الاجتماعية التى تحولت إلى ما يشبه القوانين التى تزيد على قيود البنت قيودًا جديدة.

اليوم السابع -10 -2015

"الحرام مش إنى أغنى.. الحرام مش إنى أحب.. الحرام هو الكلام اللى نصه ياعم كدب"



من "الحرام" إلى "الخرافة" ضربت "دينا الوديدى" وترًا حساسًا وناقشت بجرأة كل المحظورات على البنت باسم "الحرام" وبأنها "عورة"، وأثارت أغنياتها ضجة كبيرة خاصة أغنية "الحرام" التى تعد من أشهر أغنياتها حتى الآن.

أغنيات أخرى تطرقت إلى المنطقة نفسها، خاصة فى ألبوم فرقة "بنت المصاروة" الذى ناقش الكثير من الأساطير الشعبية المغلوطة عن المرأة خاصة تلك التى انتشرت من خلال أغنيات التراث، فكان الرد بأغنيات على الإيقاع نفسه.

وتنوعت أغنيات ألبوم الفرقة الأول بين محظورات "العيب" و"الحرام" والأحكام التى يطلقها المجتمع على أى فتاة تحاول أن تعيش حياتها، وعبر عن حياة البنات التى وصفها بأنها "حرب كبيرة.. مش لاقية لها نهاية".

اليوم السابع -10 -2015

"ميام محمود".. "إزاى تحكم عليا من شعرى ولا من طرحتى؟"




فور اعتلائها منصة برنامج "آراب جوت تالنت" خطفت جميع الأنظار، وأثارت دهشة وضجة كبيرة وتصدرت عناوين الأخبار وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى بكونها "بنت محجبة وبتغنى راب" واعتبر الكثيرون مشاركتها نوع من الثورة ونسف للصورة النمطية السائدة عن المحجبات، وربما لم تنل كلمات أغنياتها القدر الذى تستحقه من الاهتمام والاستيعاب للثورة الحقيقية التى تحملها أغنياتها التى تكتبها وتلقيها بنفسها.

من "الأنوثة فكرة وعقل" التى ناقشت فيها الصورة النمطية عن المحجبات والأحكام المسبقة عن البنات وتصنيفهن، إلى "أنا مش سيجارة" التى طالبت فيها بقانون يواجه التحرش انتشرت فيما بعد أفكار وأغنيات "ميام محمود" التى تعبر عن مشاكل وهموم قطاع كبير من الفتيات، وليس المحجبات فحسب.




اليوم السابع -10 -2015

"أنا مش بغنى أنا مش بقول.. أنا مش بنام أنا مش بقوم. أنا بالأخص وعالعموم أنا أى حاجة وكلّ يوم"




بإيقاع سريع يكاد يكون مجنونًا وموسيقى صاخبة وكلمات متلاحقة عبرت "مريم صالح" بعبقرية عن هذا الارتباك والتخبط الذى تعانيه كل فتاة بين ما تريده وما يفرض عليها، وبين أحلامها وما يمكنها تحقيقه.

وفى أغنيتها "وحدى" عبرت عن البركان الذى يغلى داخل كل فتاة ولا يبدو منه على السطح شيئا والأفكار التى تتزاحم داخل عقلها وتدفعها دفعًا نحو حب الوحدة "عندى طول الوقت رغبة فى القعاد ع الأرض وحدى.. عندى طول الوقت رغبة فى السكات والقعدة وحدى.. عندى طول الوقت وحدة..عندى جوة الوحدة وقت ".

"يا اللى عشقت الشجرة اطلعها.. قبل ما يخلص موسم التوت"





وبفلسفة وعمق شديدان تغنت برباعيات "شجر التوت" التى تتحدث عن الصراع والكبد والمتاعب الضرورية من أجل أن نشعر بطعم الحياة، والعمر الذى يضيع بين الخوف والضياع والكذب الذى أصبح أسلوب حياة مع اختفاء الصدق.

بالفلسفة نفسها حرضت "انساب وليه تنربط ياللى ف ضهرك جناح؟ احزن عشان تنبسط.. وموت علشان ترتاح".

اليوم السابع -10 -2015

"لو روحى طلعت جوا أقسام البوليس وكنتوا لساكم هنا تحطوا اسمى فى كل حته وقبله ضيفوا كُلنا"




بالصوت الحنون نفسه الذى يتغنى عن الحب والشجون الذى يصف لوعة الشوق تغنت "فيروز كراوية" "إيه اللى فاضل جوا أرضك غير سجون وسجانين"، فى أغنية سياسية بالدرجة الأولى، وهى المنطقة التى لم تتطرق إليها المرأة قبل عصر "الأندرجراوند" أبدًا.

لم تكن "فيروز كراوية" وحدها التى تغنت بالسياسة والثورة فإلى جانبها تقف "دينا الوديدى" تشدو "أدين بدين الجدعنة وبدين رفاق الدرب وبقولة إحنا مش أنا فى المعمعة والضرب وبدين ما كنت مصدقهُ فى المعركة الأولى وبدين جثث فى المشرحة أساميها مجهولة".. التى تغنت بها فى الذكرى الثانية لثورة يناير.


وبتمرد واضح وصوت برىء جدًا لعنت "يسرا الهوارى" "السور واللى بانيه واللى معليه"، ومريم صالح التى أعادت غناء رائعة الشيخ إمام "شيد قصورك"، وأغنية "حصر مصر".











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة