نانى تركى تكتب: سيلفى اليتيم ..

الأحد، 19 أبريل 2015 08:00 م
نانى تركى تكتب:  سيلفى اليتيم .. دار أيتام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أخذت سيلفى اليتيم فى يوم اليتيم؟! أيوه وعملنا حفلة ولعبنا وانبسطنا والتليفزيون صور وإييييييييه هيصة، طيب هتروح تانى أمتى؟! السنة الجاية، إن شاء الله، مش هفوت سنة، سنة!! طب قول مرة كل شهر أو شهرين أو حتى فى الأعياد والمناسبات الرسمية ..!!

كل عام نفس القصة يأتون ويذهبون ثم يغيبون عن الأطفال ويظل يتساءل الأطفال طوال العام أين من زارونا وأسرّوا قلوبنا لماذا هربوا؟! أفعلًا جاءوا من أجلنا أم من أجل أشياء أخرى!! وبات الأيتام يكرهون يوم اليتيم رويدًا رويدا فهو يذكرهم بالمنافقين من وجهة نظرهم يحتفلون بيوم فى العام من أجل الشو الإعلامى أو حتى إراحة وتسكين الضمير قليلًا .

يا عزيزى لو كانت النية زيارة واحدة فى العام فاجلس فى بيتك الله يباركلك أفضل من أن تضر نفسياتهم ويظل الأخصائيون الاجتماعيون يعالجون ما بهم بقية العام من الأثر السيئ لهذه الزيارة الوحيدة، فهم بالفعل يرون أشخاصا طيبين وحنينين، ولكن لا يفهمون لم يزوروهم مرة واحدة فى العام !

كل هذا بالإضافة إلى ما يعانيه اليتيم فى مجتمعاتنا سواء داخل دور الأيتام أو خارجها والكلام موجه الآن لليتيم لا يبرر أى عقد نفسية قد تنشأ داخلك، كن على يقين تام أنك شخص طبيعى ولست بضحية وذلك لمصلحتك أولًا لا لمصلحة أحد، فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة أوصت باليتيم خيرًا وثواب كافل اليتيم وكيفية معاملة اليتيم والتصرف فى أمواله، ولكن لم تتحدث مطلقًا على أن اليتيم معفى من الأحكام الشرعية أو أن له حسنات إضافية عن غيره أو أن ذنبه مغفور من عصية.
أيها اليتيم أنت بالفعل شخص طبيعى فإن حرمتك الحياة من شىء فقد حرمت غيرك من أشياء فالحياة دائمًا قاسية، ولكن بصورة نسبية على الجميع.

كم من أطفال ماهم بيتامى تركهم أهلهم وآباؤهم دون رعاية أو أموال أو أدنى مسئولية، كم من أطفال وما هم بيتامى ابتلوا فى صحتهم فى سن صغيرة بأمراض مستعصية، وآباؤهم موجودون وأموالهم وفيرة تعجز عن علاج المستعصى من الأمراض، كم من أطفال ما هم بيتامى، ولكن أصابهم آباؤهم بعقد نفسية وعنف وغيره وغيره الكثير، حقًا الحياة قاسية فلا تجعل كلمة يتيم تشعرك بجبال الهم وأنت الأفضل من كثيرين، نحمد الله عما نحن فيه فهناك الأقل منا والأكبر منا فلم ننظر للأكبر ولا نرى الأقل، لا تدع فكرة أنك مسكين أو ضحية تسيطر عليك آنذاك ستكون فعلًا شخص مختلف عن الآخرين لا تستطيع نجاحًا ولا تقدمًا وأنت يلازمك شعور الصعبانيات هذا .

على العكس تمامًا الظروف الصعبة هى من تعطى دفعة لأصحابها ليكونوا أفضل من غيرهم، انظر إلى المبتلين فى صحتهم كالمكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة دائما ما تجد لديهم من العزيمة والاصرار ما يفوق غيرهم ويحققون نجاحات عجز عن تحقيقها الأسوياء .

فلتكن ذلك الشخص الناجح الثابت للجميع أن الحياة علمته وعلمت عليه فقد والديه، ولكنه برغم الصعوبات تجاوزها وانخرط فى المجتمع وصار جزء منه، بل جزؤه الفاعل الناجح لا عالة عليه، فلا تكن ذليلًا لظروفك مثيرًا للشفقة لغيرك فغيرك يشفقون ولا يحترمون، يتحدثون ولا يفعلون، فكن أنت صاحب الحديث والفعل والقلب الحساس، الذى يشعر بمعاناة غيره لا الملىء بالعقد النفسية الكاره لغيره لأنهم لم يفقدوا والديهم مثله، نجاحاتك وأنت قوى أهم كثيرًا من إخفاقاتك وأنت مثير للشفقة .

دعوا عنكم يوم اليتيم فلسنا وليسوا بحاجة إليه، ودعونا نهتم بالأهم والمهم رعاية وإنشاء المزيد من دور رعاية الأيتام وتعليمهم بمستويات عالية، والاستفادة منهم عندما يصلون إلى سن الشباب كجزء داعم للبلد لا عالة عليه، وظفوا مجهوداتكم فى الطرق الصحيحة فالنوايا جميعها سليمة، ولكن تختلف الأساليب، التطور الحضارى، يجب أن ينال أيضًا من تفكيرنا باليتيم وتعريفه ورعايته وبنائه والاستفادة منه واتركوا عنكم الأفكار البالية العتيقة والنفاق الاجتماعى.. فقط اجعل مجهودك فى محله .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة