هل تتذكرون جامعة الشعوب الإسلامية؟
هى جامعة، كانت فكرتها بمثابة وجه شعبى وسياسى دعائى للإرهاب المختبئ تحت شعار «الجهاد ضد الاحتلال السوفيتى فى أفغانستان».
أطلقها الرئيس السادات فى نهايات 1980 فى حمى تعبئته لدعم «الجهاد الأفغانى» ضد الاتحاد السوفيتى، والقصة كلها يجب فتحها لمعرفة كيف كانت مثل هذه الخطوات بمثابة أعظم خدمة لجماعات الإرهاب التى نكتوى ويكتوى العالم كله بنارها الآن.
فى يوم 20 ديسمبر 1980 عقدت جلسة خاصة لمؤتمر «الجامعة» المزعومة، التى جاءت فى توقيت لا يجب أن نتجاهل فيه أن فكرتها كانت محاولة لخلق بدائل عن مؤسسات مثل جامعة الدول العربية التى انتقلت من القاهرة إلى تونس كإجراء عقابى لمصر بسبب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وعاشت مصر بعدها فى عزلة عربية تامة وقدر كبير من العزلة مع الدول الإسلامية.
نصبت وسائل الإعلام المصرية الزفة حول «الجامعة» الجديدة، ولم تكن أمريكا بعيدة عنها، وتحدد يوم 20 ديسمبر موعدا لعقد مؤتمر تأسيسها فى القاهرة، بمشاركة قيادات ما يسمى بـ«الجهاد الأفغانى»، يتقدمهم «أحمد جيلانى» و«صيغة الله مجددى»، واستقبلهم السادات فى مسقط رأسه بقريته «ميت أبو الكوم» محافظة المنوفية، واستضافهم على الغداء بعد أن شاركهم أيضا فى تأدية صلاة الجمعة التى نقلها التليفزيون على الهواء، وكانت القضية الأفغانية هى محور خطبة الجمعة فى كل مساجد مصر يومها طبقا لتعليمات الحكومة، ودعا الخطباء إلى التبرع بالمال للشعب الأفغانى، والتبرع بالنفس بالتطوع لقتال الاحتلال السوفيتى الملحد.
استمرت زيارة الوفد الأفغانى عدة أيام، وتصدرت أخباره وتحركاته مانشيتات الصحف المصرية الرسمية «الأهرام، الأخبار، الجمهورية»، كان يتم الترويج لهم إعلاميا، بزيهم الأفغانى المعروف وغطاء الرأس ولحاهم الكثيفة، واستهدف هذا الترويج محاولة تصنيع نجوم جدد فى مقاومة المحتل، بعد أن عشنا سنوات طويلة على صورة الفدائى الفلسطينى الذى سكن قلوبنا لبطولاته الفريدة ضد الاحتلال الصهيونى.
خلال الزيارة بث الضيوف الأفغان رسالة إذاعية من راديو القاهرة إلى الشعب الأفغانى، وزاروا الهيئة العربية للتصنيع، فأهدتهم الهيئة صواريخ وقنابل مضادة للدبابات، وجاء افتتاح مؤتمر «جامعة الشعوب العربية والإسلامية» بعد أسبوع للتضامن مع الشعب الأفغانى افتتحه كمال حسن على، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وألقى السادات كلمة الافتتاح، وعقدت الجمعية التأسيسية لـ«الجامعة» اجتماعا خاصا لبحث مشروعات بقرارات خاصة بتدعيم النضال الأفغانى تتضمن اقتراحا بخصم %2 من رواتب ومعاشات جميع موظفى الدولة، وفرض ضريبة جهاد لصالح أفغانستان، ودعوة الجمعيات الخيرية إلى جمع تبرعات لصالح الشعب الأفغانى، وفتح المساجد لتلقى تبرعات المواطنين، وتخصيص صندوق فى «مكتب أفغانستان» بالأمانة العامة لـ«جامعة الشعوب» لجمع التبرعات الشعبية غير الحكومية، ووضع فيه السادات مليون جنيه تبرعا كنواة ليمارس الصندوق بها أعماله.
وسبق ذلك إجراءات عديدة أخرى منها، انسحاب مصر من دورة الألعاب الأولمبية المقرر عقدها فى موسكو، ودعا السادات إلى عقد مؤتمر قمة إسلامى لبحث القضية، وقرر المكتب السياسى للحزب الوطنى قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا واليمن الجنوبية لتأييدهما الغزو (كانت العلاقات مجمدة بسبب كامب ديفيد)، وتقرر خفض التمثيل الدبلوماسى مع موسكو، وتقديم تسهيلات للتدريب العسكرى للأفغان فى القاهرة، كما شهدت الجامعات المصرية مؤتمرات ومعارض تنظمها الجماعات الإسلامية عن «الجهاد فى أفغانستان»، وأثناء ذلك التقى السادات بـ«عمر التلمسانى» المرشد العام لجماعة الإخوان، وأسفر اللقاء عن السماح للإخوان بالسفر إلى أفغانستان، على أن يقتصر نشاطهم فيها على أعمال الإغاثة فقط، غير أن فتح باب التطوع للجهاد تم فى مرحلة لاحقة، وعلى أثره سافر الكثير من كوادر الجماعات الإسلامية المتشددة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
كل البلاوي ديه من السادات انمت الجماعات الاسلاميه التي تسببت في اهدار السياحه وانهيار الاقتصاد
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
هذه اللعبه امريكيه الاصل علموها للسادات واستعملوها لتدمير العرب بما اسموه ثورات الربيع العربي
ثورات الربيع العربي كلها اسلاموامريكيه
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الفضل
جماعة ا?خوان اصل البلاء.. للموعظه..قصة سراج الزهرانى