فاطمة قنديل
هى الأم التى كان الخال شديد الارتباط بها والتى كان لها الأثر الأكبر فى حب الأبنودى لكتابة الشعر فكانت وفقا لحوار معه كانت تغنى ليل نهار، موضحا أنه فى قريتها بنود كان لكل مناسبة عنوة وموالية وموروث شعبى مسلته من حياتهم اليومية وكانت أمه دائمة الغناء بالمواويل لذلك أحب الأبنودى الشعر، وقال عنها الخال: "عاشت وماتت وهى لا تعرف العام الذى ولدت فيه ولا العام الذى ودعت فيه الحياة ولا أى عام آخر"، كما قال عنها: "ما سمعته من أمى شحننى بتجربة خرافية كانت دائما لصيقة بالغناء، ذلك أنه فى أبنود بعامّة يشكل علاقة فريدة مع الحياة، كالحر والبرد والظل والشمس والليل والنهار والجوع والشبع، لا يوجد فعل لا يصاحبه غناء فى تلك القرية وفى بيتنا الفقير بالذات". وكتب الابنودى قصيدة فى أمه قال فيها.
وأمى.. والليل مليل
طعم الزاد القليل
بترفرف.. قبل ترحل
جناح بريشات حزانى
وسددت ديونها
وشرت كفن الدفانة
تقف للموت يوماتى:
«ما جاش ابن الجبانة»
أشد ف توبها يمى
تنهر كإنى عيل
القلب اللى تحجر
قوَّال.. بطَّل يموِّل
لا الحزن عاد يبكِّى
ولا الأحلام تنوِّل
أمى ست البلابل
بتقول: «العمر طوِّل
يا زمن كفايه حوِّل
يا زمن برده يقرنص
وما حسبناش حسابه»
لو زارت أمى همى
بتطرد الكتابة
ست أبوها
هى الجدة التى كان لها أثر كبير أيضاً فى حياة الخال، وكان دائم الذكر لها فى كل المناسبات وقال عنها الراحل انها كانت امرأة حية نشطة مؤمنة حادة الطباع فى رقة، تعمل كالرجال وتملأ البيت الكبير بالحركة والصخب".
نهال كمال
هى الزوجة، الفتاة الجميلة التى تزوجته وأصبحت أعلامية كبيرة، والتى تحملت معه مشقة الحياة وقسوتها وذاقت معه أيضاً حلاوتها وهناها، واختبارات أن تبقى بجواره وتتحمل هى الصعاب والمشقة، فبعد أن مرض الأبنودى منذ سنوات ونصحة الأطباء بضرورة الابتعاد عن جو القاهرة الملوث قرر العيش فى الإسماعيلية وكانت هى مذيعة عملها فى القاهرة، فكانت تتحمل هى مشقة السفر يوميا من القاهرة إلى الإسماعيلية والعكس حتى تستمر بعملها وأيضاً لمراعاته، وقال عنها الأبنودى "لعبت المرأة دورا حيويا فى حياتى كإنسان وشاعر، وساهم ارتباطى بالإعلامية نهال كمال فى كتابتىى لقصائد الأشعار، حيث استطاعت أن توفر لى مناخًا هادئًا يتسم بالاستقرار والدفء، كما أنها تحملت مشقة السفر والانتقال بصورة شبه يومية من القاهرة للإسماعيلية، حيث اضطرتنى الظروف نظرا للتلوث للإقامة بالإسماعيلية منذ سنوات طويلة، وكان ذلك تنفيذًا لأوامر الأطباء، وعلى الرغم من طبيعة عملها كإعلامية فإنها لم تتراخ لحظة فى دورها معى".
العمة يامنة
عمته التى ربطته بها علاقة قوية جداً ويبدو انها علمته العديد من دروس الحياة، لدرجة أنه كتب لها قصيدة بعد رحيلها دون فيها كل الحوارات التى جمعت بينهما فى حياتها ووصاياها له بالزهد فى الدنيا ومواجهة الموت بشجاعة وتعبيرها عن حبها له لأنه صاحب قلب كبير وسؤلها عن زوجته وبناته، ويمكن القول انه لخص فيها لقاءته معها ووصياها له وتأثيرها عليه، وأطلق الأبنودى على القصيدة التى حرص الخال أن يكتبها بلغتها اسم "قصيدة العمة يامنة" وقال فيها
حبيبى أنت يا عبد الرحمان
والله حبيبى .. وتتحب
على قد ماسارقاك الغربة
لكن ليك قلب
مش زى ولاد الكلب
اللى نسيونا زمان
حلوة مرتك وعويْلاتك
وألاّ شبهنا..؟
سميتهم إيه؟
قالولى: آية ونور
ماعارفشى تجيب لك حتة واد؟
وألاّ أقولك :
يعنى اللى جبناهم..
نفعونا فى الدنيا بإيه؟
غيرشى الإنسان مغرور !!
ولسة يامنة حاتعيش وحاتلبس
لمّا جايب لى قطيفة وكستور؟
كنت أديتهمنى فلوس
اشترى للركبة دهان
آ..با..ى ما مجلّع قوى يا عبد الرحمان..
طب ده انا ليّا ستّ سنين
مزروعة فى ظهر الباب
لم طلّوا علينا أحبة ولا أغراب..
خليهم..
ينفعوا
أعملهم أكفان..!!
أما ابنتيه نور وآية فكانتا صديقاته، يصطحبهما معه فى كل مكان ويتفاخر بهما، ويخصص لهما يوما فى الأسبوع وهو الجمعة يقضيه معهما دون أن يشغله عنهما شىء، وكان يقول عنهما أنهما رائحته على الأرض، وكل ما له، وبالطبع أثر فيهما فكانت نورا شاعرة مثله إلا أنها تفضل الكتابة بالإنجليزية، أما إيه فعملت مراسلة ثم مذيعة بعد أن طلب لها الأبنودى عمل على الهواء فى مداخلة تلفزيونية ولم يخجل من ذلك قائلا إنها درست الإعلام وتريد العمل مذيعة لكنها لم تجد عملا حتى الآن ورغم أنه الأبنودى بقيمته الكبيرة لم يطلب لها وسطة وهى لم تتذمر بل أكدت أن والدها علمها الاعتماد على نفسها.
لم يقتصر دور النساء فى حياة الأبنودى على هؤلاء بل امتد ليشمل أم زوجته التى قال عنها إنها وهبت حياتها لابنتها وله كزوج ابنه ولحفيدتيها، وكان كل هدفها فى الحياة هو أسعدهم وتوفير الراحة لهم، كما كانت هنا أخواته التى قال عنهم الأبنودى أنهم ملئوا عليه البيت بالراحة والأمن والبهجة والسعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة