نانى تركى تكتب: الزواج نصيب والطلاق قرار

الجمعة، 06 نوفمبر 2015 06:07 م
نانى تركى تكتب: الزواج نصيب والطلاق قرار ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزواج نصيب لكن الطلاق قرار، المرض نصيب لكن العلاج قرار، وجود الأشخاص فى حياتك نصيب لكن الاحتفاظ بهم قرار.

نعم الطلاق ليس مأساة، المأساة أن تعيش حياة غير سعيدة، أحيانًا يكون الطلاق ولادة جديدة، نسيانًا للماضى وإعادة جدولة لحياتك.

نادرًا ما يكون الزواج زواج عقل لكن الطلاق يجب أن يكون طلاق عقل لأن الزوجين يعرف كلاهما الآخر، عندما يقرر أحد الطرفين الطلاق فليس ذلك دليل على عدم فهمهم لبعض ربما هى دلالة على بداية تفهمهم لبعض.

تنتهى العلاقات الزوجية بإحدى الطرق التالية: الطلاق وهو بيد الرجل، الخلع بيد المرأة، والفسخ بيد القاضى. وهناك شكل آخر للطلاق وهو الطلاق السرى المنتشر حديثًا يتم تسجيله رسميًا ويعرف به الأبناء دون بقية الأقارب حفاظًا على مكانة الأبناء والبنات أمام أزواجهم وبقية المجتمع، الطلاق السرى القانونى خيار شخصى قد يناسب أناس ولا يناسب آخرين لكن تبقى الكلمة لعلماء الشريعة فى جوازه من عدمه .

معادلة صعبة بالذات إذا انتهت كل الروابط مع شريك الحياة إلا أقوى رابط الأبناء.. لك أن تتخيل كيف تكون الحياة؟؟

المشكلة الآن ليست فى الطلاق فهو موجود منذ الأزل، المشكلة الآن فى الظاهرة المرعبة من زيادة حالات الطلاق، أنت أمام ظاهرة ومشكلة حقيقية وواقع منتشر لا بد من التعامل معه، بدايةً التعامل مع أسباب الزيادة والحد منها كظاهرة ثم التعامل مع تبعات هذه الظاهرة كواقع مرير بدأ يفرز جيلا لا يستهان به من أبناء المنفصلين والمطلقين .

إحصائيات الطلاق فى مصر :



حالة كل ٦ دقائق!! مصر الأولى على مستوى العالم فى حالات الطلاق وفقًا لاحصائيات أجراها مركز معلومات دعم اتخاذ القرار الذى يتبع مجلس الوزراء، حيث ارتفعت نسبة الطلاق من ٧٪ إلى ٤٠٪ فى الخمسين عامًا الأخيرة فقط، ارتفاع نسبة الطلاق ما بين ١٩٩٠ - ٢٠١٣ إلى ١٤٣٪، ٢٤٠ حالة طلاق يوميًا أى بمعدل حالة كل ٦ دقائق و المطلقات وصلن لـ ٢،٥ مليون، الملاحظ أن أعلى نسبة انفصال كانت بنسبة الخلع ٦٨،٩٪ و أقل نسبة طلاق بسبب تغيير الديانة ٠،٠٤٪ .

الظاهرة فى ازدياد إذن هناك أسباب جديدة طرأت على المجتمع المصرى، دكتور عبد الوهاب جودة، مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، قام باجراء دراسة اجتماعية تحليلية حديثة مهمة بعد ارتفاع نسب الطلاق بهذا الشكل الملحوظ وخرجت الدراسة بأسباب الطلاق الحالية :

- أن أهل الزوج أكثر ميلًا إلى التفكير فى عملية الانفصال عن أهل الزوجة يرجع إلى الثقافة المصرية التى تؤكد اتجاه أهل البنت للحفاظ على حياتها الأسرية وعدم هدم بيتها.. من التناقضات العجيبة فى عاداتنا وتقاليدنا أن عيوب الرجل يجب أن تصبر عليها المرأة أما عيوب المرأة فتأتى بزوجة أخرى أو الطلاق .

- الزواج السريع أيضًا أحد الأسباب الرئيسية وراء سهولة الطلاق فى السنة الأولى من الزواج و التى تعتبر أصعب السنوات فى عملية فهم كل طرف للآخر، الحقيقة أن الفتاة تتزوج غير الكفء هربًا من العنوسة وكلام الناس فتزيد نسب الطلاق .

- سبب آخر ذكرته الدراسة وهو أن اختيار الزوج أصبح يرتكز بشكل أساسى على الغنى والثروة و المركز الاجتماعى أكثر من العوامل الأخرى و هذا السبب وراء أن ٥٢٪ من المطلقات تغيرت وجهة نظرهن تجاه من طلقهن وعدم قناعتهن بمن ارتبطن به.

- الغالبية العظمى من حالات الطلاق شهدت صراعات و خلافات بين أسرتى العروسين استمرت فى ذهن الزوج و الزوجة و أثرت على العلاقة الزوجية و مهدت لحدوث النزعات الأسرية ومن ثم الطلاق .

إذا حملنا كل طرف على حدة أسباب الطلاق فإن أهم أسباب الطلاق من الرجل كانت لعوامل إقتصادية و بالتحديد الوضع الاقتصادى للزوج ثم علاقات الزوج المشبوهة وتعدد الزوجات وزواجه عرفيًا من أخريات ، أما أهم أسباب الطلاق من المرأة كانت فى عصبية الزوجة و ضعف قدرتها على تحمل الزوج و تصرفاته وهى تمثل ٤٢،٣٪ من أسباب الطلاق من المرأة يأتى بعدها عدم طاعة الزوجة لأوامر زوجها وعدم احترامها له و الاعتراض على توجيهاته باستمرار .

بعيدًا عن الدراسة الوافية ولكن لم يذكر فيها الطلاق الشفهى ربما لأنه غير مثبت رسميًا لكنه زاد من حالات الانفصال و أيضًا الطلاق بشكل مرعب ومازال علماؤنا الأجلاء مختلفين بين وقوعه أو عدم الاعتداد به تاركين بيوت مدمرة و لا أعرف الحقيقة لما يقفون عاجزين أمام الواقع و أنه لا يجب أن يقع الطلاق الا الرسمى فقط فى زمان كل شئ يثبت فيه كتابةً و رسميًا بدلًا من أن تترك المرأة معلّقة بالقول الشفهى دونما حتى شهود !!

سبب آخر فى رأيى زاد من حالات الطلاق مؤخرًا لم تعد النساء يخفن من الطلاق فالزمن تغير ربما أصبحت الوظيفة هى أمان و مستقبل المرأة بعد الله لا الزوج خصوصًا بعد عزوف الذكور عن مسؤولياتهم .

للتقليل من الظاهرة اسأل نفسك عدة أسئلة قبل الطلاق :



هل مازال بداخلكم بعض مشاعر الحب تجاه بعض أم هناك انطفاء مؤقت ؟! بدلًا من أن تسلكوا الطريق الخاطئ و تقرررا الطلاق حاولوا مرة أخرى إعادة ذلك الحب الذى جمعكما سويًا .

هل حقًا تريدون الطلاق أم تستخدمونه للتهديد فقط؟! العند والغضب يقودك لما لا تريده داخليًا .
هل قرار الطلاق ناتج عن تفكير عاطفى أم عقلانى؟! اصدق نفسك و فكر بمنطقية الأسباب قد تجد أنها غير منطقية بالمرة و أن الطلاق لأناس آخرون لديهم أسباب أكثر منطقية من أسبابك .
هل درست قرارك جيدًا وفكرت فى تبعات القرار؟!
الآن التعامل مع واقع الظاهرة و ما يعنينى هم الأبناء .. الأبناء .. الأبناء حتى لا يصل ضرر العلاقة إلى الأبناء إلى حد الدمار .

احذر ثلاث أمور تفعلها مع أبنائك بعد الطلاق :



أولًا: لا تردد عليهم كلمة أنتم ضحية أخطاء أحد أبويكم أو سوء سلوكهم أو تصرفاتهم حتى لا تولد الكره بداخله تجاه هذا الطرف ومن بعده تجاه الآخرين من حوله .
ثانيًا: لا تكثر الإنفاق المالى عليهم بنية التعويض العاطفى الذى تعتقد أنهم فقدوه فإن هذا يفسدهم و يهلكهم.

ثالثًا: إذا غضبتم من الطرف الآخر " فلا تستخدموا أبناءكم " سلاحًا للضغط على الطرف الآخر سواء أكان الأب أو الأم .

من الملاحظ أننا مقبلون على خريطة جديدة للمجتمع فما من بيت الآن لا توجد به مطلقة و لا عائلة كبيرة كانت أو صغيرة إلا و بها مطلقات و الظاهرة طالت الريف و الحضر ، لا داعى لأن تبتئس المرأة من وضعها الجديد و لا رسم دور الضحية بالعكس انتفضى للأفضل و تذكرى دائمًا و أبدًا .. متزوجة أو مطلقة أو كنتِ أرملة ستظلين امرأة .. لم يزدها الزواج كرامة و لن ينقصها الطلاق أنوثة و لن تخجل إن أصابتها العنوسة .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة