بعد فوزها بجائزة "ماكلير بيتر" للصحافة.. "زينة أرحيم" صحفية سورية تحكى عن "سباقها اليومى مع الموت" فى بلادها.. تعيش على الحدود السورية التركية وتعمل على الجبهة بين نيران القناصة وقذائف الهاون

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 11:38 ص
بعد فوزها بجائزة "ماكلير بيتر" للصحافة.. "زينة أرحيم" صحفية سورية تحكى عن "سباقها اليومى مع الموت" فى بلادها.. تعيش على الحدود السورية التركية وتعمل على الجبهة بين نيران القناصة وقذائف الهاون زينة أرحيم
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين نارى النظام السورى الذى لا يرحم وتنظيم الدولة الإسلامية الوحشى، وجدت الصحفية الشابة ذات الثلاثين عامًا "زينة أرحيم" نفسها فى مهنة مروعة تتطلب منها أن توثق طوال الوقت قصص تعذيب الدولة والإرهاب، تتسابق يوميًا مع الموت متجسدًا فى القنابل البرميلية ونيران القناصة وهى الشابة الجميلة التى لم تتخيل نفسها أبدًا "مراسل حرب"، ولم تتخيل أن تبرع فى مهمتها لدرجة أن تنال جائزة "ماكلير بيتر" للصحافة لجهودها الاستثنائية ليس فى التغطية الصحفية فحسب بل أيضًا تدريب أكثر من 100 مواطن صحفى فى سوريا خلال العامين الماضيين.

"زينة" تحكى عما تعلمته من السباق مع الموت


وعن مأساة الحرب التى غيرت حياة 20 مليون سورى وتسببت فى مقتل ما يزيد عن 200 ألف آخرين ودفعت أكثر من نصف المتبقين من الشعب ينزحون إلى مختلف بلاد العالم، تقول "زينة" لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "أنا لست متفائلة، رؤيتى للوضع من قرب من خلال عملى لا يمنحنى الأمل فى تغير الوضع فى سوريا، وأثرت الأوضاع علينا سلبًا بالتأكيد، لقد فقدنا أصدقاءنا وأحباءنا وبيوتنا، ونحن لا نتحرك ونعمل بدافع الأمل، ولكن المسئولية التى حملونا إياها حين ماتوا وهم يحلمون ببلد أفضل".

وتصف "زينة" لحظات الحياة التى تعيشها مع زملائها بأنها "سباق ضد الموت"، وتحكى "عندما نرى كيف يقاتل السوريون من أجل التمسك بحياتهم الروتينية العادية من المدرسة أو العمل، كيف نحتفل بأعياد ميلادنا رغم الحرب، وكيف نحتفل بزفاف أصدقائنا ونرقص بينما تتساقط قذائف الهاون بالقرب منا حتى إننا نلجأ للموسيقى كى نتناساها".

تتابع "نحن نخسر فى هذه الحرب، ولكن كلما نقترب جدًا من الموت نتعلم كيف نستمتع بالحياة إلى الحد الأقصى، لذا عشت أعظم لحظات حياتى وأكثرها دفئًا فى العام الماضى كما لم أعشها فى حياتى كلها".

بدلاً من الفرار من الحرب عادت إلى بلدها لشعورها بالمسئولية


وتحكى "زينة" فى بريد إلكترونى للصحيفة "لو لم تكن هذه الحرب تجتاح بيتى لم أكن لأزج نفسى أبدًا داخلها".

وكانت "زينة" تدرس الصحافة فى لندن ونالت شهادة الصحافة الدولية من هناك قبل وقت قليل جدًا من قيام الثورة فى سوريا فى 2011، وفى الوقت الذى كان الجميع يهرب فيه من سوريا بسبب زيادة تدهور الوضع هناك، قررت العودة إلى بلادها رغم ما بها من أحداث وتقول "عدت إلى سوريا لأننى شعرت بالمسئولية، وجدت نفسى مضطرة للمساعدة، خاصة بعد أن فقدت أصدقاء تعرضوا للتعذيب أو القتل وهم يطالبون بالحرية والديمقراطية، وكنت أريد أن أساعد باستخدام ما أجيده وهو "الصحافة".

وتعيش "زينة" الآن على الحدود السورية التركية، وتقدم تقارير صحفية منتظمة عن خط الجبهة من المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى شمال سوريا بعد سنوات من الاغتراب عن بلدتها الصغيرة لدراسة الصحافة فى العاصمة دمشق وبعده السفر خارج البلاد.

30 سورية يوثقن الحياة والحرب بعيون النساء


لم تكتف "زينة" بدورها كمراسلة حرب تحاول أن تعكس الصورة الحقيقية لما يدور فى بلادها، بل بدأت تدريب الرجال والنساء من المواطنين العاديين على كل شىء من إنتاج الفيديو للكتابة، وتقول "كان هناك الكثير من المتدربين الذكور بالفعل صحفيين مواطنين لكنهم يريدون الحصول على المهارات المهنية، لكن معظم النساء كانوا ربات بيوت بعضهن حتى لم يكملن الدراسة الثانوية لذلك فى كثير من الأحيان كنا نبدأ من الصفر".

وتستدرك "لكن هذه المرأة تريد أن تتعلم وهذا ما جعلنى أواصل، والآن أشعر بالفخر وأنا أراهن على أنهن يكتبن ليس فقط لموقعنا على الإنترنت ولكن أيضًا للكثير من المطبوعات الصحفية".

ومنذ عودتها إلى سوريا، دربت "زينة" أكثر من 30 صحفية سورية، وتقول "أنا وهؤلاء النساء نوثق تاريخ سوريا من خلال عيون النساء من خلال مدونة "المرأة الجديدة" الخاصة بنا، وليس هناك ما هو أكثر بهجة من قراءة القصص المكتوبة بواسطتهن".

اليوم السابع -10 -2015



موضوعات متعلقة:


- بالصور.. الصحفية السورية "زينة إرحيم" تحصل على جائزة ماكلير بيتر للصحافة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة