الإعلان عن بدء نشاط منظمة غير حكومية.. مستقلة، هى المركز المصرى لمكافحة الإرهاب، يحمل عدة أوجه إيجابية، خصوصا أن المجلس والقائمين على إدارته شخصيات على قدر كبير من المهنية فى مجالات عملهم المختلفة. هناك فرصة ذهبية أمام المركز كى يصبح فى مقدمة المؤسسات المدنية المشارِكة فى سد فراغ دور هام وحيوى فى مواجهة الإرهاب، وهى مهمة لا تقتصر على نجاح الجهود الأمنية ولن تكتمل كمنظومة بمعزل عن الأدوار السياسية والثقافية الاجتماعية. انشغال الأحزاب بصراعاتها بدلا من استقطاب قاعدة شعبية، يجعل من المركز المصرى لمكافحة الإرهاب وغيره من المنظمات غير الحكومية- رغم كونها غير سياسية- البديل المنطقى أمام شريحة الشباب مقابل نبرة التذمر بينهم من عدم تمكينهم القيام بأدوار مؤثرة فى المجتمع .
مظاهر الحرص المتبادل بين المركز وبين الشباب على المشاركة كانت واضحة خلال احتفالية الإعلان عن بدء نشاط المركز فى دار الأوبرا، إذ شكلت نسبة كبيرة من الحضور مجموعات طلابية من مختلف جامعات الأقاليم. لمست خلال حوار جمعنى مع الكاتب د. خالد منتصر ومجموعة من طلاب جامعة سوهاج حرصهم على استضافة أصحاب الآراء التى سخرت أقلامها سلاحا ضد الجهل والدجل والكذب باسم الدين، سمعت من باقة رائعة من الشباب الجاد فى البحث عن دور، أهمية الحاجة إلى تواجد أصوات العقل والاستنارة داخل قاعات محاضراتهم. بالتالى، فتح مجالات التواصل واللقاءات بين الطرفين- على صعيد كل المحافظات والأقاليم- مهمة أساسية لا تقل وطنية عن الدور الأمنى، أتمنى الاهتمام بها ضمن أهداف المركز المصرى لمكافحة الإرهاب .
ضمن الأهداف المعلنة للمركز على الصعيد الدولى تظهر أولوية التركيز على فتح شبكة تواصل مع المؤسسات الدولية- تحديدا "الميديا" المؤثرة فى القرار السياسى لهذه الدول- لتوضيح عدم دقة وضع "الإسلام" بين معسكرين.. "تيار سلمى" مقابل "تنظيمات إرهابية" ترفع شعارات إسلامية.. فالأول ليس بحاجة إلى حزب أو "جماعة" تقوده، لأنه ببساطة سمة كل الشعوب الإسلامية.. بالتالى لا يحق لأى جماعة ادعاء حق تمثيله.. بينما واقع الحال مع كل التنظيمات "البربرية"، مهما تفاوتت درجة وحشيتها، إنها مجرد مسميات مختلفة خرجت من عباءة حسن البنا.. كما عبر عن المعنى بإيجاز رائع فيلم "أصل الحكاية" للمخرج محمد فاضل الذى عرض خلال الاحتفالية. أهمية التواصل العالمى بين المركز والمؤسسات العالمية هى توضيح "خلط الأوراق" عند الرأى العام الغربى خصوصا الدول التى تفتح ذراعيها- وفقا لاعتبارات حقوق الإنسان- لشخصيات تمارس زيف الادعاء العلنى عن كونها سلمية، بينما فى الواقع أيديها ملوثة بدماء الأبرياء، بل تتحمل مسئولية تمويل وتخطيط كل الجرائم الإرهابية .
على الصعيد العربى، استقلالية المركز بعيدا عن أى توجهات سياسية أو حكومية، ستضمن رؤية أكثر وضوحا ودقة لتحديد مصادر الإرهاب التى تهدد وجود بعض الدول العربية. التقارير والتصريحات الرسمية الصادرة عن حكومات هذه الدول أحيانا تتبنى- تحت ضغوط دولية أو إقليمية- مواقف لا تكون الأجدى فى مكافحة الإرهاب، مما ينعكس على إمداد المركز بالمعلومات الدقيقة. الاعتماد على التواصل المباشر بين مكاتب المركز فى مختلف الدول و بين المؤسسات أو المراكز غير الحكومية سيرصد بدقة جهات ومسببات الإرهاب فى هذه الدولة بعيدا عن الضغوط الممارسة على حكوماتها .
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نتمنى كل النجاح والتوفيق للمركز المصرى لمكافحة الارهاب وياريت كمان مكافحة الادمان بالمره
بدون