أسامة حراكى يكتب: لكل مقام مقال

الأربعاء، 06 مايو 2015 02:00 م
أسامة حراكى يكتب: لكل مقام مقال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نكتب لنزرف مشاعرنا كما نبكى فنزرف دموعنا ، كما نبحث لنكتشف العالم ، فالكتابة ليست أدبا، ليست علماً، ليست مهنة، وليست هواية، إنها حاسة أخرى تجتمع فيها كل الحواس، فبالكتابة نسمع ونرى، بالكتابة نتذوق ونشم، بالكتابة نلتمس الأشياء والمشاعر بالحواس الخمس، نعرف كل الأشياء، نعرف أنفسنا، نعرف عوالمنا التى تعيش داخلنا والحياة النابضة فى كياننا، نسطر بها فيض إحساس ونبضات قلب ونزف مشاعر.

قال الأديب الراحل سعد الله ونوس: "الأسباب التى تدعو إلى الصمت أو تجبر عليه، أكثر من الأسباب التى تحفز على الكتابة والعمل، فحين يفقد الكاتب الإيمان النسبى بأنه قادر على التغيير، فإنه يفقد الدافع للكتابة".

من الصعوبات التى يواجهها الكاتب، هى محاولته تغيير نفسه وتجديدها لكى يتجاوز النقطة التى وصل إليها، وهذا الأمر صعب جدًا، لأنه ربما يتحول هذا الكاتب إلى موضوع للسخرية، فإن لم يغير الكاتب نفسه ويجددها، سيموت أدبيًا وهو على قيد الحياة، وإن تغير وتجدد يتعرض للانتقاد.

ملخص كلامى أنه لن تصل أفكارنا إلى الآخرين مالم نكن راضين عنها، ومن حق كل كاتب أن يمارس حقه فى الاختلاف وكسر القوالب المتعارف عليها بين الحين والآخر .

بعض كتابات اليوم ومنها المقالات، سطحية وفارغة، سطحية مكشوفة برداءة التحليل والمعالجة، وفارغة تعكس خلوها من المعلومات الصحيحة، أصبحت كتاباتها باهتة بسبب التسرع فى كتاباتها، لا أقصد هنا مقالات الرأى ، بل تلك التى من المفترض أن تقدم خدمة للقراء، بمنحها إياهم معطيات حقيقية، فهناك مواد يتطلب الحصول على معلومات خاصة بها والتأكد منها، وهناك مواد تحتاج إلى ذاكرة فردية، فإن عجز الكاتب عن حصوله على تلك المعلومات أو تذكرها، فلا بائس أن يستعين بصديق يعلم ويتذكر تلك المعلومات، أفضل من الوقوع فى أخطاء، فبعض الأسئلة والبحث عن الحقيقة لا يضر، فتقديم المعلومة الصحيحة واجب مهنى وأخلاقى، وكم نلتقى من خلال قراءتنا بمثل هذه الأخطاء المرفوضة واللاغية للحقائق وعدم احترام أحد، فعندما يكتب الكاتب من غير أن ينتبه إلى حقائق الأمور، فهذا يعنى أنه جاهل ومزور للواقع، ويسىء لنفسه ولقرائه .

نحن عندما نكتب لا نكتب بحبر القلم، بل نكتب بدماء القلوب ، فعذرًا إن ظهرت بعض الجراح على السطور .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة