جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمؤتمر القمة العربية، المنعقد بشرم الشيخ، بمشاركة رؤساء وملوك الدول العربية لتعكس الرؤية الشاملة لكل مشاكل المنطقة التى تبدأ بالتدهور الاقتصادى وتنتهى بالتدهور الفكرى وهو المنفذ الوحيد لكل تيارات الفكر المتطرف الذى يغزو المنطقة الآن ويؤدى إلى إشعال نار الفتن والإرهاب فى كل العواصم العربية والإسلامية التى خضعت شعوبها فى السنوات القليلة الماضية إلى أكبر عملية «غسيل مخ» فى تاريخها والدليل أن الإرهاب يسمى تطبيق الشريعة والفوضى يقال عنها ثورة والخريف العربى يسمى ربيعا عربيا وتفتيت البلد العربى الواحد يسمى حقوق تقرير المصير وغيرها من المصطلحات التى كانت البوابة الكبرى لتفتيت الوطن العربى الذى لعب فى دماغه كل القوى الاستعمارية ونجحت هذه القوى فى توجيه ضربات متتالية ضد شعوب المنطقة ولكنها لم تنجح إلا بعد أن استخدمت طرق وحيل جديدة تبدأ بالفوضى الخلاقة وتنتهى بالتقسيم والتشرذم وإعلان كل تنظيم إرهابى مثل داعش أو الإخوان نفسه بأنه يطبق الشريعة فهذا إمام الأئمة وذاك خليفة المسلمين وغيرها من التخاريف التى تستخدمها كل جماعة متطرفة.
كل هذا جعل لكلمة الرئيس السيسى أهمية كبرى خاصة بعد أن أكد على أهمية دورِ المؤسساتِ الدينية فى التصدى للفكرِ المتطرف لأن من يسير فى طريقه الوعر سينزلق حتماً إلى هاوية الإرهاب.. ما لم يجد سبيلاً ممهداً لصحيح الدين.. السيسى طالب بتفعيلِ دورِ مؤسساتِنا الدينيةِ بما يعزِّزُ الفهمَ السليمَ لمقاصدِ الدينِ الحقيقيةِ من سماحةٍ ورحمةٍ.. إننا فى أمس الحاجةِ إلى تنقيةِ الخطابِ الدينى من شوائبِ التعصبِ والتطرفِ والغُلُوِّ والتشدُّد.. لتتضح حقيقة الدين الإسلامى الحنيف واعتداله.. والأملُ معقودٌ فى ذلك على كلِ المؤسساتِ الدينية فى الدولِ العربية.
اذا الحل لمواجهة التطرف يبدأ بتفعيل دور المؤسسات الدينية المعتدلة وهو المنهج الذى تسير عليه مصر منذ القضاء على حكم جماعة الإخوان التى تحاول اللعب فى عقول الشباب باسم الدين وتجعل من الوطن حقل تجارب لمهاويس هذه الأمة وهو ما يجعلنى لا آرى فارقا بين منهج الإخوان فى مصر وداعش فى العراق وسوريا والحوثيين فى اليمن الكل يسىء للإسلام أكثر من إساءة أعداء الإسلام له وذلك من استخدام كل آيات التشدد والقتل والحرق والذبح والتفجيرات مع أبناء الوطن الواحد وهو ما يجعل الآخرين يهربون من الإسلام خاصة أن الظاهر على السطح الآن هو التطرف والأرهاب وهو عكس الحقيقية فالإسلام دين سلام ومحبة وتسامح وهو ما لا يعلمه الإخوان والداعشيون والحوثيون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة