محمد نصيح الجابرى يكتب: أعملك إيه حيرتنى

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 04:10 م
محمد نصيح الجابرى يكتب: أعملك إيه حيرتنى صندوق انتخابات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحيرة هى من مميزات الكائن البشرى فلا نكاد نلاحظ أى إنسان إلا وقد داهمته الحيرة فى كثير من أفعاله وأقواله. مما يجعلنا فى حيرة من ذلك الإنسان.

ولكن ليس الإنسان فقط هو المحير بالنسبة لنا فالكثير من مواقف بعض الدول والحكومات بل والمنظمات والأحزاب ينتابنا الحيرة من تصرفاتها.

لذلك لا تتعجب حينما تقف لحظات مع نفسك وتغنى بجملة (أعملك إيه حيرتنى)
من أكثر المواقف التى تجعلنى فى حالة من الحيرة عندما أجد شخصا منافقا يتلون بكافة الالوان من أجل تحقيق مصلحة ما. هى فى نهاية الأمر ليس له قيمة أو معنى وربما ذاك الموقف يجعل الشخص يخسر كثيرا من رصيده لدى الناس والأكثر من ذلك فربما يخسر مصداقية نفسه. فيتحول إلى شخص بلا قيمة ولا كرامة ولا رأى.

ولو تكلمت عن بعض مواقف الدول والحكومات فالأجدى أن أتكلم عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من تنظيم داعش. تلك الدولة التى نادت المجتمع الدولى بمحاربة الإرهاب وهى فى الأساس تحتضن تلك الجماعة وربما حالفنى التعبير أن أمريكا هى الرحم الذى انبثق منه تنظيم داعش الإرهابى. وهنا الحيرة تنتاب بعض الناس كما تنتابنى الآن. فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحارب الإرهاب كما تعلن فى كافة وسائل الأعلام فلماذا تساعد الجماعات الإرهابية المتواجدة بسوريا ولبيا والعراق. السؤال الذى يطرح نفسه واعتقد أنه سؤال محير.. لماذا عارضت أمريكا التدخل الروسى فى سوريا؟ على العلم من تحقيق الغارات الروسية نجاحا كبيرا وملحوظا فى تدمير البنية التحتية لداعش؟

الإجابة بالتأكيد أعملك إيه حيرتنى
ولو تكلمت عن حادثة الطائرة الروسية فهناك العجب العجاب، بالفعل ليست ولن تكون الحادثة الأولى التى تحدث لطائرة. فالكثير من حوادث الطيران على اغلب الظن تأتى نتيجة سوء الأحوال الجوية أو رعونة من الطيار أو حادث إرهابى. أذن فليست لدى أى مشكلة فى حالة اتهامنا بالتقصير فى حماية الطائرة. ولكن لدى علامات استفهام وحيرة أكثر. فيما يتعلق بالتصريحات البريطانية والأمريكية التى سبقت نتائج التحقيقات. والفاجعة والعجيب أنها سبقت الرد الروسى والمصرى طرفا التحقيق. إذن فما هى الرسالة التى أرادت كل من أمريكا وبريطانيا توصليها إلى الجانب المصرى؟ وكيف استطاعت بريطانيا أن تتوصل إلى نتائج التحقيقات قبل إعلان نتيجة التحقيقات من الأساس. أعتقد أنه أمر محير جدا.

ربما الأحزاب السياسية المصرية فى الفترة الأخيرة كانت تحتل صدارة الحيرة لدى الكثير من الناس. والأكيد أن نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب كانت أكثر حيرة فى ظل انخفاض نسب الإقبال على الانتخابات البرلمانية.

والمفاجأة تتجلى هنا فى خسارة حزب النور خسارة مدوية أطاحت به من على الساحة السياسية. والأكثر من ذلك اختفاء النواب الشباب بشكل ملحوظ. وربما الميزة التى اعترف بها هى وجود جرأة انتخابية لدى المرأة من أجل الترشح. ولكن الحيرة دائما ما تساورنى فى ابتعاد بعض الشخصيات السياسية عن الترشح فى دوائرهم والهروب إلى دوائر أخرى. أبرزهم شخصية ترشحت فى ثلاث عصور مبارك والأخوان. والرئيس السيسى. والفاجعة أنهم هربوا من الترشح على مقاعد الفردى. واختبأوا فى القوائم التى تعتبر نسب نجاحها أعلى كثيرا من الفردى. فلماذا هرب هؤلاء؟ وذهبوا إلى هؤلاء؟

ولكن يظل فى نهاية الأمر رجال أبطال شجعان يضحوا بالغالى والرخيص من أجل أن نحيا حياة كريمة سعيدة. هؤلاء الأبطال هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة