عبد الرحمن الراشد يكتب:تسريبات التسجيلات .. أغبى حملة .. أفضل دعاية قدمت للرئاسة المصرية..ظهرت كمحاولة كيدية صريحة للوقيعة بين المصريين والخليجيين..ودول الخليج حريصة على دعم مصر ضد دعاة الفوضى

الثلاثاء، 10 فبراير 2015 08:25 م
عبد الرحمن الراشد يكتب:تسريبات التسجيلات .. أغبى حملة .. أفضل دعاية قدمت للرئاسة المصرية..ظهرت كمحاولة كيدية صريحة للوقيعة بين المصريين والخليجيين..ودول الخليج حريصة على دعم مصر ضد دعاة الفوضى الكاتب السعودى الكبير عبد الرحمن الراشد
نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- إذا كان هذا حقا أبرز ما تم تسجيله وتسريبه فعلى الدول الخليجية الحليفة لمصر أن تنام مطمئنة على وسادة من ريش النعام

- استقرار مصر مسألة حيوية لأمن واستقرار دول الخليج كلها والعالم العربى.. وبالتالى محاولة ضرب الاستقرار من قبيل العبث السياسى سترتد على الجميع

- لا يمكن لأحد أن ينجو من الخطر لو سقطت مصر عمود الخيمة العربية.. هذا الأمر يفهمه عقلاء المنطقة من شرقها إلى غربها إلا دولة واحدة فقط

- لن تفلح الدعايات التى تستهدف النظام المصرى خاصة أنها مبرمجة ومطبوخة وليست حركة عفوية شعبية

تصلح أن تدرس فى الإعلام ما سميت بفضيحة تسريبات الرئاسة المصرية كنموذج على أفشل الحملات المطبوخة، وهى دليل على أن الإعلام مهما ظن نفسه قويا لا يستطيع أن يؤثر أو يغير، طالما لا توجد عنده قضية، أو فاقد المصداقية.

ولو أنى لا أعرف خلفية التسريبات ودوافعها، لظننت أنها من إنتاج الرئاسة المصرية نفسها تحاول أن تقنعنا بسلامة نواياها وليس العكس، والقصة، لمن لم يسمع بها بعد، بدأت بحملة تهيئ الرأى العام العربى أن هناك فضيحة مدوية تتضمنها تسجيلات سرية مسربة للقيادة المصرية، واتصالات هاتفية مرصودة، تبين سوء مقاصد القاهرة ضد الدول الخليجية وضد الشعب المصرى، يا للهول، توقعنا الأسوأ! خشينا أن نسمع سيناريوهات عسكرية كبيرة تعد فى الغرف المغلقة ضد الخليج، أو اتصالات تآمرية مع حكام طهران، أو ترتيبات سرية مع زعيم تنظيم داعش، وإذ بها مجرد دردشات، وأقل مما يقال فى المجالس المفتوحة والمقاهى العامة! الفضيحة صارت على أهل الفضيحة.

أين هى المشكلة عندما يقول المصريون إن الخليجيين يملكون كنزا من المال «زى الرز»؟ فهذا صحيح أولا، وثانيا، فى الخليج يكتب الكلام ذاته ويقال كل يوم دون حرج، وكذلك ما قيل إنها تسريبات عن عزم الفريق عبد الفتاح السيسى تولى الرئاسة، أيضا لم تكن سرا ولا مفاجأة! هذا إذا افترضنا أن التسريبات صحيحة وغير ممنتجة! لم ترد فى الاتصالات الهاتفية أو الاجتماعات مكالمات مع إسرائيليين أو أمريكيين، تخطط، وتأمر وتنهى، أيضا، لا شىء مثير أو جديد فى أن يبلغ مكتب الفريق السيسى حلفاءه عزمه على تولى الرئاسة؟! لم تظهر فى التسجيلات السرية حسابات مالية شخصية، لم نسمع فيها معلومات فضائحية شخصية، لا شىء أبدا!
وبعد سماعها وجدت أنها أفضل دعاية قدمت لمصر والرئاسة المصرية، فقد ظهرت لنا كمحاولة كيدية صريحة للوقيعة بين المصريين والخليجيين، والتحريض ضد الرئاسة والحكومة المصرية، لكنها من حيث لا تفهم قدمت لنا صورة جيدة عن القيادة المصرية، بأنها صادقة لا ترقى إلى الشك، بعكس ما كان خصومها يحاولون إقناعنا به. فقد كنا نخشى أن نسمع مؤامرة على أمن الخليج واستقراره، أو سياسة مزدوجة فى قضايا إقليمية خطيرة، فإذا كان هذا حقا أبرز ما تم تسجيله وتسريبه، هنا على الدول الخليجية، الحليفة لمصر، أن تنام مطمئنة على وسادة من ريش النعام.

على أية حال، العلاقات لا تبنى على الهمس والقيل والقال، بل على المصالح والمواقف، واستقرار مصر مسألة حيوية لأمن واستقرار دول الخليج كلها، والعالم العربى، وبالتالى محاولة ضرب الاستقرار من قبيل العبث السياسى، سترتد على الجميع، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به الأنظمة العربية التى تعى متطلبات أمنها ومصالحها.
أما قضية الدعم المالى، فالخليجيون مقتنعون أنهم يقدمونه، ليس للرئيس السيسى، بل استثمارا لصالح 90 مليون مصرى، يشكلون رافدا مهما لنا جميعا، وفى حال خذلاننا لهم، أو السماح بالعبث باستقرارهم، يصبحون عبئا على الجميع، وتأكدوا أن المال وحده ليس الحل لأزمات مصر، كما يظن البعض، بل منح الثقة أولا للنظام، وثانيا ترشيد استخدامه واستثماره، ليكون منتجا دائما وليس مجرد معونات تتبخر مع آخر دولار ينفق.

هذا هو التحدى الذى يواجهه الداعمون، مثل السعودية والإمارات والكويت، بدعم الأفكار والمشاريع المصرية المنتجة، الدعم الخليجى يمنح ثقة للمواطن المصرى فى نظامه، ويجذب المستثمرين المحليين والدوليين، ودول الخليج حريصة عن قناعة على الوقوف خلف الحكومة المصرية ضد دعاة الفوضى، حيث إننا نمر بمرحلة صعبة وخطيرة فى المنطقة، ولا يمكن لأحد أن ينجو من الخطر لو سقطت مصر، عمود الخيمة العربية، وهذا الأمر يفهمه عقلاء المنطقة، من شرقها إلى غربها، كل الدول العربية متفقة على دعم استقرار مصر إلا دولة واحدة فقط، وبالتالى لن تفلح الدعايات التى تستهدف النظام، خاصة أنها مبرمجة ومطبوخة وليست حركة عفوية شعبية.

والحقيقة لم أعرف من قبل أغبى من حملة التسريبات الكيدية هذه، طبخا، وإنتاجا، ونتيجة، حيث انقلبت بشكل سريع إلى حملة تضامن لدعم مصر والسيسى، وتعزيز العلاقة مع النظام الجديد، واتصالات هاتفية مطمئنة!


-----------------
* عبد الرحمن الراشد أحد أبرز الإعلاميين السعوديين، وله بصمات واضحة فى تأسيس وتطوير عديد من المنابر الصحفية والتلفزيونية، تولى رئاسة تحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية لسنوات عديدة قبل أن يتولى تأسيس قناة العربية التى شغل منصب المدير العام لمدة عشر سنوات









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة