تستشعر أن «العناد» يسكن جينات كل من يجلس على مقعد السلطة فى مصر، رغم أنه وهو بعيد عن دهاليز السلطة، يستنكر ويهاجم هذا «العناد» مثلما حدث فى عهد نظام مبارك، والذى كان يعطى ظهره تماماً لكل الصرخات، والمطالب وتحذيرات المواطنين، اعتراضا على مسؤول بعينه، أو وزير حينذاك، مُصدرا أنه رجل «عنيد» حتى وإن كان هذا العنت خطر وخطأ فادح، ومصر كلها، بكل فئاتها وطوائفها، رأوا بأم أعينهم، وسمعوا بأذانهم، ماذا كان يفعل، ويتحدث، عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر، والرجل الأقوى، فى هذه المؤسسة الدينية الكبرى، والأشهر فى العالم، مؤيدا، وداعما، وشاحنا، المعزول محمد مرسى، عاما كاملا، ويطالبه باتخاذ قرارات تندرج تحت العجائب والغرائب ضد القضاة وكل معارضى الجماعة الإرهابية، ودشن خُطبا تصف المعزول بأنه أمير للمؤمنين تارة، وتضفى عليه صفة الملائكية تارة أخرى.
شارك عباس شومان فى تحريض المعزول محمد مرسى وإخوانه، ضد عدد من مؤسسات الدولة، وضد المعارضين، بجسارة، وهناك خُطب ألقاها من فوق منابر المساجد التى صلى فيها المعزول، يندى لها الجبين، ويصدر للنفوس اليأس، والارتباك الشديد، إذ ينجرف شيخ، يتحدث باسم الأزهر الشريف، الأعلى قيمة وقامة، وشهرة فى العالم، فى مجاملات، تصل إلى مراتب مشينة، ولم يكتفِ بآيات التبجيل من فوق منابر المساجد، وإنما عبر عنه كتابة على صفحاته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى «الفيس بوك وتويتر»، ووسائل الإعلام المختلفة أذاعت ونشرت ما قاله عباس شومان فى حق المعزول.
وبعد ثورة 30 يونيو، تغير موقف عباس شومان 180 درجة، لزوم استمراره فى منصبه، وبالفعل استمر الرجل، قويا، مصدقا نفسه، مؤمنا بقناعاته، لا يهمه انتقاد لمواقفه، وترعاه قيادات كبيرة ومؤثرة داخل الأزهر، وحكومة مرتعشة لا تستطيع أن تفعل حياله شيئا، والرجل الذى أنذر نفسه مشيدا، ومدافعا، ومعجبا ومنبهرا، بالمعزول محمد مرسى، وأفكاره، وعقيدته الإخوانية، يكون مسؤولا عن تطوير مناهج الأزهر لتنقيتها ومواجهة الأفكار المتطرفة!!
ويا ليت الأمر اقتصر عند هذا الحد، إنما المفاجأة التى ألجمتنا جميعا، قرار المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أمس الأول، بضم الدكتور عباس شومان لعضوية لجنة تطوير مناهج التعليم الصادر بتشكيلها قرار رئيس الوزراء رقم 467 لسنة 2015، فى مكافأة، وجائزة كبرى، للرجل الذى دعم، وساند بقوة، جماعة الإخوان ورئيسهم المعزول.
نعم، رئيس الوزراء إبراهيم محلب قرر مكافأة عباس شومان ودعمه لغرس كل أفكاره التى تتطابق مع أفكار جماعة الإخوان الإرهابية فى عقول أطفال وشباب مصر، عبر المناهج، وكأن مصر قد أصابها العقم، ولا يوجد فيها سوى عباس شومان لتسند له الحكومة مهمة تطوير المناهج.
قرار حكومة محلب الاستعانة بشومان الأزهر الممجد للإخوان، كقرار المستجير من الرمضاء بالنار، وانتظروا مناهج متطورة، على الطريقة الإخوانية، ومشروعهم «طائر النهضة». ولك الله يا مصر!!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
والله حاجه تجنن يا استاذ دندراوى ,,, لم تنجز الحكومه دى شئ غير إمراض الشعب بالضغط بعد ثورتين مجيدتين
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
معرفش انته شاغل نفسك ليه بعباس
عدد الردود 0
بواسطة:
النمساوى
هذه الحكومه تعمل ضد الرئيس السيسى بعنادها هذا وسياسه مسك العصا من النصف لكى لا تزعلش حد منها
عدد الردود 0
بواسطة:
النمساوى
هذه الحكومه تعمل ضد الرئيس السيسى بعنادها هذا وسياسه مسك العصا من النصف لكى لا تزعلش حد منها
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
مش جايز
عدد الردود 0
بواسطة:
lotfi
الإخوان المسلمون