فى أواخر الشهر الكريم.. أنت صمت؟ صليت تراويح؟ "نفسنت" على أجور الممثلين؟.. سألت نفسك ليه الزعيم بياخد 35مليون جنيه.. وغادة عبدالرازق 20مليونا.. وفى عامل بيشقى طول اليوم عشان 15جنيها.. أرزاق!

الأحد، 12 يوليو 2015 12:52 م
فى أواخر الشهر الكريم.. أنت صمت؟ صليت تراويح؟ "نفسنت" على أجور الممثلين؟.. سألت نفسك ليه الزعيم بياخد 35مليون جنيه.. وغادة عبدالرازق 20مليونا.. وفى عامل بيشقى طول اليوم عشان 15جنيها.. أرزاق! صلاة التراويح
كتب محمد صلاح العزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«تم البدر بدرى.. والأيام بتجرى.. والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام»، يوشك موسم العبادة والروحانيات والتقارب الأسرى والإنسانى على الانتهاء، ليرحل رمضان بصيامه وصلاته وفوانيسه وكنافته وقطايفه وبرامجه ومسلسلاته وإعلاناته، لتعود الأيام إلى طبيعتها فلن نسمع عن الكنافة بالمانجة وجنون أسعارها، ولا عن إغلاق شوارع بعينها من أجل صلاة التراويح، ولن نسمع الجمل المعتادة المكررة عن الملايين التى تنفق على مسلسلات وبرامج رمضان، ويراها البعض، عن عدم فهم، إهدارا للمال العام.

«ينفقون الملايين على المسلسلات بحجة محاكاة الواقع.. ولو أنفقت هذه الملايين على الواقع لغيرته»، «نحن بلد ينفقون فيها مليار جنيه سنويا على المسلسلات، وفى الآخر يقولك اتبرع ولو بجنيه»، «مش الدولة توفر فلوس المسلسلات دى، وتصرفها بدل الشحاتة فى التليفزيون؟».. هذه هى أشهر الجمل التى يعترض بها المعترضون ويكتبونها على مواقع التواصل الاجتماعى وهو يجلسون لمتابعة مسلسلات رمضان فى التليفزيون.

ولكن قبل «النفسنة» على مسلسلات رمضان والفلوس التى تنفق عليها لابد أن تعلم أن «مصر» أو «الدولة» أو «الحكومة» ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بهذه النقود التى تنفق على المسلسلات، خصوصا بعد تعثر وتوقف الإنتاج الحكومى الذى كان بالغ الأهمية فى وقت ما، لكن هذه المسلسلات يدفع تكاليفها مواطنون مثل حضرتك، ويمكن أنت شخصيا «بكرة الصبح» أن تفتح شركة إنتاج وتنتج مسلسلات لو كنت تملك النقود، فهل تحب وقتها أن يأتى لك مواطن زميل ويقول لك: مش الأولى إنك تطور العشوائيات بالفلوس دى؟

هل تعلم أن من يحصلون على أجر يزيد على المليون جنيه من العاملين فى مسلسلات رمضان لا يزيد على %2 أو %3 من إجمالى العاملين فى هذه الصناعة المهمة التى تتفوق فيها مصر على غيرها من الدول العربية ودول الشرق الأوسط؟

كيف يحصل المنتج على ملايينه التى ينفقها على المسلسل؟ من عوائد الإعلانات، والإعلانات تأتى بنقودها من فلوس المنتجات التى تشتريها حضرتك، فإذا كنت «تنفسن» على المسلسلات، لا تشتر أى منتجات من التى يعلن عنها فى التليفزيون، لا تليفزيون ولا غسالة ولا شقة ولا مرقة دجاج ولا لانشون ولا أى حاجة، وارجع إلى عصر الجاهلية.

المسلسلات المصرية هى المنتج الوحيد تقريبا فى مصر الذى يتم إنتاجه مصريا بنسبة %100 ويتم تصديره تقريبا بنسبة %100 للقنوات العربية والخليجية، وتفتح بيوت جيش من المصريين، وتحدث حراكا هائلا فى الاقتصاد المصرى وهى من القوة الناعمة التى تهتم بها كبرى الدول وتنفق عليها المليارات.

تعال نفترض كما تقول حضرتك، أننا أوقفنا إنتاج المسلسلات المصرية، هل ستتوقف حضرتك أنت وزوجتك وبناتك ووالدتك ومرات خالك وخالتك وأم السعد جارتكم عن مشاهدة المسلسلات؟ الواقع يقول لا.. فالإنتاج المصرى من المسلسلات تركز للأسف فى شهر رمضان فقط، وبرغم هذا لم يتوقف المشاهد عن المشاهدة ولجأ إلى المسلسلات التركى والهندى والكورى والمكسيكى، واستوردتها القنوات ودفعت فيها بالعملة الصعبة، وتحولت مصر فى غير رمضان إلى مستورد للمسلسلات بدلا من إنتاجها وتصديرها. تعال نفترض كما تقول حضرتك، أننا أوقفنا إنتاج المسلسلات المصرية، هل ستتحمل سيادتك عبء تحول مئات الآلاف من العاملين فيها إلى خانة البطالة؟ هل ستتحمل انهيار هذا الجزء المهم من الاقتصاد؟ هل ستعوض هذه الخسارة من مرتبك ومن قوتك وقوت أولادك؟ هل ستتحمل حرمان خزينة الدولة من حصيلة الضرائب على المسلسلات؟ هل ستعمل أنت شخصيا بالجد المطلوب فى عملك حتى تعوض الدولة كل هذه الخسارة؟

تضايقك المسلسلات ونقودها رغم أنها نقود مواطنين مثلك، وتنفسن عليها؟ فهلا نفسنت على نقود السجائر؟ هل تعلم أن تكلفة التدخين فى مصر تبلغ 70 مليار جنيه سنوياً؟ وهو ما يعنى أن كل تكلفة المسلسلات لا تصل إلى قيمة «نفسين دخان»، هلا نفسنت على نقود الاتصالات؟ هل تعلم أن المصريين ينفقون على الاتصالات سنويا ما يقرب من 40 مليار جنيه؟ وهو ما يعنى أن كل تكلفة المسلسلات لا تصل إلى قيمة مكالمتين رغى بين أم محسن وجارتها هناء، رغم أن هناء يمكن أن تصعد لها ويتكلمان فى أوضة أو الصالون.

هل نفسنت على أجور الفنانين وقلت لماذا يأخذ عادل إمام 35 مليون جنيه فى السنة، وفى عامل تعبان بيشقى طول اليوم بـ15 جنيها؟ هل نفسنت على غادة عبدالرازق وتساءلت عن سر الـ20 مليونا؟ الموضوع عرض وطلب، ولو كان المنتج لا يكسب من وراء النجم 20 و30 و40 مليون لما دفع له هذا الأجر.

اللى يحب مصر مينفسنش على صناعات مصر، وبدلا من أن تلقى الصناعة الوحيدة تقريبا التى تستمر بنفس النجاح بالحجارة.. خذ هذه الحجارة وابن بها بيتا، واشتر تليفزيونا، واجلس أمامه وشاهد مسلسلات رمضان، ولا تطالب غيرك بحل مشاكل الكون.. ابدأ بنفسك، ولا تبدأ بنفسنتك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة