سعيد الشحات

خسرنا فى علاقاتنا مع إيران

الجمعة، 17 يوليو 2015 09:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع توقيع إيران للاتفاق النووى مع الدول الست الكبرى، يأتينا سؤال: «ما المكاسب التى حققتها مصر من مقاطعتها لإيران منذ قيام ثورتها الإسلامية عام 1979؟»

اتخذ السادات القرار وقتها وفى تفاصيل أسبابه الكثير، لكنه كان تعبيرا أصيلا عن اندماج السادات فى المشروع الغربى بقيادة أمريكا، ويتفق مع الرغبة الإسرائيلية تماما، ولم يحدث تغيير يذكر فى المسألة خلال فترة حكم مبارك، وبالرغم من الرغبة الإيرانية الكبيرة فى إعادة العلاقات مع مصر، إلا أن نظام مبارك كان يصر على الرفض فأمريكا كانت أمامه، والخليج كان وراءه، وأذكر أننى كنت فى زيارة إلى إيران عام 2012، وفى مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طهران تحدث المسؤولون عن دهشتهم من صد مصر المستمر لأى محاولة لعودة العلاقات، وتحدثوا صراحة أنهم يعلمون أن «دول الخليج» هى صاحبة قرار الفيتو على مصر فى هذا الملف، وقالوا إنه بينما يحدث كل ذلك مع مصر تتواصل فيه العلاقات الخليجية الإيرانية بشكل جيد.

ذهب مبارك، وقامت ثورة 25 يناير، غير أن الوضع استمر كما هو، وفيما كانت إيران تبنى نموذجها القوى سواء اختلفنا أو اتفقنا معه ومع أهدافه، كان يشغلنا فى مصر قضية الغزو الشيعى، وكان يشغلنا سؤال: أيهما أعمق فى الإسلام، وأيهما أصح: الشيعة أم السنة؟.

جد هذا السؤال أواخر حكم السادات واستمر طوال عهد مبارك وزادت حدته فى حكم محمد مرسى، وأدى ذلك إلى تصوير الشيعة كأعداء للسنة أكثر من اليهود، ووصل الجهل فى ذلك حد أن محمد مرسى قال هذا الرأى فى لقاء سرى مع قطاعات من السلفيين أثناء دعايته فى انتخابات الرئاسة عام 2012، ولعبت وسائل إعلام دورا خبيثا ومشبوها لحشو عقول البسطاء بهذه المسألة، ولا يخفى على أحد أن أطرافا خليجية كانت تشجع على المضى فى هذا، وفيما كانت الحكومات المصرية المتعاقبة تصر على ذلك بلا رؤية مستقبلية، كانت إيران تبنى نموذجها الذى عبر عن قوته فى برنامجها النووى، وعبر عن قوته فى المفاوضات التى دارت فى الفترة الماضية مع الدول الست الكبرى.

الخلاصة أننا لم نحصد مكاسب حقيقة من كل الهوس الدينى الذى تم حشر المصريين فيه عمدا فى العلاقات مع إيران؟ وعلينا أن نعى الخطوة المقبلة فى العلاقات معها؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة