منذ نشأتها قبل أكثر من نصف قرن كانت محافظة كفر الشيخ تعرف بمحافظة الأمل والمستقبل، بفضل ما تمتلكه من مقومات وما تتمتع به من امتيازات، جعلت الجميع يرون فيها آفاق المستقبل والحل الأمثل للكثير من المشاكل والأزمات التى يعانى منها الوطن ككل وليس أبناء المحافظة فقط، وظل هذا الأمل مرادفا لاسم المحافظة، ثم تلاشى رويداً رويداً تحت وطأة الفساد والروتين والاستبداد، فتحول الأمل إلى ألم.
فلم يشفع لمحافظة كفر الشيخ موقعها الفريد وإطلالتها البحرية ومواجهتها لأوروبا وتمددها على النيل وانتشار البحيرات بها ومساهمتها الفاعلة فى تحقيق الأمن الغذائى بإنتاجها أكثر من 40% من الأرز على مستوى الدولة، وأكثر من 34% من الأسماك، امتلاكها للرمال السوداء المليئة بالمعادن الثقيلة، وخاصةً معدنى الماجنتيت والألمنيت، التى تستخدم كخامات للحديد. حيث تشير الدرسات إلى أن المحافظة تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء فضلاً عن وجود احتياطى يعادل 200 مليار متر مكعب، وتعد المحافظة الأشهر فى إنتاج الملح بالإضافة إلى تميز إنتاجها بجودته العالية، كذلك تعد المحافظة الأولى فى إنتاج الأسماك المملحة "الفسيخ" بجانب امتلاكها للعديد من آبار الغاز الطبيعى فى قرية روس الفرخ التابعة لمركز بيلا وقرية شابا بدسوق.
ولم يحرمها الخالق من الآثار التاريخية التى تضم طابية عرابى وفنار البرلس وهضبة بلطيم وتل الفراعين وتل قبريط ومنزل الزعيم سعد زغلول واستراحة الملك فؤاد والكثير من الآثار الأخرى، أما المزارات الدينية فتنتشر فى كل ربوع المحافظة بدء من مسجد كفر الشيخ طلحة الذى تنسب إليه اسم المحافظة مروراً بإبراهيم الدسوقى ومسجد غانم بقرية البرلس وغيرهم.
كفر الشيخ التى أقام بها الملك فؤاد الأول، واتخذ منها بيتاً للراحة والهدوء وأقام بها قصراً للاستجمام والاستمتاع بالجو العليل لذلك سماها الفؤادية، واستمرت على تلك التسمية حتى قرر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر إرجاع اسم كفر الشيخ بدلاً من الفؤادية، من دون اسم الشيخ طلحة الذى تنسب إليه المحافظة لاختصار الاسم وخاصة أنها تكتظ بالكثير من الأشراف الهاشمين والأمويين القادمين من المغرب الأقصى الذين استوطنوا كفر الشيخ وما حولها.
كما كان للمحافظة دورها المشهود فى الدفاع عن الوطن وخاصة خلال معركة البرلس البحرية التى استطاع فيها أبناء المحافظة تدمير أسطولين أحدهما فرنسى والآخر بريطانى خلال العدوان الثلاثى على مصر فى معركة غير متكافئة بقيادة المقدم جلال الدسوقى.
كل ذلك لم يشفع للمحافظة عند المسئولين ليتم وضعها على خريطة التنمية الشاملة فتركتها الحكومات المتعاقبة مادة للضحك والسخرية فى الأفلام والمسلسلات وتركت مدينة مثل فوه تحتل المركز الثالث فى امتلاكها للآثار الإسلامية دون مقومات سياحية ومدينة تملك شواطئ فيروزية مثل مطوبس بلا مصيف ومنطقة صناعة لا تعرف من الصناعة سوى اسمها رغم مرورها بطرق دولية.
للأسف تعاملت الدولة مع محافظة كفر الشيخ على مدار العقود الماضية بنظام التشهيلات، فظل المحافظون يسيرون الأمور دون أى تغير وكأنهم يعاقبون المواطنين على كدهم وتعبهم فى دعم الأمن الغذائى بالإهمال والحرمان من التطوير والمرافق والخدمات حتى تحولت محافظة الأمل إلى محافظة الألم ومات حلم المواطنين فى التغيير والعيش الكريم فهل يتم إحياؤه من جديد؟.
رمضان العباسى
لماذا تحولت كفر الشيخ من محافظة الأمل إلى محافظة الألم؟
الجمعة، 09 أكتوبر 2015 10:10 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عطيه البرجى
الأمل فيك