لا أعرف أسباب الخلافات التى دبت فى حزب الوفد مؤخرا، بين رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى وما يسمى بـ«تيار الإصلاح»، كل ما ظهر فى هذا الخلاف أن هناك حفلة، تبادل الطرفان فيها تقطيع الهدوم، وحدث تبادل للكمات الكلامية بين الطرفين حملت اتهامات تخطت السياسة إلى أشياء أخرى.
لم أر فى الخلاف مثلا، أن هناك بكاءً من الطرفين على ملك حلموا به لكنه لم يتحقق حتى الآن، ولم أر فيه مثلا رائحة من معركة سعد زغلول وعدلى يكن التى وقعت عام 1921 أى بعد تأسيس الحزب بعامين، وبسببها وقع أول انقسام فى الحزب خرج على إثره معظم مؤسسيه، واعتزل أحمد لطفى السيد باشا السياسة حسب ما يذكر فى مذكراته «قصة حياتى».
لم أر احتداما فى الخلاف حول رؤى سياسية واجتماعية واقتصادية للنهوض الوطنى، وموقف تتصارع حول مجمل القضايا الوطنية المطروحة، كان خلاف سعد زغلول وعدلى يكن مثلا على رئاسة وفد المفاوضات مع بريطانيا من أجل الاستقلال، وكانت المفاوضات إحدى النتائج التى فرضتها ثورة 1919، أى أن الخلاف الأشهر فى تاريخ حزب الوفد كان بسبب فعل وطنى عام، رأى فيه سعد زغلول شيئا، بينما رأى عدلى يكن شيئا.
سيحملنى البعض خطأ استدعاء التاريخ من زاوية أن السيد البدوى ليس سعد زغلول «المقارنة تأتى بحكم أن الاثنين شغلا منصب رئاسة الحزب ليس أكثر»، وأن فؤاد بدراوى ليس عدلى يكن، وبالرغم من أن هذا صحيح، لكن أن تكون أمام خلافا حزبيا تستخدم فيه المدفعية الثقيلة بين الطرفين، وتراشق بينهما حول «الوفدى الأصيل» و«الوفدى الدخيل أو العميل»، ولقاء من رئيس الجمهورية بأطراف الأزمة رغبة فى لم الشمل، أقول إن كل هذا يدفعك للعودة إلى أرشيف الحكايات التاريخية، ربما تكشف لك عن «أصل الحكاية».
خلاف الحاضر الذى نحن بصدده هو شىء مختلف، شىء بطعم حياتنا الديمقراطية العقيمة، شىء ناتج من جهل الأحزاب بوظيفتها الحقيقية، شىء ناتج من إدمانها للعمل السياسى بنفس الشروط التى فرضها نظام مبارك، وعدم رغبتها فى كسر القفص الحديدى الذى فرضه عليها هذا النظام، ولأجل ذلك أقول إننا كنا أمام فصل من «العبث الحزبى» الذى يطرح أسئلة: لماذا حدث؟، ومن أحدثه؟، ولصالح من؟، وإذا وجدنا الإجابة على هذه الأسئلة سيأتى السؤال الأهم: هل هناك بالفعل شىء تغير؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/حسين عمر
لم يبقى من الوفد الا اسمة الذى تريدة الدوله بشدة
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد عبده
السياسة متوقفة في مصر رسميا