إجراءات التدخل السريع التى اتخذتها حكومة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى محافظة صلاح الدين أنقذت الانتصار العسكرى من التحول إلى هزيمة سياسية، بعدما هددت جرائم عناصر من قوى "الحشد الشعبى" عودة الصراع الطائفى الدموى، الذى شهده العراق بعد الغزو الأمريكى عام 2003.
على الصعيد الداخلى، قرار إلقاء القبض على المجموعة المخربة وطرد الحشد الشعبى من محافظة صلاح الدين، وتسليم السيطرة إلى القوات الحكومية وإعادة سكانها الأصليين من أبناء العشائر، أخمد صراعات طائفية كانت على وشك الاشتعال بين العشائر وقوى الحشد إقليميًا، مواكبة إجراءات التصدى السريعة لهذه الميليشيات توقيع الإتفاق النووى بين أمريكا وإيران بكل تداعياته على العراق، بما يبدو تحجيمًا للدور الإيرانى لصالح إعطاء دور أكبر لقوات التحالف الدولى بقيادة أمريكا، مما يحقق توازنًا بين القوى الموجودة فى المنطقة.
الحشد الشعبى الذى يضم مقاتلين من ميليشيا "بدر" التى شكلها هادى العامرى -وزير النقل والمواصلات- حين كان فى إيران قبل عودته إلى العراق عام 2003, ميليشيا "عصائب الحق" بما عُرِف عن مؤسسها قيس الخزعلى من توجهات متطرفة، ميليشيا حزب الله العراق، وضعت العبادى أمام مأزق اشتعال الصراع الطائفى فى المحافظات، التى يتم تحريرها من سيطرة داعش، بعدما أظهرت التسجيلات قيام عناصر هذا الحشد مع قوات الحرس الثورى الإيرانى بجرائم بشعة فى مدينة تكريت وباقى مدن المحافظة تنوعت بين السرقة والحرق والقتل.. حتى وصل الأمر بهذه المجموعات التى تخفت تحت اسم الحشد الشعبى إلى الاعتداء على المحافظ، وأعضاء المجلس البلدى فى إشارة إلى خروج هذه القوى عن سيطرة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، بل حتى المرجعية الدينية فى النجف آية الله سيستانى، فى دليل مؤكد على عدم انتماء هذه الجماعات إلى الشعب العراقى الذى يمتثل شيعته لتوجيهات المرجعية الدينية.. بينما تتلقى هذه الميليشيات تعليماتها ففط من قادة إيران العسكريين.
وفق ما جاء فى تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، عن جدل أمريكى - عراقى حول المنطقة التالية التى سيتم تحريرها، والذى سيحسم لصالح القرار العراقى بالبدء غربًا لتحرير محافظة الأنبار انطلاقًا من مدينة الرمادى، إذ ستكون عملية تحريرها أسهل لما يتميز به أفراد عشائرها من خبرة قتالية، قبل التوجه شمالاً إلى محافظة نينوى ومدينة الموصل، التى يُنتظر أن تشهد معركة تحريرها حرب شوارع شرسة، ثم منها يتم طرد داعش باتجاه الحدود السورية.
طالما تكرر التنبيه إلى المخاوف من خطورة عدم وجود هدف موحد على أرض القتال ضد داعش.. وضرورة أن تكون الحرب تحت راية واحدة للجيش العراقى بمساندة التحالف الدولى منعًا لتحول منطقة الصراع إلى مجموعة قوى كل منها يقاتل فى سبيل اهدافه ومصالحه، ما قد يهدد بخروج مقاليد هذه الحرب عن السيطرة مع تعدد الولاءات والانتماءات، التى قد تذهب فى تطرفها إلى المزيد من تدمير العراق بدلاً من إنقاذه.
• كاتبة عراقية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اعتقد مشكلة العراق الكبرى تنحصر فى تعدد الولاءات والانتماءات وهذا يجعل الحل شبه مستحيل