السفارة المصرية توجه رسالة قوية لـ"واشنطن بوست".. محمد توفيق: الانحياز للإخوان لوّث كل تغطية الصحيفة عن مصر.. والجريدة مستمرة فى السير على نهج الإخوان.. وتتعمد إساءة تفسير كلمات وأفعال السيسى

الأربعاء، 04 فبراير 2015 02:04 م
السفارة المصرية توجه رسالة قوية لـ"واشنطن بوست".. محمد توفيق: الانحياز للإخوان لوّث كل تغطية الصحيفة عن مصر.. والجريدة مستمرة فى السير على نهج الإخوان.. وتتعمد إساءة تفسير كلمات وأفعال السيسى السفير محمد توفيق سفير مصر لدى واشنطن
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" رد السفارة المصرية على افتتاحيتها التى انتقدت فيها مصر وشنت عليها هجوما شرسا يوم الجمعة الماضية، وكتب السفير محمد توفيق، سفير مصر لدى واشنطن، خطابا للصحيفة، قال فيه إن افتتاحيتها فى الثلاثين من يناير الماضى والتى جاءت تحت عنوان "ذكرى كئيبة فى مصر، أقل ما يقال عنها أنها منحازة وغير حساسة، فالافتتاحية التى نشرت بعد ساعات من الهجوم الإرهابى الذى أودى بحياة أكثر من 30 من مواطنى مصر، فشلت فى إبداء أدنى قدر من التعاطف مع محنة عائلات الضحايا، وكان الذكر الوحيد للهجوم لتحميل الحكومة المصرية بشكل مباشر مسئولية أفعال الإرهابيين. وبهذا المنطق المنحرف، وفقا لتعبير السفير توفيق، فلمن نقول إنه ينبغى أن يتحمل اللوم على تفجيرات أوكلاهوما أو بوسطن؟

وتابع السفير قائلا إن تغطية "واشنطن بوست" لهجمات باريس الأخيرة، كانت على النقيض، واسعة ومتوازنة، بينما لم تحظ المذبحة الواسعة التى نفذتها جماعة بوكو حرام فى نيجريا سوى بالحد الأدنى من التغطية، وتساءل: أليس مشروعا للمصريين ولشعوب العالم الثالث أن يتساءلوا ما إذا كانت الصحيفة تطبق نفس القيم على أرواح كل البشر، إن لديهم كل الحق ليتساءلوا ما إذا كانت "واشنطن بوست" وغيرها من المؤسسات المشابهة فى التفكير تعتبرنا أسسس اختبار مشروعة لنظرياتهم الجيوسياسية وتجاريهم الاجتماعية.

ومضى السفير توفيق قائلا إن "الصحيفة مستمرة فى السير على نهج الإخوان، فناهيك عن الافتتاحيات ومقالات الرأى، لوث الانحياز كل جوانب التغطية، ففى أغسطس 2013، عندما أطلق أنصار الإخوان حملة منسقة من الهجمات ضد مراكز الشرطة والكنائس المسيحية، أشارت تغطية الصحيفة بشكل غريب إلى أن الشرطة هى من يقف وراء تلك الهجمات، كما روجت الصحيفة بشكل مستمر لدعاية الإخوان بالإنجليزية، بينما لم تسلط الانتباه على رسائلها العربية التى تحمل خطابا إسلاميا متطرفا وتدعو إلى إراقة الدماء والشهادة والإرهاب، وفى الآونة الأخيرة، دعا الموقع الرسمى للإخوان المسلمين باللغة العربية أنصار الجماعة إلى الاستعداد لجهاد لا هوادة فيه لنيل الشهادة فى مصر.

ومضت الصحيفة فى طريقها لتبرئة الإخوان من جرائمهم، ويتضح ذلك فى مزاعمها فى تلك الافتتاحية المذكورة بأن أكثر من 20 متظاهرا قتلوا على يد الشرطة، بينما أغفلت الافتتاحية ذكر أن ثلاثة على الأقل من القتلى كانوا من أنصار الأخوان المسلمين الذين قتلوا عندما انفجرت القنابل التى كانوا يزرعونها قبل موعدها، وأن شرطيين قد قتلوا على "المتظاهرين السلميين"، وسيظهر التحقيق عدد الإخوان المسلمين الذين ماتوا فى تلك الحوادث وكم عدد ضحاياهم من القتلى، أو من المارة الذين وقعوا فى مرمى النيران لسوء حظهم.

وتابع السفير قائلا إن "الخدمة الأكبر التى قدمتها الافتتاحية الأخيرة لدعاية الإخوان المسلمين جاءت عندما ساوت المتظاهرة السلمية شيماء الصباغ بهؤلاء الإرهابيين صناع القنابل"، مشيراً إلى أنه نعى وفاة شيماء مع ملايين من المصريين، وقد ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه يفكر بها وبنجلها، وهناك تحقيق مستقل وشامل يجرى من أجل تقديم الجناة للعدالة، إلا أن استخدام وفاة تلك السيدة البريئة لتبرئة عنف الإخوان المسلمين أمر لا يغتفر.

ولم تكن واشنطن بوست وحدها التى تروج بأن الإخوان المسلمين جماعة سلمية نبذت العنف وتمثل الإسلام المعتدل، بدلا من الاعتراف بحقيقة تاريخية بأنها المنظمة الأم لكل العنف الجهادى الحديث، وأن منظّرها الأساسى سيد قطب لا يزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام للإرهابيين حول العالم. ويثبت التاريخ أن عددا قليلا من الأكاديميين الغربيين نجحوا فى تحزيم جماعة الإخوان والترويج لها لدى نخبهم على أنها الدواء الشافى لعلاج التطرف وليس حصان طروادة كما هى حقا.

وذهب السفير توفيق إلى القول بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى يقود الطريق داعيا إلى ثورة فى الفكر الإسلامى لحرمان المتطرفين من الفرصة واستغلالها لأغراضهم الشريرة، وأصبح على سبيل المثال أول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية الأرثوذوكسية فى العباسية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد، وأكد مؤتمر نظمه الأزهر فى أواخر العام الماضى أن مواجهة الأيديولوجية العنيفة المتطرفة لن ينجح إلا من خلال الاعتماد على التراث الغنى للتسامح الذى ساد شعوبنا على مدار قرون، بدلا من اختراع الأعذار لجماعة الإخوان المسلمين، وأضاف السفير أن العدسة المعيبة بشكل مستمر التى تسىء من خلالها واشنطن بوست تفسير كلمات وأفعال السيسى مضللة، وتهدد نفس الهدف الرامى إلى القضاء على التطرف فى المنطقة.

وختم السفير توفيق رسالته قائلا إنه لا يتمنى ولا يتوقع أن تكون تغطية الصحيفة منحازة لوجهة نظرنا، إلا أن يأمل بإخلاص أن تجد الصحيفة الشجاعة لمراجعة مواقفها، ليس كخدمة لمصر التى ستظل دولة عظيمة وواثقة بغض النظر عما تقوله الصحيفة، ولكن لتقديم خدمة أكثر صدقا لقرائها ولإنقاذ ما تبقى من مصداقيتها فى العالم العربى.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت افتتاحية لها عن مصر يوم الجمعة الماضى تجاهلت فيها الهجمات الإرهابية فى سيناء مساء الخميس، واتهمت النظام بتجديد تاريخ القمع.


موضوعات متعلقة

الصحف الأمريكية: اضطراب الشرق الأوسط يجعل علاقةأمريكا بالعاهل السعودى محل اختبار..دبلوماسيون بأمريكا يدعون للعمل مع الحوثيين..خبير ألمانى بعد معاينة"توت عنخ آمون": يمكن إزالةالإيبوكسى وتشكيل لجنةلإصلاحه













مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ناجى عبد الرازق

الله عليك يا سفير شايف شغله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة