مهندس بحرى عائد من اليمن يروى لـ"اليوم السابع" كيف نجى من الموت.. إيهاب: شاهدت الموت بعينى والقنصل المصرى يحتاج من يحل مشكلته.. بعد إجلائنا ووصولنا جيبوتى السفير أرغمنا على الإقامة بدار أيتام

الأحد، 12 أبريل 2015 03:54 ص
مهندس بحرى عائد من اليمن يروى لـ"اليوم السابع" كيف نجى من الموت.. إيهاب: شاهدت الموت بعينى والقنصل المصرى يحتاج من يحل مشكلته.. بعد إجلائنا ووصولنا جيبوتى السفير أرغمنا على الإقامة بدار أيتام المهندس العائد من عدن
الشرقية - حمدى عبد العظيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معاناة حقيقية عاشها عدد من المصريين الذين يعملون باليمن، بعد أن أوقف الحوثيون الحياة بها واضطر العالقون هناك لعمل المستحيل للخروج من اليمن والسير مئات الكيلومترات، والبقاء مختبئين خشية تعرضهم للموت فى كل لحظة.

"اليوم السابع" التقى المهندس بهاء الدين دسوقى 35 سنة، أحد العائدين العاملين بميناء عدن، بعد عودته لمسقط رأسه بمدينة منيا القمح فى الشرقية، والذى أكد أن دور القنصل المصرى فى عدن لا يرتقى إلى حل أى أزمات تواجه المصريين هناك، بل يحتاج من يساعده فى حل أزماته.

ويروى دسوقى معاناته قائلاً: "عشت أنا وزملائى من طاقم blessing الذى كان يعمل معى بميناء مصافى عدن أيام وليال صعبة، رأينا خلالها الموت بأعيننا مرارًا وتكرارًا بعد أن بدأ الحوثيون الحرب بشراسة على عدن، والتى تعد آخر محافظات اليمن وعاصمتها الحالية، خاصة بعد أن انتقل رئيس اليمن إليها وباشر أعمال الرئاسة منها".

وأضاف، أن قصته بدأت منذ يوم 22 يناير الماضى، حين أرسل إلى القنصل المصرى بعدن خطابًا طلب فيه وضع أسماء البحارة الذين يعملون معه على القاطرة blessing بميناء الزيت بمنطقة البريقة بعدن، التى تساعد السفن على دخول ميناء عدن والدفع بها لترسيتها على الرصيف، كما يقومون بتزويد السفن بالمياه على قوائم الإخلاء فى حالة الطوارئ، لافتًا أنه بعدها تلقى اتصالاً من أحد العاملين بالقنصلية، أكد له أنهم متعاونون معهم وسوف يتم إجلاؤهم فور حدوث أى خطر يحتمل.

الخطر يُحاصر المصريين مع بدء الحرب



وأوضح العائد من عدن، أنه فى آخر شهر مارس بدأت الحرب بالمنطقة وسيطر الحوثيون على عدن وحاصرهم الخطر من كل جانب، ولجأوا للقنصل ولم يجدوه فذهب إلى القنصلية التى كانت مغلقة بالأقفال ليتبخر أملهم فى النجاة والعودة للوطن، مضيفًا: "عدت للميناء وأنا مرعوب أتوقع الموت كل لحظة، وقررت أن أتصرف بشكل شخصى والعمل على الخروج بالقاطرة blessing وطاقمها إلى منطقة المخطاف الخارجى، التى تبعد عن ميناء عدن 10 أميال تقريبًا، وانتظرت يومين بها وبدأ مخزون الطعام والمياه ينفد، مما زاد من قلقنا وتدمير فسياتنا واتصلت بأحد زملائنا مقيم بمنطقة الميناء، والذى أكد لنا أن الميناء تم تأمينها وخروج الحوثيين منه، وعدنا فورًا للميناء وتزودنا بالمياه والطعام والوقود، وظللنا بالميناء حتى بدأنا فى عملية الرحيل".

اتصال وزارة الخارجية



وقال إيهاب: "بعد نشر خبر حصارنا بميناء عدن اختلف الأمر كثيرًا، حيث تلقيت اتصالاً من وزارة الخارجية المصرية، وطلبوا منى الوصول لأقرب نقطة حدودية بين اليمن وعمان، وأبلغته أن هذا مستحيل لخطورة الطريق وطول المسافة التى تبلغ 1127كم تقريبًا، ووعدنى بإيجاد حلاً سريعًا، لكنه لم يعاود الاتصال، وتركنا نصارع الموت بل نموت كل لحظة، وحصلنا على رقم السفير يوسف الشرقاوى، والذى كان أول طوق النجاة لنا، حيث أعطانى هاتف أحد المصريين بعدن للتواصل معه لإجلائنا من المنطقة".

وأشار إلى أنه علم من صاحب الهاتف، أن سفينة تقوم بإجلاء رعايا دولة جيبوتى من عدن وسمحت لبعض المصريين بالركوب معهم، وفورًا توجه للسفينة ومعه 4 من زملائى وحمدت الله وسجد شكرًا له بعد صعوده على ظهر السفينةـ واطمأن قلبه وارتاح باله بأنه فى طريقه لوطنه الحبيب.

وتابع: "فوجئت بصدمة أكبر بعد رفض ربان السفينة إجلاءنا، وطلب منا مغادرة السفينة وقتها فقدت توازنى وشعرت بإحساس لا أستطيع وصفه، وقلت له أنت تحكم علينا بالموت، فبمجرد نزولى من على ظهر السفينة تكون نهاية حياتنا، لكنه صمم على عدم إجلائنا معه".

وزير الخارجية يقنع ربان السفينة



وأكد أن الله ألهمه بإجراء اتصال بوزير الخارجية سامح شكرى، واستطاع الوزير إقناع ربان السفينة بعدم نزولهم على مسئوليته الشخصية، وطلب منه أن يقلهم إلى جيبوتى واعدًا إياه أن سفير مصر بجيبوتى سينتظرهم بميناء جيبوتى، وكانت الفرحة والسعادة بعد أن وافق الربان على توصيلهم جيبوتى، وعاود السجود لله وظلوا يسبحون ويدعون الله حتى وصولهم.

مكان غير آدمى



وقال المهندس العائد من عدن: "بمجرد وصولنا ميناء جيبوتى وجدنا سفير مصر فى انتظارنا كما وعد وزير الخارجية، وبعد أن اطمأنت قلوبنا أننا بعدنا عن الخطر الذى يهدد حياتنا وهدأت نفوسنا، وجدنا السفير يقلنا لمكان غير آدمى لنعيش فيه لحين إنهاء إجراءات سفرنا لمصر، حيث أودع 17 منا بدار رعاية أيتام بجيبوتى، فى حين قام السفير بحجز أماكن لـ22 مصريًا بأحد الفنادق، وطالبناه أنه يجب أن يعاملنا جميعًا معاملة واحدة، وحجز أماكن لنا بفندق مثلهم، لكنه رفض وقال "هو ده اللى موجود"، ونظرًا لصعوبة الحياة بدار الأيتام طلبنا منه أن نقيم بأحد الفنادق لحين سفرنا على حسابنا الشخصى، لكنه رفض أيضًا بحجة عدم توفير أماكن بالفنادق، واضطررنا نقيم بدار الأيتام، لكنا اكتشفنا بعد يومين أن الفنادق متوفر بها أماكن، ولا توجد أى مشكلة فى الإقامة بها".

وكانت المفاجأة الأخرى: "فوجئنا بالسفير بجيبوتى يطلب منا التوقيع على إقرار أن ثمن تذاكر الطائرة التى تقلنا من جيبوتى لمصر على نفقاتنا الخاصة، ورفضا بداية ولكنا وقعنا بعد إصراره".

صدمة الأهل



من جانبه قال المهندس دسوقى إبراهيم والد المهندس إيهاب: "سمعت موضوع ابنى من التليفزيون، وانقلب البيت إلى أحزان وتجمع الأهل والأحباب، وهاتفنى بدر عبد المعطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، وطمأننى على نجلى، وظل متواصلاً معى حتى وصل، مضيفًا: "أرسلت برقيات شكر لوزير الخارجية شكرته فيها على اهتمامه البالغ بنجلى ومن معه من المصريين".

أما إيمان محمود زوجة المهندس إيهاب، فأوضحت أنها عاشت أسبوعًا فى رعب وقلق وخوف ونواح، خاصة أنها كانت تتصل بزوجها وتسمع صوت إطلاق النيران فى التليفون، قائلة: "الحمد لله أنه رجع بالسلامة لأولاده، وأشكر وزير الخارجية وكل من ساهم فى عودة زوجى ومن معه من المصريين".


المهندس العائد -اليوم السابع -4 -2015
المهندس العائد


المهندس البحرى -اليوم السابع -4 -2015
المهندس البحرى


المهندس ونجله الأكبر  -اليوم السابع -4 -2015
المهندس ونجله الأكبر


المهندس يداعب نجله بعد عودته -اليوم السابع -4 -2015
المهندس يداعب نجله بعد عودته


المهندس يضم نجله حامد الله أنه رأى مرة أخرى  -اليوم السابع -4 -2015
المهندس يضم نجله حامد الله أنه رأى مرة أخرى


المهندس البحرى ومعه نجله -اليوم السابع -4 -2015
المهندس البحرى ومعه نجله


المهندس ومعه والده  -اليوم السابع -4 -2015
المهندس ومعه والده


المهندس البحرى ووالده يحمد الله على عودة نجله -اليوم السابع -4 -2015
المهندس البحرى ووالده يحمد الله على عودة نجله


المهندس ووالده وزوجته وأبناؤه  -اليوم السابع -4 -2015
المهندس ووالده وزوجته وأبناؤه


المهندس وسط عائلته -اليوم السابع -4 -2015
المهندس وسط عائلته


المهندس وحوله عائلته -اليوم السابع -4 -2015
المهندس وحوله عائلته


المهندس مع زوجته وابنه وابنته -اليوم السابع -4 -2015
المهندس مع زوجته وابنه وابنته


المهندس يحتضن أسرته -اليوم السابع -4 -2015
المهندس يحتضن أسرته


المهندس لم يصدق أنه وسط أسرته -اليوم السابع -4 -2015
المهندس لم يصدق أنه وسط أسرته


مستند أرسله المهندس للقنصل دون جدوى  -اليوم السابع -4 -2015
مستند أرسله المهندس للقنصل دون جدوى


أسماء زملاء المهندس البحرى الذين علقوا بميناء عدن  -اليوم السابع -4 -2015
أسماء زملاء المهندس البحرى الذين علقوا بميناء عدن










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة