الفاو: تصاعد خطر تفشى إنفلونزا الطيور غربى إفريقيا

الإثنين، 20 يوليو 2015 03:41 م
الفاو: تصاعد خطر تفشى إنفلونزا الطيور غربى إفريقيا الفاو
روما (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم الاثنين، من تزايد المخاوف من عدم وقف تفشى فيروس إنفلونزا الطيور " H5N1 "غربى إفريقيا حال عدم التدخل فى الوقت المناسب.

ناشدت الوكالة الدولية تعبئة 20 مليون دولار لأنشطة الوقاية والاستجابة الفورية، وذلك فى أعقاب الإعلان عن تفشى الفيروس فى مزارع تربية الدواجن والأسواق والمَزارع الأسرية، فى نيجيريا وبوركينا فاسو والنيجر وكوت ديفوار وغانا.

ويتزامن اندلاع هذا الخطر فى الوقت الذى لم تتعافى فيه البلدان فى جميع أنحاء غرب إفريقيا من وباء "إيبولا" حيث يمكن أن تؤدى إنفلونزا الطيور إلى نفوق واسع النطاق للدواجن فى شبه الإقليم.

ويشار إلى أن سلالات سابقة من الفيروس- الشديد الخطورة على الدواجن، والقادر أيضاً على إمراض وإهلاك البشر- ظلّت تسرى فى آسيا منذ وقت مبكر من عقد 2000؛ وفى مصر لما يقرب من عشرة أعوام.

وتسببت سلالة " H5N1 "فى نفوق عشرات الملايين من الدواجن واستتبعت خسائر قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، فى حين وقع الاجتياح الأول لفيروس "H5N1" فى غرب إفريقيا عام 2006، أمكن القضاء عليه بحلول عام 2008. لكن الفيروس ما لبث أن ظهر ثانية عام 2014 فى نيجيريا، حيث استشرى بسرعة خاطفة خلال الأشهر الثلاثة التالية- وحتى الآن أعدِم أكثر من 1.6 مليون من الدواجن أو نفقت جرّاء المرض.

ونظراً لإمكانية انتقال الفيروس إلى البشر، تعمل منظمة "فاو" على نحو وثيق مع منظمة الصحة العالمية "WHO"إعداد التقييمات القطرية، وخطط الطوارئ، وتقديم المساعدة التقنية، والتحقق من حالات الإنفلونزا المحتملة ومصادر العدوى.

وحتى الآن لم تبُلغ بعثات "فاو" التقييمية- التى أجريت بالتعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان " OIE "، والاتحاد الإفريقى " AU"، وفى بعض الحالات البنك الدولى- إلى بنين والكاميرون ومالى وتوجو- عن حالات إصابة بفيروس "H5N1 "بين الدواجن؛ لكن هذه البلدان وغيرها فى شبه الإقليم تحتاج التأكد من أن تدابير الوقاية والتأهب لديها جاهزة للتطبيق.

وقال جوان لوبروث، رئيس شعبة خدمات الصحة الحيوانية لدى منظمة "فاو"، إنه "بالاستناد إلى ما نقوم به من تحريات يتبين أن هنالك خطراً حقيقياً من انتشار الفيروس على نطاق أوسع"، مضيفاً "ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز نظم التحقق والإبلاغ البيطرية فى الإقليم، والتصدى للمرض فى الجذور، قبل أن يتفجر فى صفوف السكان".

وتوجه منظمة "فاو" نداءها لتعبئة 20 مليون دولار دعماً لجهود الوقاية والاستجابة من خلال السعى إلى تعزيز النظم البيطرية الضعيفة، والنهوض بقدرات المختبرات المحلية، ونشر خبرائها فى مواقع ميدانية لدى البلدان المتضررة والمعرضة للخطر.

وبالنسبة للبلدان التى شهدت تفشى الوباء، تشمل الجهود الوقائية إعدام الدواجن المصابة والمعرضة للإصابة، وتعقيم مواقع العمل والأسواق والتخلص الأمن من الطيور النافقة.

وفى الوقت ذاته، يُشجَّع المسئولون البيطريون على تطبيق التقنيات الأساسية للمكافحة الوقائية مثل "التتبع الأمامي"- لاقتفاء مسار بيع الحيوانات المصابة أو نقلها- و"التتبع الخلفي" لاقتفاء مسار شراء الحيوانات المصابة ومصادرها بهدف وقف سريان الفيروس.

وبالرغم من جودة لقاحات التطعيم المتاحة للتحصين، تشكل استراتيجيات التطعيم وتنفيذها بعض التحديات لدى بلدان بعينها حيث يسود دوماً خطر الشعور الزائف بالأمان على افتراض أن بضع جرعات من اللقاح تكفى لحسم جميع التهديدات وعوضاً عن ذلك، فإن تغيير السلوكيات السائدة- بما فى ذلك تعزيز إجراءات النظافة الصحية، والإنتاج السليم للدواجن، وممارسات النقل الآمنة للحيوانات السليمة- هى شروط لا بد أن تُراعى فى صلب الخطط الوقائية، وفقاً لتقديرات "فاو".

ويُعد التعاون مع القطاع الخاص، ولا سيما جمعيات إنتاج الدواجن والاتحادات الريفية وروابط التسويق، طرفاً بالغ الأهمية لإيصال الرسالة إلى المنتجين والبائعين.

وعلى مدى ال10 سنوات الماضية، نما إنتاج الدواجن على نحو مطرد فى غرب إفريقيا، وشهدت بعض البلدان مثل كوت ديفوار زيادة إنتاجها بنسبة تتجاوز 60 فى المائة منذ عام 2006. غير أن اللوائح التنظيمية للصناعة لم تتطور على المنوال ذاته، بغية التعامل بفعالية مع هذا التوسع فى الإنتاج، وهناك الآن حاجة ماسة لجعل سلاسل السوق أكثر أمانا- من مراحل الإنتاج إلى النقل إلى التسويق.

وعلى المستوى الإقليمي، يمكن لسلاسل القيمة أن تكون عابرة للحدود، وبالتالى فإنها تتطلب ضوابط كمرقبة أقوى ومزيداً من الامتثال لمعايير سلامة المنتجات.

وعلاوة على العمل مع المكاتب البيطرية الوطنية، توصى منظمة "فاو" بأن تتضمن خطط التأهب تنسيقاً وثيقاً مع قوات الأمن- والجيش والشرطة- وكذلك مع زعماء التقسيمات الإدارية، ومنظمة الصحة العالمية " WHO " والهيئات الإقليمية مثل الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا"ECOWAS "، لفرض رقابة أفضل والحيلولة دون انتشار تفشى الوباء عبر أنحاء إقليم يضم 330 مليون نسمة.

ويحذر خبير المنظمة جوان لوبروث، قائلاً "إننا نقف فى مواجهة فيروس " H5N1 "، الذى انتشر بالفعل إلى 5 بلدان فى غضون ستة أشهر".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة