وأدى الإعصار المصنف من الفئة الخامسة، والذى يثير رياحا تبلغ سرعتها نحو 266 كيلومترا فى الساعة إلى إعلان حالة التأهب القصوى فى غرب المكسيك، بما فى ذلك بورتو فالارتا ومنتجعات أصغر على امتداد الساحل، وقال خبراء أرصاد جوية أمريكيون، إن باتريشيا أقوى عاصفة سجلت حتى الآن فى نصف الكرة الغربى، وشبهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذا الإعصار بإعصار هايان الذى قتل الآلاف فى الفلبين عام 2013.
وقامت السلطات بنقل سكان وأغلقت المرافئ والمدارس، كما أجلت سياحا قبل وصول هذا الإعصار على سلم سافير-سيمسون إلى ولاية ياليسكو (غرب) بحسب مركز الأعاصير فى ميامى، لكن بعد خمس ساعات على دخوله الأراضى المكسيكية أعلن الرئيس إنريكى بنيا نييتو فى رسالة متلفزة إلى الأمة "إن الأضرار أقل مما هو متوقع لإعصار بهذه القوة"، لكنه طلب من السكان البقاء فى الملاجئ، مذكرا بأن الإعصار ما زال يشكل خطرا، وقال "لا يمكننا بعد خفض تدابير الحيطة، أشدد على أن الجزء الأخطر للإعصار لم يصل بعد".
وقد وضعت البلاد فى حالة تأهب، تحسبا لوصول هذا الإعصار المهول الذى يهدد بحصول فيضانات وانهيارات أرضية، وقال مسئولون مكسيكيون وأمريكيون، إن هذا الإعصار الذى لا يمكن التكهن بنتائجه قد يسبب أضرارا مفجعة، وقال روبرتو راميريز رئيس الوكالة الاتحادية المكسيكية للمياه إن باتريشيا قوى جدا إلى حد أنه قد يعبر البلاد ويتجه فوق خليج المكسيك إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك قال المركز القومى الأمريكى للأعاصير، إن باتريشيا قد يضعُف فور وصوله للأراضى الجبلية فى غرب المكسيك.
وصدرت أوامر عبر مكبرات الصوت فى بورتو فالارتا بإخلاء الفنادق، وبورتو فالارتا هى قلب سلسلة من المنتجعات التى تتراوح من فنادق رخيصة التكاليف إلى الفيلات الفاخرة، والتى تجتذب أثرياء صناعة التكنولوجيا ونجوم البوب، وخلت الشوارع فى الوقت الذى دوت فيه أصوات صافرات عربات الشرطة، وقال مسئولون، إن 15 ألف سائح محلى وأجنبى نُقلوا من بورتو فالارتا.
وحذرت الحكومة من أن رمادا ومواد أخرى من بركان كوليما الذى يبعد 210 كيلومترات عن بورتو فالارتا قد تلتحم مع هطول شديد للأمطار، لكى تسبب تدفقا للأوحال على شكل "أسمنت سائل" قد يطوق القرى القريبة، وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة المكسيك، كما عرض الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو على المكسيك المساعدة لمواجهة الإعصار المدمر، وقال: "نحن متضامنون مع المكسيك، نضع أنفسنا بتصرف الحكومة والشعب المكسيكيين لتقديم المساعدة التى قد يحتاجون إليها فى هذا الوقت".
من جهته قال وزير السياحة خوسيه كالزادا، إن الأمطار تهطل "بغزارة شديدة" فى ولاية كوليما، حيث أدى الإعصار إلى "اقتلاع حوالى 350 شجرة"، ولكن من دون أن تسجل أى خسائر بشرية حتى الآن، وقال وزير النقل رويز اسبارزا، إن انزلاقات تربة قطعت الطريق السريع بين كوليما ومانزانيلو، أما وزير السياحة فى حكومة ولاية خاليسكو إنريكى راموس فلوريس فقال إن حوالى سبعة آلاف سائح أجنبى و21 ألف سائح مكسيكى كانوا يستجمون فى المنتجع الساحلى قبل وصول الإعصار.
- بالصور.. الإعصار باتريشيا يصل إلى سواحل المكسيك
