لماذا تصر الصحافة الغربية على ربط حادث الطائرة الروسية بالإرهاب؟.. اتجاه لتأكيد فكرة زرع قنبلة أو "التأثير الخارجى" بعد فشل نظرية "ضربة الصاروخ".. والتقليل من أهمية الحالة الفنية للطائرة

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2015 11:38 ص
لماذا تصر الصحافة الغربية على ربط حادث الطائرة الروسية بالإرهاب؟.. اتجاه لتأكيد فكرة زرع قنبلة أو "التأثير الخارجى" بعد فشل نظرية "ضربة الصاروخ".. والتقليل من أهمية الحالة الفنية للطائرة الطائرة الروسية المنكوبة
تحليل تكتبه ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسود حالة إصرار غير عادية من بعض الصحف الغربية البارزة، الأمريكية والبريطانية على وجه التحديد، على ربط حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء يوم السبت الماضى، بالإرهاب، ومحاولة مستمرة من صحف مثل واشنطن بوست وتليجراف على إثارة الفزع العالمى من فكرة أن يكون مسلحون قد نجحوا فى إسقاط طائرة مدنية كانت تحمل على متنها أكثر من مائتى شخص، وهو ما يثير عدة علامات استفهام.

فلماذا تصر بعض الأبواق الإعلامية الغربية على تهويل الحادث قبل استبيان الحقائق، ولماذا ترفض تصديق حتى تحليل خبرائهم الذين أكدوا أن المسلحين لا يستطيعون إسقاط طائرة كانت تحلق على ارتفاع 31 ألف قدم، وأن صواريخ أرض جو المحمولة على الكتف التى بحوزتهم قادرة على استهداف ما دون ارتفاع 10 آلاف قدم. فقد قال زاك جولد، الخبير فى أمن سيناء، إن تنظيم داعش والجماعات المسلحة بشبه الجزيرة لا يُعرف أنها قادرة على ضرب طائرات على ارتفاع هائل، وأن الطريقة الوحيدة التى ربما يكونوا مسئولين بها عن الحادث هى زرع قنبلة على الطائرة نفسها.

محاولات ربط الحادث بداعش


ورغم ذلك تظل تقارير الصحف الغربية عن الحادث المأسوى الذى وقع فى شبه جزيرة سيناء يتصدرها إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس، الذى أطلق على نفسه اسم "ولاية سيناء" بعد تعهده بالولاء لداعش، مسئوليته عن الحادث وترويج لمزاعمه التى ثبت زيفها بأنه أسقطها بصاروخ انتقامًا على التدخل الروسى فى سوريا.

ويبدو أن السياسة والصراعات الدولية هى المبرر الأول وربما الوحيد لهذا الاتجاه فى وسائل الإعلام الأجنبية التى سخر بعضها، مثل صحيفة واشنطن بوست من تصريح المسئولين الروس بأن الطائرة تفككت فى الجو، حيث قالت إن هذا لا يمكن أن يحدث لطائرة حديثة إلا لو كانت ضربت بصاروخ، على الرغم من أن المسئولين الروس نفوا منذ البداية أن يكون الحادث عملًا إرهابيًا.

أبعاد سياسية


يبدو أن الصحف الغربية يعجبها ربط ما جرى للطائرة بتدخل روسيا عسكريا فى سوريا. لأنه منذ بداية الضربات الروسية ضد التنظيمات المعارضة للرئيس السورى بشار الأسد، دشنت وسائل الإعلام الغربية حملة انتقادات صارخة لهذه الخطوة لأنها تستهدف الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة. والمعروف أن سوريا هى الجهة الأساسية لحرب باردة جديدة بين موسكو وحلفائها من ناحية وواشنطن وأوروبا من ناحية أخرى.

وعلى الجانب الآخر، تروق أيضًا لمحللى الصحف الأجنبية المتعاطفين مع الإخوان فكرة تمكن الإرهاب من مصر، ولذلك فإن فرضية أن داعش استطاع أن يسقط طائرة كانت تحلق فوق الأجواء المصرية تبدو مثيرة ليواصل هؤلاء المحللون انتقاداتهم للنظام الحاكم فى مصر وإظهاره فى صورة العاجز عن محاربة الإرهاب. ويبدو أنهم سيجدون ما يعزز فرضيتهم بنفى شركة الخطوط الجوية المالكة للطائرة المنكوبة بأن يكون عطلًا فنيًا أو خطأ بشريًا من قبل الطيار هو السبب فى تفكك الطائرة، وأن سبب ما تعرضت له هو تأثير خارجى، فى محاولة منها للهروب من دفع تعويضات لأهالى الضحايا لو ثبت وجود مشكلة فنية.

وكانت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية نقلت عن زوجة مساعد الطيار قولها إن زوجها اشتكى قبل الرحلة الأخيرة له من حالة الطائرة. كما أن تلك الطائرة سبق وتعرضت لحادث فى عام 2001 أثناء هبوطها بمطار القاهرة الدولى، حيث ارتطم ذيلها بأرض مدرج المطار وهو الأمر الذى تسبب بلا شك فى الإضرار بجسم الطائرة.

كما قال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، الاثنين، فى واشنطن "إنه ليس هناك مؤشرات حتى الآن إلى عمل إرهابى تسبب بسقوط الطائرة الروسية فى سيناء. واعتبر كلابر أيضا أنه "من غير المرجح" أن يكون تنظيم داعش لديه الإمكانات لإسقاط طائرة ركاب أثناء تحليقها لكنه تدارك أنه لا يمكن "استبعاد" هذه الفرضية بالكامل.


موضوعات متعلقة..


الاستخبارات الأمريكية تستبعد حدوث عمل إرهابى وراء تحطم الطائرة الروسية

دايلى بيست: خلل هيكلى مفاجئ قد يكون السبب وراء سقوط الطائرة الروسية

خبراء لصحيفة أمريكية: روسيا لديها سجل سيئ فى صيانة وسلامة الطائرات








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة