أخبار فلسطين
بدأت مصر تحركات مكثفة للم الشمل الفلسطينى وإبرام المصالحة بين كافة أطياف الفصائل من أجل خدمة القضية المركزية للعرب بوجه دولة الاحتلال الإسرائيلى، ففى ظل توحش تل أبيب ضد أشقائنا فى فلسطين تبقى الفصائل والقوى الفلسطينية منقسمة مما يضعف جبهتها ويشتت أنظار قادتها عن العدو الرئيسى للعرب.
وسادت فى السنوات الأخيرة انقسامات وتشرذمات واسعة بين الفصائل الفلسطينية وتحديدا بين حركتى فتح وحماس، إضافة لمحاولة بعض الأطراف الخبيثة العبث بوحدة حركة فتح التى حملت شعلة الجهاد والكفاح ضد دولة الإحتلال الإسرائيلى وكانت ولا تزال نبراس الأمل الذى ينتظر منه أبناء الشعب الفلسطينى فى القدس وغزة والضفة الغربية وأشقائنا اللاجئين الكثير لمواجهة الاستيطان والارهاب الاسرائيلى الذى يسعى للقضاء على القضية الفلسطينية عبر استخدام ورقة الانقسام.
الشارع الفلسطينى بدأ يطرح تساؤلات حول مصير القضية الفلسطينية ومدى دعمها من قبل الوطن العربى فى ظل انشغال الفصائل بقضايا ثانوية تتمثل فى الانقسام مقابل قضايا رئيسية وحيوية وهى القضية الفلسطينية وتحرير التراب الفلسطينى ووقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
الصراع فى المنطقة أدى لتراجع القضية الفلسطينية
وتسببت الأوضاع الجارية فى المنطقة من الصراع المسلح فى سوريا والعراق وليبيا مع ظهور وتكالب التنظيمات الإرهابية المتطرفة على الوطن العربى وحضارته وإرثه الثقافى، فى تراجع اهتمام العرب بالقضية الفلسطينية فى ظل دعم الولايات المتحدة ودول غربية كبرى لدولة إسرائيل فى كافة المجالات ودعمها بكل السبل.
سؤال صعب يخشى الكثيرين من المسؤولين والمراقبين من طرحه فى الأونة الأخيرة..هل حركة فتح منقسمة؟..هل يمكن أن تتجاوز القيادات الفلسطينية الانقسامات والصراعات وتتوحد؟..هل يقبل الرئيس أبو مازن المصالحة مع عضو المجلس التشريعى محمد دحلان؟..الانقسام الفلسطينى ليس فقط فصائليا بل تحول لانقسام جغرافى وتشريعى ومجتمعى عقب الانقلاب التى قامت حركة حماس فى قطاع غزة.
الرئيس محمود عباس أبو مازن الذى يواجه العديد من التحديات الصعبة وعلى رأسها إرهاب دولة إسرائيل بحاجة لتوحيد الصف الفلسطينى الذى يصور البعض أنه التحدى الأبرز فتاريخ القضية الفلسطينية ورموز العمل الوطنى أمر لا يشغل العقل الفلسطينى بقدر الحديث عن الانقسام ومشكلة الكهرباء والطعام والرواتب وغيرها بمثابة قضايا ثانوية نجح الاحتلال فى تصديرها وتعميقها داخل وجدان الشعب الفلسطينى كى يصرف النظر عن القضية الرئيسية للفلسطينيين.
مصر تسعى لوحدة الصف الفلسطينى بتوحيد حركة فتح
وتسعى الدولة المصرية لتوحيد الصف الفتحاوى بصفته الفصيل الوطنى الذى يحمل لواء الوطنية وهموم القضية الفلسطينية فى وجدانه فى ظل السعى الحمساوى الحثيث للقيام بتحركات إقليمية ودولية عبثية تهدد القضية الفلسطينية كافة، فتنسيق المواقف والرؤى أولى خطوات التى يجب العمل عليها عقب إنهاء الإنقسام الفلسطينى الذى يحتاج لجهد مضاعف من الرئيس أبو مازن لأنه الشخص الوحيد القادر على توحيد أبناء الشعب تحت راية واحدة وهى علم فلسطين الذى يرفرف على مبنى الأمم المتحدة.
فلا تحتاج القضية الفلسطينية لشعارات أو هتافات مناهضة لإسرائيل وشاحذة لهمم الشعب العربى بل تحتاج لوحدة الموقف والصف والهدف وهى انهاء الانقسام والعمل على تحرير الأرض وكامل التراب الوطنى، وفى خطوة إيجابية ثمنها كثيرين أعاد الرئيس أبو مازن لعناصر فتح فى قطاع غزة روابتهم عقب وشاية أطراف خبيثة ضد أبناء الحركة الذين يقدرون الرئيس عباس ويجمعون على مواقفه الوطنية تجاه القضايا المفصلية ويتمنون أن تعود الحركة لسابق عهدها قوية فتية ضد المحتل الإسرائيلى.
وقالت مصادر رفيعة المستوى لليوم السابع أن الدولة المصرية تحدثت مع الرئيس محمود عباس أبو مازن حول ضرورة وحدة أبناء الشعب الفلسطينى وعلى رأسهم حركة فتح عدة مرات، وأشارت المصادر إلى أن أى دعم ستقدمه القاهرة للقضية الفلسطينية لن يكون له تأثير فى حالة الانقسام التى تعمقها أطراف خبيثة مستفيدة من حالة الصراع الفلسطينى-الفلسطينى الذى بدأ يطفو على السطح ويهدد وحدة الصف والهدف والكيان الفلسطينى.
الرئيس أبو مازن يبحث انهاء الانقسام من القاهرة
وأكدت المصادر أن الرئيس محمود عباس أبو مازن يبحث إنهاء الخلاف مع قيادات فتحاوية منها محمد دحلان لقطع الطريق على بعض الأطراف التى تزايد على حركة فتح ومواقفها الوطنية وتعمل على إضعاف الحركة، فى إطار سعيه الدؤوب لوحدة حركة فتح ودعوة حركة حماس للعودة للصف الفلسطينى وإنهاء الإنقلاب فى قطاع غزة لتوحيد الجسد الفلسطينى الممزق جغرافيا بين غزة والضفة.
ولعل تحرك الشباب الفلسطينى الثائر فى وجه الإحتلال وتراصه صفا واحدا كلا على إختلاف أطيافه تجاوز الانقسامات بين الفصائل والقوى السياسية والحزبية وهو ما ينذر بجيل جديد من الشباب يعى أهمية الوحدة لمواجهة إرهاب وإستيطان الإرهاب الإسرائيلى وسعيه الدؤوب لتهويد مدينة القدس المحتلة وتزييف التاريخ لخدمة أغراضه الإستعمارية.
وبالرغم من مناشدات ودعوات ومبادرات قيادات فلسطينية وعربية لوحدة الصف الفلسطينى وإنهاء الإنقسام إلا أن الأمر لن يتحقق إلا بالفلسطينيين أنفسهم فاللحظة الراهنة تستلزم وحدة الإطار الفلسطينى والتمحور حول ثوابت وطنية لمواجهة الإحتلال الإسرائيلى ومن ثم توحيد جبهة عربية قوية لدعم القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة