أمانى الأخرس

عفوا أيها القانون.. العقيد نشوى هى القانون

الخميس، 23 يوليو 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب تصويرى لفيديو العقيد نشوى محمود التابعة للشرطة النسائية حيث كنت أعمل كمحررة فيديو بـ"اليوم السابع"، والذى تناقلته وسائل الإعلام المصرية والإقليمية والعالمية وأحدث صدى عاليًا وتباينًا بين مؤيد ومعارض لما قامت به الشرطية الجريئة والعادلة، قررت نزول الشارع وتوجيه سؤال للمواطنين حول رأيهم عن تواجد الشرطة النسائية بالشارع المصرى وما هو تعليقهم على ضرب العقيد نشوى للمتحرش، "لاقيتهم مبسوطين ومؤيدين واتمنوا أنهم كانوا يبقوا موجودين عشان يساعدوها ويضربوه".

قبل أى شئ وكل شئ لازم أفكركم أننا نعيش فى مجتمع شرقى له عادات وتقاليد تمنع الفتاة من تحرير محضر فى حال تعرضها للتحرش وهذا لا يخفى عن الجميع الأمر الذى ساعد المكبوتين جنسيًا على التمادى والتطاول أكثر على الفتيات فى الشارع بشكل غير مسبوق خاصة فى ظل تردى الوضع الأخلاقى وانتشار المفاهيم الخاطئة وتصدر الأفكار السلبية للمشهد المصرى بشكل منقطع النظير، "عوزا أفكركم يا معترضين أن ممكن البنت اللى بتسكت عن حقها من أدبها تكون أختك أو بنتك أو زوجتك يا ترى وقتها رد فعلك هيكون إزاى لو لا قدر الله ده حصل ليهم".

وتعالوا نحسب مع بعض، العقيد نشوى كانت بتمشى مسافات طويلة على رجلها فى الشارع والحدائق وبتقف على رجلها قدام السينما ده إلى جانب ملابسها الشرطية الخاصة التى تحمل عليها معدات عملها اللى بيخليها كلها ميه وعرق حد، ركز فى تقل الحزام ولا الأجهزة اللى شيلاها، وهى ست كل هدفها حماية أختك أو مراتك أو زوجتك أو أمك من التحرش وأنها تعمل جاهدة على عدم إعطاء فرصة لإنسان مريض نفسى إنه يجرحها بكلمة.

هتقولوا تقبض عليه وبس.. طيب لما تلاقى المتحرش بجح وقال لفظ للأسف ماينفعش أقوله، دا بخلاف إنه تحرش بأكتر من واحدة الأمر الذى دفع زوج إحدى الضحايا بمحاولة ضربه بالإضافة إلى تجمع عدد من المواطنين الرافضين لمثل هذه الأفعال المشينة وتربصهم بالجانى لمحاولة الفتك به نظرًا للجرائم التى ارتكبها فما كان من العقيد نشوى إلا أنها قامت بصفع الجانى لتحدث توازنًا رهيبًا فى ظل هذا الجو المحتقن جعل أهل المجنى عليهم يتراجعون عن الفتك بالجانى "على فكرة كانوا عايزين يضربوه ومايعملوش محضر دا لأن التحرش عيب والستات بتخجل يعنى القانون اللى بيطبق مش هينفع لكن ضرب القلم خد الحق".

ممكن هنا بقى أقول: عفوا أيها القانون العقيد نشوى هى القانون.. هى اللى سابت بيتها وولادها من يوم الوقفة لآخر يوم فى العيد علشان تحرس البنات ويحسوا بأمان هى دى القانون، هى بالفعل تركت نجلها القادم من الكلية الحربية تركت أسرتها من أجل أبناء الوطن وتنفيذ القانون، واللى معترض يورينى كان إزاى يقدر يسيطر فى وسط البلد، كم هائل من فض اشتباكات على تذكرة السينما وحالات تحرش وتنظيم شارع وتنظيم طابور للولاد فى سن المراهقة وما أدراك ما المراهقة التى تعج بحالة من الحيوية والقوة المتناقضة فى أغلب الأحيان.

أنا عن نفسى وعلى المستوى الشخصى عمرى ما خفت وأنا ماشية جنبها أثناء عملى الميدانى لأنها بتدينى القوة وكلمتها اللى ما بتفارقش لسانها سبيها على الله خاصة عندما تعرضت لحالة تحرش لفظى تصادف مرورها بجوارى فما كان بها إلا أن ضمتنى إليها فشعرت بحنان وأمان غير مسبوقين عمرى ما حسيتها غير أمى، وفى وسط كل دا النهارده ورغم المشكلة اللى سببها الفيديو الذى قمت بتصويره لها بعد هجوم بعض الحركات الثورية ومنظمات حقوق الإنسان الذين تناسوا حقوق المجنى عليها ليدافعوا عن الجانى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة