نريد تماسكاً وطنياً فى الظروف الصعبة
كل دعوة تنطلق الآن لتكوين جبهة معارضة فى مجلس النواب هى دعوة وطنية خالصة تستحق التشجيع والتأييد، هى دعوة تضمن التعددية والديمقراطية، وتساهم فى إنضاجها، وتعيد للحالة السياسية بعضاً مما تفتقده الآن. لا تتحمل الظروف أن نكون أمام برلمان مشابه لبرلمان 2010، وهو آخر برلمان شهدته مصر قبل ثورة 25 يناير، الذى لم يكن به معارضة تذكر باستثناء عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة كانوا من حزب التجمع، كان مشهداً مأساوياً عبر عن حالة نظام أغلق كل الفرص أمام التغيير عبر صناديق الانتخابات، وراهن فى نفس الوقت على أن أكاذيبه فى تبرير الاستبداد والتزوير سيبتلعها المصريون.
المعارضة البرلمانية ستكون تعبيراً عن أحزاب، وعن مستقلين، وتأكيداً للمشاركة السياسية من كل هؤلاء فى مشهد ما بعد ثورة 30 يونيو، الذى طرد منه جماعات الإرهاب بأحزابها التى تسترت بشعارات سياسية تبدو أنها تدعو إلى السلمية، سنكون أمام نواب ليس بينهم إخوان، ولا جماعات إرهابية، وبالتالى فلا مجال للزعم بأن الذين يدعون لتكوين كتلة معارضة برلمانية هم من الإخوان أو ظهير لهم، فترك المجال لمثل هذه الأكاذيب سيكون عبثاً كبيراً وتصميماً من البعض على إعادة العجلة إلى الوراء، سنكون أمام من يريد اللعب بمقدرات شعب يبحث عن أفق للمستقبل، وتكفير لأى تفكير يبحث عن حقوق الشعب المصرى فى مقدراته السياسية والاقتصادية.
نعم نريد تماسكاً وطنياً فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصر والمنطقة فى مواجهة الإرهاب، لكن الديمقراطية الصحيحة هى التى تضمن بقاء هذا التماسك، وهى التى تقف به على أرضية صلبة فى مواجهة كل المتربصين بمقدراتنا داخلياً وخارجياً.
من الضرورى أن تتحصن الأغلبية بالثقة فى نفسها، فى مواجهة أى أصوات تسعى إلى تكوين كتلة برلمانية معارضة، طالما تعلم أنها جاءت بإرادة شعبية، ومن الضرورى أن نحصن نحن المعارضة بالحماية الشعبية، لأنها الصوت الذى سيشق جدار الصمت فى حال صممت الأغلبية على سن قوانين ظالمة، وفى حال تأييدها لحكومة لا تعمل لصالحنا، وفى حال تواطؤها على سياسات ضد مصالح عموم المصريين.
أقول ذلك بمناسبة ما تردد عن تكوين ائتلاف باسم «الكتلة الديمقراطية الممثلة للعدالة الاجتماعية ومبادئ 25 يناير»، وحسب أحد الداعين له وهو النائب «هيثم الحريرى» الذى يدخل البرلمان لأول مرة، وفى أول تجربة انتخابية له، فإن هذا الائتلاف يضم نواباً عن الحزب المصرى الديمقراطى، وآخرين مستقلين، وأنه تم عقد لقاءات بهذا الخصوص مع قيادات فى أحزاب «التحالف الاشتراكى، المصرى الديمقراطى، التيار الشعبى - تحت التأسيس - الكرامة، الدستور، مصر الحرية، العربى الناصرى»، ووفقاً لـ«الحريرى»، فإن المبادئ العامة التى ستشكل عليها الكتلة تتمثل فى التوافق على مبادئ ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وما تتضمنه من شعاراتهما بشأن تحقيق العدالة الاجتماعية، ومدنية الدولة وديمقراطيتها وتأكيد مبدأ المواطنة، وتفعيل العدالة الانتقالية، والعمل على إنشاء مفوضية لمحاربة الفساد بحسب القانون والدستور. مجمل المبادئ العامة التى تحدث عنها «الحريرى»، لا يختلف أحد عليها ممن يؤمنون بثورتى 25 يناير و30 يونيو معاً، ويعملون من أجل تحقيق أهدافهما، وهى مجموعة أهداف تؤسس لحالة ديمقراطية تعبر بنا إلى مستقبل واعد، وتعبر عن حالة وطنية أكيدة، غير أنه فى المقابل سنجد من يرفض هذه المبادئ، وبالتالى سيرفض من يعبرون عنها، وعلى وجه الدقة سيرفضها ممن يضعون الثورتين فى حالة عداء، وممن يريدون اختطاف مصر بإعادتها إلى الوراء بالترويج لمزاعم بأن ثورة 25 يناير مؤامرة، وكالعادة ربما يتحدث هؤلاء عن أن هذا «الائتلاف» هو إخوان مستتر، ولن ينصرفوا عن هذه الأسطوانة حتى لو أحضرت لهم صورة والد هيثم النائب المحترم «أبوالعز الحريرى» رحمه الله، والدماء على وجهه نتيجة اعتداء الإخوان عليه فى الإسكندرية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
كفايه معارضه الاخوان وتركيا وقطر والبرادعي وايمن نور واحمد غنيم و باسم يوسف وغيرهم.......
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
كفايه معارضه الاخوان وتركيا وقطر والسعوديه بوهابيتها وبعض رجال الاعمال الكويت والخليج
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الى رقم 1 و2
خليك مصدق
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
غـنى يـا وحــيد ، قصـدى غـنى يا سـعيد