أبو الفتوح: كنا نقيم الدنيا ولا نقعدها أيام السادات
«كانت الجماعة الإسلامية تقيم مخيمها فى المدينة الجامعية لجامعة المنيا، ويحضره مئات الطلاب يبدأون يومهم بطابور رياضى يقطع المدينة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تصاحبه الهتافات الإسلامية المدوية دون أن يتعرض لنا أحد»، هكذا يذكر الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح نصا فى مذكراته «شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر 1970 - 1984» عن نشاط الجماعة الإسلامية فى سبعينيات القرن الماضى وقت حكم الرئيس أنور السادات، وبالرغم من أنه يرويها فى سياق نفيه القاطع عن اتهام السادات بمساعدته الحركات الإسلامية فى الجامعات لكى تضرب الشيوعيين والناصريين، إلا أن القراءة الموضوعية لها تؤكد صحة هذه الاتهامات.
فى قصة أخرى، يذكر أبوالفتوح أنه وقت أن كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة «1977» وأحد قيادات الجماعة الإسلامية بالجامعة، كان يطبع منشورا للجماعة الإسلامية فى مطبعة بمنطقة السيدة زينب يهاجم النظام، وتصادف أن الشيوعيين كانوا يطبعون منشورا آخر فى نفس المطبعة، وجاء إليه صاحب المطبعة ليخبره أن الشيوعيين يطبعون منشورا ضد الجماعة الإسلامية، ويؤكد أبوالفتوح، أنه لا يدرى من الذى أبلغ بوليس النجدة أنه ستقوم مشاجرة بين مجموعة من الطلاب «شيوعيين وجماعات» فى السيدة زينب، وعلى أثر هذا البلاغ حضرت الشرطة فى الوقت الذى تم فيه نقل منشور الجماعة الإسلامية فى السيارة التى ستقله، فأراد الضابط أن يوقف هذه السيارة، لكن وحسب أبوالفتوح: «رفضنا أن نطيع أوامره، فأطلق رصاصة على أحد إطارات السيارات حتى لا نستطيع التحرك بها، فقامت بيننا وبينه مشاجرة كبيرة، وقمنا بتوجيه السباب والشتائم له، وذهبنا إلى قسم شرطة السيدة زينب، حيث تم الاستيلاء على المنشور من السيارة، وبعد قليل وجدت المأمور يقول لى: تفضل إلى حيث تريد، وكأن شيئا لم يكن».
لم تنته القصة عند قول المأمور لـ«أبوالفتوح» وزملائه: «تفضل، وكأن شيئا لم يكن»، وإنما تطور الأمر بتصعيده، يقول أبوالفتوح: «لم يعجبنى هذا، ولم أعتبر أنها مكرمة فطلبت منه المنشور الذى صادرته الشرطة فرفض إعطاءه لى، فقلت له: لن أتحرك من قسم الشرطة إلا بعد أخذ المنشور معى، فأصر «المأمور» على الرفض، واتصل بضابط من جهاز مباحث أمن الدولة فأخذ الضابط يرجونى أن أذهب من دون المنشور، ولما رفضت الخروج من قسم الشرطة اتصلوا بنائب رئيس الجامعة الدكتور محمود درويش، فأتى إلى قسم الشرطة لكى يقنعنى بأن أنصرف من دون المنشور، كل ذلك وأنا مصمم على رأيى، ولم أتنازل حتى أخذت معى المنشور أخيرا، وذهبت مع الدكتور محمود درويش فى سيارته إلى الجامعة ومعى المنشور، لتهدئة زملائى فى اتحاد الطلاب والجماعة الإسلامية الذين كانوا قد انطلقوا فى مظاهرات عارمة داخل الجامعة احتجاجا على القبض على»، وينتهى أبوالفتوح عن ذلك إلى القول: «كانت حياتنا عادية ومستقرة حتى ونحن نقيم الدنيا ولا نقعدها مظاهرات وإضرابات واحتجاجات».
أدعوكم إلى إعادة قراءة ما حدث فى السيدة زينب، وتأملوا الحال الذى كان عليه كل ضباط الشرطة فى مواجهة «أبوالفتوح» وزملائه وهم يطبعون منشورا ضد النظام،المأمور عاجز فى مواجهته هو ومن معه، والضابط الذى أراد توقيفهم فشل وقامت مشاجرة معه، وضابط أمن الدولة ترجاه دون جدوى أن يذهب ويترك المنشور، ووصل الأمر إلى حد أن نائب رئيس الجامعة الدكتور محمود درويش يذهب بنفسه إلى قسم شرطة السيدة زينب وفشل هو الآخر فى إقناع «أبوالفتوح» بالانصراف دون المنشور، وانتهى الأمر بانتصار «أبوالفتوح»، حيث أخذ المنشور وعاد إلى زملائه فى الجماعة الإسلامية، فماذا يعنى ذلك كله؟
بالطبع، إما أنه دليل محبة زائدة من نظام السادات للجماعة الإسلامية أو خوف منها، وفى كلتا الحالتين كارثة عظيمة.. يتبع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الساداتى اعتبر الجماعه الاسلاميه دعايه للرئيس المؤمن
عدد الردود 0
بواسطة:
مايو 1971 كان السبب
أن أرادت أن تحارب فكرا فحاربه بعقيده
الله يرحم الخواجه ميكيافيللى