شرارة انطلقت لتحتضن حلم كل من اختارت أن يتجاوز طموحها كل الآفاق فى خدمة "السلطة الرابعة".. الإعلام سواء المقروء أو المرئى.. ما أن بادرت الإعلامية القديرة أسماء حبشى بالإعلان عن مشروع تأسيس اتحاد يضم الإعلاميات العرب حتى بدأت مظاهر الترحيب بالفكرة تنعكس عبر التفاف مجموعة من أقدر الإعلاميات فى استجابة للدعوة التى جاءت فى التوقيت المثالى لترتبط بعدة ظروف ومتغيرات طرأت على العالم العربى، وفرضت قيام هذا الاتحاد ضرورة التقارب والتواصل بين إعلاميات العالم العربى لم تعد ترفا يمارس من باب "الوجاهة".. هى ضرورة تفرضها كل مستجدات التحالفات العربية فى مختلف المجالات سواء سياسيا أو أمنيا، والإعلام هو "الترومومتر" الذى يرصد بموضوعية هذه التحولات، لذا كان لا بد من وجود رؤية إعلامية عربية مشتركة تواكب حجم الأحداث والمتغيرات، خصوصا أن المرأة –بشكل عام أثبتت عبر مشاركتها القدرة على القيام بدور مؤثر وفعال، بالتالى لم يكن منطقيا أن تكتفى الإعلاميات بموقف المتفرج .
خلق صيغة تواصل حقيقى بين إعلاميات الدول العربية كان دائما مطلبا هاما ,بحكم افتقاد تبادل الخبرات و التجارب الإعلامية فى الماضى ومع كل النقد الموجه للخطاب الإعلامى و كل السلبيات التى رصدتها بموضوعية عدة كتابات يبقى فتح قنوات التواصل بين الخبرات المختلفة هو أحد أفضل الحلول العملية للارتقاء بالخطاب الإعلامى وإثراء التجارب الإعلامية العربية عبر تبادل الخبرات والمهارات، كما يتم خلالها طرح المعوقات والسلبيات التى أصابت الأداء الإعلامى بكل شفافية وجرأة سعيا للوصول إلى حلول حقيقية والاستفادة من التجارب الإعلامية الناجحة فى أى بلد عربى.
الإعلام لا ينفصل عن واقع الصراعات التى طالت عدة دول عربية وخلفت ضمن نتائجها كوارث إنسانية.. حتى إن الذاكرة العربية لم تعد مقتصرة على اللاجئين من أرض فلسطين.. للأسف امتدت المأساة لتشمل سوريا، اليمن، ليبيا، والعراق.. أعداد فاقت الملايين ومن المؤكد أن العنصر المالى على رأس الحلول التى تساهم فى تحفيف آلام المتضررين من الصراعات الدائرة فى بلادهم.. مما يفرض على الإعلام مهمة التواجد داخل المخيمات وإلقاء الضوء بشكل متكرر بهدف تنشيط ذاكرة منظمات الإغاثة الدولية والعربية حول وجود هذه المأساة الإنسانية فى عدة مناطق من الدول العربية. كما أن شعور اللاجئين بالاهتمام والمشاركة حتى لا يتحولوا إلى مجرد أرقام سرعان ما تتبخر من الذاكرة، لا يقل عن سعادتهم بالمساعدات الإنسانية. أخيرًا تكتمل صيغة التواصل بين الإعلاميات العرب عبر نشاط فى إطار التنقل بين المدن العربية المختلفة، حيث يختار الاتحاد سنويا مدينة عربية لتكون عاصمة الإعلام العربى.. ويقام فيها على مدى أيام أنشطة إعلامية مختلفة بمشاركة الإعلاميات العرب .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة