من فضلك تأكد أنك كما أنت بعد أن تقرأ خبرا يقول، إن «تيار الاستقلال» يتبنى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشكيل قائمة موحدة تضم 32 حزبا استعدادا لخوض انتخابات مجلس النواب، وأن رئيس التيار أحمد الفضالى يجرى التشاور مع 42 حزبا آخر.
ليس جهد «الفضالى» من أجل قائمة موحدة هو الذى قد يصيبك بشىء ربما ينقلك من حال إلى حال، فهذا حقه وطموحه الذى لو تحقق سيكون قد نجح فيما فشل فيه آخرون، وإنما حتما ستندهش من معلومة، أن فى مصر 32 حزبا أنهى الرجل التفاوض معها، وأن فى مصر أيضا 42 حزبا يجرى التشاور معها، فيما يعنى أننا أمام 74 حزبا، تخيلوا.
تخيلوا أن فى مصر 74 حزبا ممن يضعها «الفضالى» فى مجال اهتمامه، ولو أضفنا الأحزاب الأخرى التى لا تتوافق معه، سنكون أمام عدد أكبر، وأنا شخصيا حاولت أن أتبين أسماء هذه الأحزاب فلم أصل إلى شىء، لكنى تخيلت الوقت الذى ينفقه مثلا «الفضالى» فى التفاوض مع كل هذا العدد، وحسبتها أنه لو شملت الاتفاق على برامج سياسية وانتخابية، وأسماء مرشحين، وإنفاق مالى، وأشياء أخرى، فالمؤكد أن الوقت لا يكفى منذ اجتماع الرئيس مع الأحزاب قبل أيام، وحتى إعلان خبر «تشكيل قائمة موحدة تضم 32 حزبا».
دعونا من حقيقة أن الخبر صحيح أم لا، وما هى مقاصده؟، ودعونا من البحث فى مدى الثقل السياسى لمجمل الأحزاب التى يشملها هذا التحالف، لكن أدعو إلى قراءته مع تنشيط للذاكرة لاستعادة الأحوال التى كانت عليها الأحزاب أثناء فتح باب الترشح للانتخابات قبل أن تقضى المحكمة الدستورية ببطلان قوانين الانتخابات.
كانت فضيحة الأحزاب بجلاجل فى مسألة عجزها عن تكوين قائمة انتخابية، فلم نر حزبا واحدا استطاع تكوين قوائم خاصة به فى كل أنحاء الجمهورية، ولم نر تحالفات حزبية نجحت فى ذلك أيضا، ورأينا مزادات تتم بين تحالفات لانتقال مرشح من قائمة إلى قائمة، ورأينا مسؤولين لأحزاب يعرضون على مرشحين الترشح باسمهم مقابل مبالغ تدفع لهم، كنا فى حالة لا تختلف من بعيد أو قريب عن انتخابات زمن مبارك بكل ما حملته من سمعة سيئة.
يحدث هذا بعد ثورتين للشعب المصرى 25 يناير، و30 يونيو، بما يعنى أن الموديل السياسى السائد على قديمه، ولا جديد تقدمه الـ 74حزبا المستهدفة من «الفضالى» وباقى الأحزاب، وعليه أقول كفانا كلاما عن «القائمة الموحدة».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة