ففى سبتمبر الماضى سيطر مسلحو جماعة الحوثى بمعاونة قوات صالح على مقر رئاسة الحكومة اليمنية في صنعاء، واستولوا أيضا على الإذاعة الرسمية ومواقع عسكرية فى العاصمة، وفى مطلع العام الجارى استولى الحوثيون على القصر الرئاسى بعد معارك دامية وحاصروا مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادى ورئيس الوزراء المهندس خالد بحاح.
الحوثيون يصدرون إعلانا دستوريا
وفى فبراير الماضى أصدر الحوثيون إعلانا دستوريا حلوا من خلاله البرلمان وشكلوا مجلسا رئاسيا، وانتقدتها الولايات المتحدة وبلدان الخليج التى تتهم إيران بدعم الحوثيين، وفى 21 فبراير الماضى فر الرئيس هادى من مقر الإقامة الجبرية التى فرضها عليه الحوثيون فى صنعاء إلى عدن (جنوب)، وأعلن هادى عدن عاصمة للبلاد، وفى منتصف مارس الماضى نجحت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادى فى السيطرة على بعض أجزاء من عدن بعد معارك عنيفة ضد المتمردين الحوثيين.
وفى 25 مارس الماضى تم نقل الرئيس عبد ربه منصور هادى إلى "مكان آمن"، فيما بات المتمردون الحوثيون على بعد 30 كم من قلب مدينة عدن، واستولوا على قاعدة العند الجوية، ما أتاح لهم التقدم حتى ضاحية الحوطة (محافظة لحج)، وفى المقابل، يتوجهون نحو مرفأ المخا على البحر الأحمر الذى يفتح الطريق إلى مضيق باب المندب الإستراتيجى المطل على خليج عدن.
بحاح يتولى مهام منصبه
ومع بداية تسلم رئيس الوزراء اليمنى، خالد بحاح، لمهام منصبه، أبريل الماضى، عكف على ترتيب أوراق الحكومة والبدء فى تحرير عدن من ميليشا الحوثى وصالح، وبدأ بحاح جولة خارجية شملت مصر والأردن وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان، إضافة لإجرائه مشاورات للبدء فى حملة لتطهير وتحرير المدن اليمنية من الإنقلابيين الحوثيين المسيطرين على مؤسسات الدولة.
وقد أشاد نائب الرئيس اليمنى بمواقف مصر الداعمة لبلاده، وحرصها على وحدتها واستقرارها، خلال لقائه الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك قبيل انطلاق عملية "السهم الذهبى" التى نجحت فى تحرير عدن، حيث أكد الرئيس السيسى على أهمية الحل السياسى لتسوية الأزمة اليمنية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ومقدرات شعبه، إعلاءً للمصلحة الوطنية لليمن وحقناً لدماء أبنائه ومنعًا لاستنزاف خيراته.
جولات بحاح الناجحة مهدت لتحرير عدن
وقد نجحت الجولات التى قام بها نائب رئيس الجمهورية اليمنية، رئيس الوزراء، المهندس خالد بحاح، فى حشد الرأى العام العالمى والإقليمى العربى فى الحشد لعملية تحرير عدن التى تمت على أكمل وجه، حيث بدأت قوات التحالف العربى بمساندة المقاومة الشعبية فى عدن عبر سلاح الجو، لتحرير مدينة عدن من قبضة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع على عبد الله صالح.
حققت المقاومة الشعبية والجيش الوطني المؤيد للشرعية اليمنية انتصارا مهما فى عدن، خاضت المقاومة والجيش الوطنى معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثى والرئيس المخلوع على عبد الله صالح سقط فيها قتلى وجرحى، وتمكنت قوات المقاومة الشعبية مدعومة بطيران التحالف العربى من طرد الحوثيين وقوات صالح، أعلنت الحكومة اليمينة برئاسة خالد بحاح، تحرير محافظة عدن فى أول أيام عيد الفطر المبارك، مؤكدا أن تحرير عدن "خطوة أولى لتحرير واستعادة كل المحافظات" من أيدى الحوثيين، موضحًا أن الحكومة "ستعكف على تطبيع الحياة فى عدن وسائر المدن المحررة"، مشيرًا إلى أن "عدن ستكون منطقة مركزية لاستقبال الإغاثة".
عملية السهم الذهبى بقيادة التحالف العربى
يشار إلى أن مقاتلى "المقاومة الشعبية" التى تضم الفصائل الموالية لحكومة الرئيس اليمنى المعترف به دوليا عبدربه منصور هادى، بدأت عملية "السهم الذهبى"، الثلاثاء الماضى، بدعم من التحالف العربى بقيادة السعودية، لإخراج الحوثيين المدعومين من إيران من عدن بعد أكثر من ثلاثة أشهر من سيطرتهم عليها.
وكان التحالف العربى الذى تقوده السعودية أطلق فى 26 مارس عملية "عاصفة الحزم" عندما كان الحوثيون ومعقلهم فى شمال البلاد، على وشك دخول عدن، وشهدت المدينة الجنوبية خلال الأشهر الماضية المعارك الأكثر ضراوة واكتسبت أهمية رمزية بالنسبة للتحالف ولمعسكر هادى الذى اضطر للفرار منها إلى الرياض بسبب تقدم الحوثيين بعد شهر من انتقاله إليها هربا من صنعاء للسبب ذاته.
ويعد استرداد عدن من أبرز وأهم الإنجازات التى نجح نائب رئيس الجمهورية اليمنية، رئيس الوزراء، المهندس خالد بحاح، فى تحقيقها عقب مرور ثلاثة أشهر فقط على توليه مهام منصبه، وتعد الجولات المكوكية التى قام بها بحاح بين العواصم العربية وللقائه بالقادة والزعماء العرب ومشاوراته مع مسئولى الدول الكبرى أحد الأسباب فى تحرير عدن من ميليشا الحوثى وأنصار صالح.
موضوعات متعلقة..
الحكومة اليمنية تعلن تحرير "محافظة عدن" من الحوثيين فى أول أيام عيد الفطر.. خالد بحاح: التحرير خطوة أولى لاستعادة كافة المحافظات.. وهادى يشيد بـ "الصمود الأسطورى" الذى يبديه أنصاره
نائب الرئيس اليمنى يدعو إيران إلى عدم التدخل فى شئون بلاده.. بحاح: لا هدنة إنسانية مؤقتة فى اليمن.. والعربى: جميع الدول العربية تدعم الشرعية وتحاول تقديم كل أنواع المساعدات
