فرنسا ستتجاور أزمتها سريعا، وتعبر أحزانها بكل سهولة ويسر، فشعبها متلاحم، والمعارضة على قدر المسؤولية، ولا يسكن أحشاؤها خونة كجماعة الإخوان، وأتباعها، والمتعاطفين معها.
أيضا لا يوجد بين مواطنيها نشطاء من عينة الدكتور محمد البرادعى، ووائل غنيم، وعلاء الأسوانى، وممدوح حمزة وعلاء عبدالفتاح وأحمد ماهر وأحمد دومة وأسماء محفوظ، وإسراء الطويل، وعبدالرحمن يوسف، ومصطفى النجار، وباقى فرقة اتحاد ملاك ثورة يناير.
وليس لديها خبراء استراتيجيون أمثال عمرو حمزاوى، وإعلاميون منقلبون، مواقفهم حسب ما «يودى» الريح، يهددون ويصرخون ويعتبرون أنفسهم، المالكين الحصريين للحقيقة، مثل باسم يوسف وبلال فضل، وحمدى قنديل، وفهمى هويدى.
هؤلاء جميعا، بجانب: «النخبة البزراميطية»، لم يقفوا يوما فى خندق الدولة، وإنما دائماً يقفون فى معسكر المخربين حاملين شعارات غير موجودة إلا فى خيالهم المريض، ويرددونها ترديد البغبغاوات، من عينة حقوق الإنسان، والحريات، والديمقراطية، والدولة المدنية، والفاشية العسكرية، والشرطة بلطجية.
هؤلاء وقفوا فى وجه الدولة عندما قررت فض اعتصام رابعة الإرهابى المسلح الذى يمس جوهر هيبة الدولة، وينازع كبرياءها ويهز مكانتها الإقليمية والدولية، وهاجموها بقوة، واستقال البرادعى من منصبه، نائبا لرئيس الجمهورية، فى وقت هو الأصعب من عمر الوطن، وغادر البلاد.
فرنسا التى اتخذت سلسلة من الإجراءات المشددة عقب الحادث الإرهابى الحقير فى قلب باريس، كان قرار واحد منها لو اتخذته مصر كفيلا أن يخرج هؤلاء شاهرين سيوفهم فى وجه الدولة، وزلزلوا الأرض، ورددوا شعار الابتزاز الرخيص والمكرر «أن البلاد تعود للوراء إلى ما قبل 25 يناير، وأن الوجوه القديمة عادت بكل قوة».
هؤلاء النشطاء الذين يتخذون من أمريكا والغرب المثل والقدوة، فى الديمقراطية، وحقوق الإنسان، يصيبهم الخرس أمام سلسلة الإجراءات المشددة التى تتخذها هذه الدول من فرض الطوارئ والإجراءات الاستثنائية وتعطيل بعض مواد الدستور، فى حين يشعلونها نارا سعيرا لو اتخذت مصر نفس الإجراءات.
فرنسا محظوظة بشعبها ومعارضتها ونخبتها، فيكفى على سبيل المثال، تصرف واحد يعكس أن الشعب كله يحب ويخشى على وطنه، عندما زحف بكثافة إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين، والمستشفيات قررت وقف عملية التبرع بعدما امتلأت خزانات الدم عن آخرها، ولا يوجد خزان واحد «فاضى» فى أى مستشفى.
تلاحم الشعب الفرنسى، ومن قبلهم المعارضة، وقبول ودعم كل القرارات المتشددة التى اتخذتها الدولة عقب الحادث الإرهابى، إنما يؤكد أنه لا حديث يعلو بين شعوب هذه الدول المتقدمة والمؤمنة بالديمقراطية والحريات، على أمنها واستقرارها، ومقدراتها، فى الوقت الذى حول فيه نشطاء الغبرة، والمتثورون اللاإراديون، فى مصر مصطلحات الأمن القومى، والاستقرار، والمؤامرة، إلى «تريقة وتسخيف وتسفيه».
هل أدركتم أن مصر تواجه مصاعب كبرى من الداخل قبل الخارج؟ وأنها مصابة «ببلوة سودة» اسمها اتحاد ملاك ثورة يناير ورفقاء السوء من نشطاء الغبرة، ومتعاطفين مع جماعات إرهابية، ويعملون ليل نهار لتذليل كل العقبات والمطبات من أمام التنظيمات الإرهابية للدفع بها فى قصور السلطة.
مصر مكلومة، ومصابة بخلايا سرطانية تسللت إلى أحشائها، عبارة عن جماعات الخيانة، ومجموعة مصالح الابتزاز السياسى والاقتصادى، وجهلة، يبحثون عن مغانم تحت عناوين «نشطاء وثوريين»، كل همهم الوقوف أمام كاميرات القنوات الفضائية، والهجوم على السلطة والقوات المسلحة والشرطة، واعتبارهم أعداء يجب محاربتهم، عكس نخبة وشباب ورجال ونساء فرنسا.
نعم مصر مكلومة، متألمة، تنزف بغزارة، وتتلقى طعنات الغدر والخيانة من الذين خرجوا من رحمها.. للأسف.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Moh wahba
الدنياولهم اصاب كبد الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed mostafa
نتمنى أن تكون مصر .. مثل فرنسا
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed mostafa
نتمنى أن تكون مصر .. مثل فرنسا
عدد الردود 0
بواسطة:
alaa hussein
المشكلة إحنا خايفين نأخذ قرارات صارمة وحازمة مثل فرنسا علشان الخارج يارب نفهم
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab
تسلم إيدك
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
ونسيت تقول ,, ماعندهمش حزب النور ,وإخوان ومحلات حموم الانسان , والمنافقين الطبالين اللى بالى بالك ,,
**
عدد الردود 0
بواسطة:
سوسو
و الله يا دندراوي كلامك يخلي العين تدمع مقالممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد نورالدين
تعظيم سلام للمحترم دندراوي الهواري مقالك بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف
عدد الردود 0
بواسطة:
mina fawzy
جامداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
BIBO
الى رقم 3