تحدث الفنان محمد رشدى عن الفنان محمد عبدالمطلب فى مذكراته لى، فشمل الحديث حكايات من تاريخ الغناء فى مصر، كيف كان منذ بدايات القرن العشرين، وكيف أصبح!
يقول: «كانت الأغنية فى كلماتها تقوم على معانٍ قدرية ومجردة، لا علاقة لها بأى قضية اجتماعية، وكان المطرب ملكا لمن يطلبه، أذكر عن الموسيقار عبدالحليم نويرة حكى لى، إن كل مطرب كان يرتبط مع بيت من بيوت الأرستقراط، يغنى فيه حسب الطلب، وتدفع له سيدات وهوانم المجتمع، وحكى لى إنه كان بيعزف على العود مع عبدالغنى السيد فى بيت من هذه البيوت، وبعد أن غنى قالت له سيدة البيت «الهانم»: «لا يعقل إنك تقول آه وتتوجع بالشكل ده بأجرتك بس، انت تعبت كتير»، وقامت السيدة بفتح إيشارب «منديل» ولفت على الهوانم المتواجدات، فوضعت سيدة خاتمها الذهبى، ووضعت أخرى مبلغا من المال، ولفت «سيدة البيت» المنديل وأعطته لـ«عبدالغنى السيد».
يدلل رشدى بكلام عبدالحليم نويرة له على رأيه بأن «المطرب» كان فى زمن ملكا لمن يطلبه، ويضيف: «فيه سفير أجنبى سمع مرة عبدالمطلب يغنى» وفى موال له قال: «حبيبى فين، ودونى ليه، ودونى ليه»، وكرر هذا المقطع أكثر من مرة بأداء مختلف، فسأل السفير: ماذا يقول هذا الرجل؟، فأجابوه، فعلق: «هل سينتظر حبيبه طويلاً؟، المفروض أنه يروح له هو، وبعدين مش معقول إن كل واحد يعوز حبيبه هيلاقيه كده فوراً؟، يقول رشدى: «القصة دى بالذات بتتقال من زمان، لكن عبدالمطلب أكد لى، أنها حصلت معاه».
يعطى «رشدى» دليلا آخر على ما يراه بأن «الأغنية فى مصر ظلت لزمن طويل أغنية صالونات، وأن ذلك تتطلب أن تكون كلمات الغناء تدور فى قالب معين يقوم على المعانى القدرية والمجردة»، فيذكر موالاً قدمه عبدالمطلب: «يا ليلى يا عينى يا ليلى يا ليل / سلمت أمرى لصاحب الأمر فى أمرك / أمرك عجيب والعجب حيرنى مع أمرك / إن كنت عاصى وقاسى هامتثل لله / وأطلب من الله يصبرنى على أمرك»، وبعد الموال يغنى: «شفت حبيبى وفرحت معاه»، هذا النوع من المواويل كان نمطا سائدا، وكان يحسب على أنه غناء شعبى، لكن هو فى الأول والآخر موال، لا تجد فيه دلالات اجتماعية تعبر عن الإنسان البسيط، وعلشان أغنيتى خاطبت هذا الإنسان، كانت ثورة فى الغناء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة