"اليوم السابع" التقى الشاب "علاء خليل"، ابن مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، رغم جراحة لا تفارق البسمة شفتاها، والذى ليس لديه أمل فى الحياة سوى الحصول على كرسى متحرك كهربائى، وتكريم والدته برحلة عمرة تكريماً لمعاناتهم وتحملها مصائب متعددة تعرض لها بعد الحادث.
علاء من طالب الحقوق إلى جسد بلا حياة
ويقول علاء خليل، 38 عاماً ابن قرية بحر البقر 2 مركز الحسينية، إنه كان طالباً بكلية الحقوق فى الفصل الدراسى الأول ويجرى اختبارات الكلية الحربية، حيث كان شابا رياضيا يافع الطول والجثمان وجميع القرية كانت تلقبة الـ"ظابط"، إلا أنه أثناء لهوه مع الشاب بالسباحة فى الترعة والتسابق على أفضل القفزات، صعد إلى أعلى نقطة وقفز لتصطدم رأسه بحجر أسفل المياه، ليصاب بكسر فى العنق والجمجمة والعمود الفقرى، لتتحول حياته إلى دوامة ظلت 7 سنوات.
علاء حبيس السرير جسد بلا حركة
الأسرة تبيع المنزل وكل ما تملك لعلاج علاء
رغم أنه من أسرة متوسطة الحال، أب يمتلك ورشة ميكانيكا مجهزة ومنزلا كبيرا وفدان أرض، فور وقوع الحادث واحتجازه بمستشفى الزقازيق الجامعى وتلاحظ إهمال الأطباء، باع والده فى بداية الأمر فدان الأرض الذى يملكه لإجراء عملية له فى مستشفى خاص بمبلغ 250 ألف جنيه، ثم عملية أخرى لزراعة النخاع، لإصابته بعد ذلك بقرح الفراش، والتى أكلت الظهر بالكامل، ثم باع البيت والورشة والإقامة فى منزل بالطوب اللبن عبارة عن غرفتين وصالة، حتى إجراء عملية زراعة عضلة، لتصبح الأسرة بلا دخل لتمر الحياة بهم بمنحنى آخر فقد بدأت صحته تتراجع تهديدات بفشل العمليات بسبب عدم إجراء العلاج بمراكز العلاج الطبيعى.
وأضاف علاء خليل، كافحت أسرتى فى قطع قوت اليوم والعمل لدى الغير بعدما كنا أصحاب أملاك، وتكاتف بعض الأهل وأجريت علاجا بمركز تأهيل العجوزة العسكرى.
علاء خليل ابن قرية بحر البقر يعيش فى منزل بالطوب اللبن بعدما باعت الأسرة كل ما تملك لعلاجه
الأم تصر على استكمال علاء دراسته هو أشقاؤه والحصول على شهادات جامعية
وتكمل الأم "سامية أحمد السواح"، إننى كنت مستعدة أشحت فى القطارات عشان أكمل علاج ابنى، مشيرة إلى أنها تحملت مصاعب كثيرة من ضيق الحال وكانت عفة نفسى تجعلنى أرفض مساعدة الغير لنا على ظروفنا الصعبة، وكنت أصر على أبنائى الخمسة ضرورة استكمال تعليمهم والحصول على الشهادة الجامعية، حت لا يكون مصيرهم مثلى أنا ووالدهم بدون شهادات.
وعن معاناة حادث نجلها، تضيف الأم كنت أحمل علاء على ظهرى وأتوجه للمستشفى أنا وشقيقه ياسر، والذى كان من أوائل المحافظة فى الشهادة الابتدائية والإعدادية، وكنا نتوقع له الالتحاق بكلية الطب، إلا أنه وقت الحادث كان فى الثانوية الأزهرية وترك المدرسة وفرغ نفسه لرعاية "علاء"، رغم حصوله على مجموع عال بالثانوية فضل الالتحاق بكلية أصول الدين لكى يستطيع رعاية شقيقه معى.
علاء يحلم بكرسى كهربائى ومرتبة هوائية
وتضيف الأم، "أحمد الله.. أنا بعرف أفك الخط"، فكنت أجلس بجوار نجلى طول اليوم وهو يرقد على السرير وأحرك له الصفحات ويذاكر المواد الخاصة به ثم أحملة وأقوم بتغيير ملابسه وغسل أسنانه قبل التوجه للامتحان، لافتة إلى أنه مر بلحظات ضعف كثيرة و"كره الدنيا" بسبب ما تعرضت له حياته من مصاعب ولكن إيمانى بالله ورغم قلة تعليمى كنت أحاول أن أخفف عنه، وأؤكد أن الله لن يتركنا، وبالفعل فقد حصلت فاطمة على لسانس خدمة اجتماعية وياسر بكالوريوس أصوال الدين إلا أنه يعمل كهربائى بسبب ظروف البطالة، وكذلك أحمد حصل بكالوريوس التربية قسم الجعرافيا لكنه يعمل نقاشا ودعاء دبلوم الزراعة.
علاء أرفض لقب معاق ونفسى فى رحلة عمرة لأمى
ويتلقط علاء أطراف الحديث وهو يقبل يد والدته، قائلا، "أنا ماليش أى أمل فى الحياة سوى تكريم هذه السيدة العظيمة من أحد المسئولين أو رجال الخير برحلة حج أو عمرة، وكذلك توفير كرسى كهربائى لى لأن الكرسى العادى يحتاج لمجهود بدنى وأنا لدى إعاقة فى اليد ووالدتى كبرت فى السن ولا تستطيع تحريك الكرسى، كما أن الأطباء شددوا على ضرورة توفير مرتبة هوائية لى، وكل ذلك يفوق إمكانيتنا.
واختتم علاء حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلا إنه يرفض لقب المعاق، مؤكدا أن ما حدث له أو لغيره هو قدر من أن الله تعالى اختار بعض خلقه ليكون "معافين" فى الدينا وليس معاقين كما ينادينهم البشر.
علاء يحلم بتكريم والدته لصبرها معه هو أشقاؤه برحلة حج أو عمرة
علاء مع نجلة شقيقه
منزل متواضع بالطوب اللبن تقيم فيه الأسرة
جزء آخر من المنزل المتواضع