الكتاب يقدم أجوبة لتساؤلات مثيرة منها، هل هبط الإنسان على القمر فعلا؟ كم عدد البشر الذين خطوا بأقدامهم على سطحه؟ لماذا ترد أسماء مصر والقاهرة والإسكندرية على "إنسيلادوس" أحد أقمار زحل؟ أين يقع قمر البيتزا؟ وكيف تتمرد الأقمار على كواكبها؟ .
يأتى الكتاب فى سبعة فصول تتسم بعناوين ذات دلالة، منها "شمس واحدة وأقمار كثيرة" وهو عنوان الفصل الأول الذى يقدم نظرة بانورامية لعالم لا يعرف الكثيرون خباياه، فالغالبية لا يعرفون من الأقمار سوى قمر الأرض رغم أن الأرض مع جارها المريخ يعتبران الأكثر فقرا من حيث عدد الأقمار، فالمريخ لا يملك سوى قمرين، وهو ما يختلف مع الكواكب العملاقة التى تبدأ بالمشترى حيث يملك وحده 65 قمرا يليه زحل الذى يدور حوله 63 قمرا ثم أورانوس 27 قمرا فنبتون 14 قمرا، حتى بلوتو الذى تم استبعاده من كواكب المجموعة الشمسية عام 2006 يملك أربعة أقمار، ومن بين العناوين التى يتضمنها الكتاب أيضا " المشترى.. العملاق الثرى " ، " أقمار زحل .. ماضى الأرض ومستقبل البشرية " ، " نبتون وأقماره المتمردة " .
ويوضح إيهاب الحضرى، أن تخصيص الكتاب للناشئة جعله يعمد إلى تبسيط المعلومات المعقدة وتقديمها بأسلوب شيق، خاصة أن الكثيرين حتى من الكبار قد يكونون يتلقون هذه المعلومات للمرة الأولى، فالكثيرون لا يعلمون أن الأرض كوكب فقير جدا لأنه لا يمتلك سوى قمر واحد، لكنه أسعد حظا من عطارد والزهرة اللذين لا يملكان أقمارا على الإطلاق، بينما يظل المشترى هو الأكثر ثراء.
ويتطرق "الحضرى" إلى نماذج أخرى من المعلومات التى يتضمنها الكتاب فيضرب مثالا بالسؤال الذى طرحه طفل فى فيلم "عسل أسود" على بطله أحمد حلمى، عندما تعجب من كون العلم الأمريكى يرفرف على القمر رغم عدم وجود هواء فيه، ويشير إلى أن الجدل ليس حديثا ففى عام 1970 أثبت استطلاع رأى أن 20% من الأمريكيين غير مقتنعين بأنهم هبطوا على القمر، كما أن كثيرا من علماء أمريكا يرجحون أن ما حدث كان مجرد أكذوبة كبرى تم تصويرها فى صحراء نيفادا، ويواصل الحضرى، رغم أن قمرنا الأرضى يعتبر محظوظا لأن المعلومات الخاصة به فى متناول يد العامة ، إلا أن الكثيرين لا يعرفون عدد البشر الذين قيل أنهم هبطوا على سطحه ، فقد توقفت معلومات البعض عند الرحلة الأولى، رغم أن الولايات المتحدة أعلنت أن 6 من رحلات أبوللو هبطت على القمر وعلى متنها رواد فضاء خلال الفترة من 1969 حتى 1972 ، وهو ما يعنى أن 12 إنسانا خطوا بأقدامهم على سطحه.
فى سياق آخر يشير الحضرى إلى أن تضاريس بعض الأقمار تحمل أسماء آلهة مصرية قديمة، وأخرى تتواجد على سطحها أسماء شهريار وشهرزاد وعلاء الدين ومسرور ، ويوضح أن الكتاب يقدم تفسيرا لذلك، كما أن طبيعة الأقمار تؤدى إلى حدوث ظواهر غريبة وفقا لمقاييسنا البشرية ، فـ "فوبوس" أحد قمرى المريخ يدور حوله كل سبع ساعات، وهو ما يعنى أن من يقف على سطح الكوكب الأحمر سيرى ميلاد القمر وتحوله إلى هلال ثم بدر قبل أن يبدأ فى الاختفاء من جديد ثلاث مرات فى اليوم، وهو ما نتابعه مع قمرنا الأرضى مرة كل شهر !
يعتبر كتاب " أقمار المجموعة الشمسية " نواة سلسلة يخطط المؤلف لتقديمها للناشئة فى هذا المجال ، لكنه اختار موضوع الأقمار لأنه غير مطروح بكثرة ، وعادة ما يأتى ضمن سياق كتب تتحدث عن المجموعة الشمسية ككل ، وتمر على هذه الجزئية مرورا سريعا رغم أن معلوماتها بالغة الأهمية . وقد قامت الفنانة إسلام إبراهيم بتصميم الكتاب وغلافه .
موضوعات متعلقة..
"ناسا" تكشف خططا جديدة لحماية الكواكب الصالحة للحياة من غزو البشر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة