انتقد الأستاذ دندراوى الهوارى رئيس التحرير التنفيذى لليوم السابع أداء وزارة الداخلية فى الآونة الأخيرة، وكانت "ركيزته" هو تهجير أسر قبطية من كفر شكر فى بنى سويف، وهو الأمر الذى أتفق فيه تماما مع زميلى وأستاذى، وكان الأولى أن يقول "القانون" كلمته وليس بالجلسة العرفية التى هى ركن من أركان "العك".
هل أخطأت القيادات الأمنية فى بنى سويف؟ نعم أخطأت وكانت النتيجة التهجير ثم الحل العرفى وعودة الأسر إلى منازلها ظهر أمس عقب تدخل محافظ ومدير أمن بنى سويف.
أستاذ دندراوى.. حديثك أمس، عن "أزمة بنى سويف" وأنت المدافع كثيراً والمساند بقوة لأداء وزارة الداخلية فى وقت عصيب تمر به البلاد قادك إلى وصف أدائها بأنها بـ"مريض فى الغيبوبة" منذ 25 يناير وحتى الآن، وقلت أن الضباط لا يقيمون وزناً للوزير والقيادات وتحدثت أيضا أن الضباط "أسداً" على المثقفين و"نعام" على البطلجية.
عزيزى.. يجب أن نتوقف قليلا.. تعلم أن جهاز الشرطة دخل فى منحنى خطير منذ 30 يونيو وحتى الآن.. تعلم أن رجل الشرطة سواء كان خفيرا أو ضابطا أو قياديا أو حتى وزيرا يعلم أنه مستهدف وأنه مرصود من جماعة إرهابية وهبت قوتها فى الداخل والخارج للانتقام.. (هل نسيت تفجيرات مديرتى أمن الدقهلية والقاهرة وجنوب سيناء ومحاولة اغتيال الوزير السابق.. هل نسيت اغتيال طارق المرجاوى واللواء محمد السعيد المدير الفنى لمكتب الوزير.. هل غاب عن ذاكرتك استشهاد الضابط الشاب ضياء فتحى أثناء تفكيك عبوة ناسفة فى شارع الهرم.. ألم تغضب وتسقط دموعك عندما تابعنا على الهواء استشهاد 2 من خبراء المفرقعات فى رمضان الماضى أثناء تفكيك عبوات ناسفة بمحيط قصر الاتحادية).. تقول لى أن هناك تقصيرا وأن هناك خللا فى الوصول إلى المعلومات ولكن قل أى دولة فى العالم تستطيع أن تواجه حرب السيارات المفخخة.
عزيزى وأنت نعم المتابع.. ألم تر أن أجهزة الأمن سيطرت بقوة على منابع الإرهاب.. هل تتفق معى أن العمليات الكبرى ضد الشرطة تراجعت عقب القضاء على بؤرة عزبة شركس فى القليوبية؟
هل تتفق معى أن زوجة أى ضابط شرطة أو فرد شرطة تقف حائرة.. وزوجها فى عملها.. هل تتفق معى أن أم ضابط لا ترتعش عندما يرن هاتفها المحمول أو عندما تتصل بهاتف ابنها ويكون غير متاح.. هل تتصور معى شكل أسرة صغيرة لضابط شرطة مات فى انفجار أو غدرا بإطلاق الرصاص؟.. ظنى أن هناك تقصيرا ولكن ليس بالكم الذى أوردته فى مقالك.. ولا بالهجوم على وزارة هى "الحصن" وترى كيف سقطت الدولة مع سقوط الداخلية فى 28 يناير وعند اقتحام السجون وأقسام ومراكز الشرطة.. ياااااااه هل نسيت مشهد قتل وسحل أفراد الشرطة فى كرداسة؟!
أستاذى.. وزارة الداخلية تعترف بالخطأ.. أحالت المتهمين بقتل المحامى كريم حمدى فى قسم المطرية إلى النيابة محبوسين.. قدمت قاتل شيماء الصباغ إلى المحاكمة دون أن تخفى أو تدافع.. تحدث تجاوزات فردية من ضباط وأفراد الشرطة فى حق أبناء الشعب المصرى، يقابلها مسألة وحساب وعقاب وسجن فى كثير من الأحيان.
هنا لا أدافع عن جهاز أمنى متغطرس ولن نرضى بتجاوز فى حق مواطن أو إهدار لكرامته داخل أقسام الشرطة، ولكننا ندافع عن مصير ومستقبل وطن متوقف على يقظة وقوة جهازه الأمنى الذى طالما سقط سقطت بعده البلاد يجب أن نقف بجواره وندعمه.
لا أتفق معك فى وصف أداء وزير الداخلية بـ"الفشل"، خاصة أن الرجل عمل بهدوء دون ضجيج ولم يمر على وجوده بالوزارة أكثر من 3 أشهر، حاول خلاها جاهداً تحقيق المعادلة الصعبة "العمل فى المجال الجنائى والسياسى معا".
أتمنى معك أن يحاسب المخطئ وألا تكون الجلسات العرفية هى "الفيصل" وأتمنى ألا يكون الهجوم على وزارة الداخلية بـ"الكامل"، حين يحدث خطأ فردى.. خطأ أو أخطاء.. أتمنى أن يكون الهجوم على من يستحق الهجوم وعلى من يتراخى ويهمل ويقف صامتاً وسلبياً.
محمود عبدالراضى
عزيزى دندراوى.. رفقاً بالداخلية.. ألم يأتك نبأ الشهداء وتضحياتهم
الأربعاء، 03 يونيو 2015 01:36 م