لأننا شعوب لا تستحق الحياة فإنها دائما تبحث عن المثير والذى لا يفيد ولا يخدم إلا جزءا من رغباتنا الجنسية المكبوتة، والدليل أن بلادنا العربية تدمر يوميا وشعوبها تلهث وراء الموضة والنجوم دون اهتمام بأى قضايا حقيقية، وهو ما يعرف بتغييب العقل العربى عن القضايا القومية الكبرى حتى ما كان البعض يزعم بأن تلك الشعوب قد تغيرت منذ ما وصفوه بـ«الربيع العربى»، والذى أراه أنا بأنه «ربيع عبرى»، ولكن التقرير الذى نشرته مجلة «تايم» الأمريكية عن قائمة بالشخصيات الأكثر بحثًا على محرك جوجل لعام 2015 وترجمته الزميلة زينب عبدالمنعم كشف عن مفاجأة كبرى، خاصة فى الدول التى انهارت تماما وابتليت بمؤامرة داعش، وهى أن اسم وصور الفنانين الأكثر بحثا على محرك جوجل لعام 2015، ولم يظهر اسم تنظيم داعش الذى خرب البلاد والعباد، فى معدل البحث وهى مفاجأة حقيقية أو أنها تحمل أمرين، الأمر الأول إما أن تلك الشعوب لا تهتم بمصير بلادها، وأن هؤلاء المطربين والمطربات أهم عندهم من سقوط نصف سوريا والعراق فى يد عصابة داعش، وأن أغانى ورقص هؤلاء الفنانين أهم من خطب أبوبكر البغدادى الخليفة الكذاب لعصابة داعش، أما الأمر الثانى فهو أن كل ما ينقل عن الخراب السورى والعراقى والليبى من جانب وكالات الأنباء الغربية مجرد تهويل لأشياء غير موجودة، وأن تلك الشعوب تنعم فى السلام والمحبة، وأنهم متفرغون لمشاهدة الرقص والغناء والبحث عن أخبار نجومهم ونجماتهم على مؤشر البحث العالمى جوجل، وهو احتمال بعيد عن المنطق، لأن ما نراه من فرار هذه الشعوب أمام مجازر داعش والتنظيمات الإرهابية يؤكد أن تلك الشعوب تعيش فى مأساة كاملة، وهو ما يجعلنا نرى أن فكره تصدر نجوم الغناء والرقص للأكثر بحثا فى دول الربيع العربى هو أم المفاجأة لشعوب تفككت وتحللت وكادت أن تنقرض.
تقرير المجلة الأمريكية كشف العديد من المفاجآت حول بحث الدول على جوجل، واهتمامات سكان العالم على مدار 2015 بعرض خريطة كبيرة للشخصية الأكثر شهرة على أساس كل بلد، وبينت الخريطة عشق العالم أجمع باللاعب الأرجنتينى «ليونيل ميسى» الذى كان الشخصية الأكثر بحثًا لنحو 24 دولة مختلفة حول العالم، من أبرزها جنوب السودان وكوبا ومالى والجابون والصومال والأرجنتين وتشاد وساحل العاج والسنغال والنيجر، أما نجمة تليفزيون الواقع «كيم كاردشيان» فتصدرت البحث فى 19 دولة مختلفة أهمها قطر وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وقبرص والسويد والدنمارك وأستونيا وبريطانيا وبولندا ونيوزلندا وفنلندا. لاحظ أن نجمة تليفزيون الواقع «كيم كاردشيان» غزت دولة قطر فى وقت نسى هذا الشعب المأساة الكبرى التى ألمت بالشعوب العربية.
وكشفت القائمة أن الفنان الشهير «عمرو دياب» هو الأكثر بحثًا فى مصر على مدار عام 2015، أما الفنانة «إليسا» فهى الشخصية الأشهر فى 3 دول مختلفة هى السودان وتونس والأردن. ورغم القيود التى تفرضها إيران على مواطنيها وقائمة الممنوعات الطويلة، إلا أن المغنى الشهير
ShadmehrAghili كان الشخصية الأكثر بحثًا هناك، بينما تصدر المغنى الشاب «محمد عساف» اهتمامات الشعب الفلسطينى، وتصدر الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» اهتمامات العديد من الدول مثل أوكرانيا ولاتيفيا وملدوفا، بالإضافة إلى تصدر «راشد الماجد» للبحث فى الكويت و«باسم الكربلائى» فى العراق.
هذا جزء من التقرير الأمريكى والذى كشف حجم الماسأة الحقيقية لشعوبنا التى كانت تنام على الفن الرفيع عبر صوت أم كلثوم، وتصحو على قصة ليوسف إدريس، ومقال للعقاد، وقطعة موسيقية لعبدالوهاب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة