نطرح الأمر للنقاش، من باب المعرفة، وإظهار الحقائق للناس، خاصة أن طرفى القضية، شكلا حالة قوية من الحراك السياسى والرياضى فى مصر منذ عام 2007، بشكل عام، وبعد ثورة يناير بشكل خاص. القضية، فى تاريخ نشأة حركة 6 إبريل عام 2007، بالتزامن مع تأسيس روابط الألتراس، والسؤال هل تأسيس الحركة، والألتراس فى نفس العام جاء مصادفة، أم هناك ترتيب؟
تعالوا أعزائى القراء نرصد نشاط حركة 6 إبريل والألتراس منذ نشأتهما، بالوقائع، ولكم الحكم فى النهاية.
«الألتراس» بداية تاريخ توظيفه سياسيا، كان فى عصر مبارك، وليس كما يتخيل البعض أن توظيفهم جاء بعد ثورة 25 يناير 2011، والغريب أن أعمدة النظام حينذاك خاصة زكريا عزمى «الزملكاوى»، ساندهم بقوة، ودعمهم ضد الكابتن أحمد شوبير، الذى كان له السبق شاء من شاء وأبى من أبى، فى التحذير من المخاطر الجسيمة لروابط الألتراس، وخاض معركة قوية لتعرية أهدافهم، إلا أن زكريا عزمى وباقى نظام مبارك تصدوا له بكل قوة، ودعموا وساندوا الألتراس.
إذن الألتراس نما وترعرع فى أحضان نظام مبارك، واستفحل خطرهم، وزاد نفوذهم وقوتهم داخل الأندية الجماهيرية، ورأى مبارك ونظامه أن هذه الروابط حل رائع لإبعاد الشباب عن العمل السياسى، واللهو، واللهث خلف الساحرة المستديرة «كرة القدم»، دون الإدراك أن الوحش عندما يتضخم، سيلتهم صاحبه وهو ما حدث بالفعل فى 25 يناير 2011. وفى عصر الإخوان، أدرك خيرت الشاطر، أهمية توظيف الألتراس لخدمة أهدافهم السياسية، خاصة بعد أحداث مجزرة استاد بورسعيد، وبالفعل أمكن له اختراقهم، وسخرهم كورقة ضغط على المجلس العسكرى، من خلال حشدهم فى مظاهرات تندد بالمجلس العسكرى، وترديد هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر»، بجانب توظيفهم أيضا فى اعتصامى رابعة والنهضة اعتراضا على ثورة 30 يونيو.
أما حركة 6 إبريل، فدشنت للفوضى أيضا، واستخدام العنف، ومن يتحدث عن أن الحركة سلمية، قوله يتنافى ويتقاطع كليا مع الحقيقة، فالحركة فى أول ظهور قوى لها على الساحة استخدمت العنف والحرق والتكسير والتدمير فى المحلة، فيما عرف بأحداث المحلة عام 2008، بجانب أعضائها الذين توجهوا إلى صربيا، للتدريب على العنف، وظهر أبرز مؤسسى الحركة محمد عادل، فى صور على موقع التواصل الاجتماعى «الفيسبوك» حاملا رشاشا.
أيضا 6 إبريل، تبين بعد الثورة، أن معظم مؤسسيها ينتمون لجماعة الإخوان، من أسماء محفوظ إلى عبدالرحمن عز، ومحمد عادل، وغيرهم كُثر، وتم توظيفها تماما لصالح الجماعة الإرهابية، وجارٍ عملية التوظيف حتى الآن، فالحركة أول من استحدثت مصطلح عاصرى الليمون لاختيار محمد مرسى رئيسا، وأول من دعمت هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر»، وشارك مؤسسها أحمد ماهر مع مجموعة فيرمونت لدعم مرسى، وشارك فى الجمعية التأسيسية لإعداد دستور الإخوان فى 2012. إذن، أوجه التشابه بين تأسيس حركة 6 إبريل وروابط الألتراس يصل إلى حد التطابق، سواء فى نفس زمن التأسيس، أو التوظيف السياسى، أو تأييد جماعة الإخوان الإرهابية، وإثارة الفوضى، والشغب فى الشارع السياسى، ثم التنسيق والدعم الكامل فيما بينهم فى السر والعلن ضد الدولة.