طه أمين يكتب: عندما تصبح الحرية اختياراً عاقلاً رشيداً

الجمعة، 20 نوفمبر 2015 10:08 م
طه أمين يكتب: عندما تصبح الحرية اختياراً عاقلاً رشيداً ورقه وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن أسوأ أنواع التربية هى التى نعلم فيها الانسان الأشياء بضدها.. مثلا الحياة تعرف بأنها عكس الموت.. الشبع يعرَف بأنه عكس الجوع.. لأن هذا يبقى الإنسان فى دائرة الحد الأدنى للمادة فى تعريف القيم العليا غير المادية، فيقبل حياته مادام لم يمت ويتصور أن هذا أقصى ما يمكن الحصول عليه.. فلا هو يستمتع بها ولا يحاول تطويرها ولا يرى فيها أى نعمة غير نعمة (عدم الموت)..

الحقيقة أن الحرية هى احد هذه المفاهيم التى ساء تعليمها للإنسان.. فالحرية ليست عكس العبودية، وهى ليست فقط الممارسة السياسية المتعارف عليها فى عالمنا الحديث.. إن الحرية فى حقيقتها هى شجاعة كسر التابوهات الفكرية.. والضغوط القبلية التى فرضت على عقلك منذ ولدت، لتصبح حرا فى إيجاد دوائر اوسع للمفاهيم الحياتية للحرية وممارستها، وفى إيجاد توصيف آخر لمعنى لإنسان الحر ودوره ومكتسباته.. فتصبح الحرية اختياراً عاقلاً رشيداً يجعل منك انساناً قادرا على احترام الآخرين وحقهم فى ممارسة حريتهم.. بل وتوسيع دوائر الحفاظ على حقوقهم والدفاع عن حقهم فى الحرية اللامحدودة / المحدودة بحد واحد فقط وهو: أنا حر مادمت لا أضر أحد.

إن الحرية هى كسر حواجز الخوف من العقاب النفسى والشخصى والاجتماعى.. كسر حواجز الخوف من نظرة الآخرين لك إذا مارست حريتك التى اكتسبتها بحكم وجودك الإنسانى على الأرض.. الحرية هى إطلاق العقل للبحث والتفكير دون سيطرة أصنام الماضى والحاضر على عقل يمكنه الوصول إلى حقائق أوسع وأشمل قد يكون منها: أن العقل له حدود. وان كانت محدودة بالزمان والمكان ولكنها أن خرجت منهما صارت قادرة على الرؤية من أعلى ولذلك ترى مدى تفاهة القيود التى فرضتها على نفسها بنفسها.. فاقبل حريتك واستمتع بها ودافع عن حق الحرية بحق الوجود.. فهى ليست منحة من أحد.. والأهم.. إلا تخشى أن تكون حراً.. فالخائفون من الحرية هم أسوأ أنواع العبيد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة