حقيقة العمليات الإرهابية
ويتم ذلك بشكل متواز مع ما تقوم به السفارات المصرية فى الخارج بالتواصل مع السلطات الرسمية ووسائل الإعلام فى دول الاعتماد، لوضعهم فى الصورة حول حقيقة العمليات الإرهابية فى مصر، والتى تأتى فى إطار ما يشهده العالم من عمليات إرهابية مما يتطلب تكاتف الجميع فى مواجهة هذا التهديد المشترك.
وفى إطار مساعى الخارجية لتوضيح حقيقة ما يحدث، اجتمع وزير الخارجية سامح شكرى مساء أمس مع مراسلى الصحف ووكالات الأنباء وشبكات التليفزيون الأجنبية المعتمدين فى مصر، حيث تناول معهم ما تواجهه البلاد من هجمات إرهابية خسيسة تستهدف النيل من استقرارها وجهود التنمية بها، مؤكدا أنه ينبغى توضيح الحقائق للرأى العام العالمى، وتم خلال اللقاء توزيع مواد مكتوبة على المراسلين حول حقيقة الأوضاع فى مصر وشرح ملابسات ما تواجهه من أعمال إرهابية، وورقة إضافية بالمصطلحات والمفاهيم الخاطئة التى يتم استخدامها من جانب بعض وسائل الإعلام الغربية عند تناولها لظاهرة الإرهاب.
وشدد الوزير على أن المجال السياسى فى مصر كان مفتوحا لمشاركة الجميع فى أعقاب ثورة 30 يونيو إلا أن الجماعة الإرهابية اختارت اللجوء للعنف والقتل وهو ما تسير عليه حتى الآن، حيث أتت الأحداث الإرهابية الأخيرة بالتزامن مع الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، التى أعلن فيها الشعب المصرى للعالم أجمع رفضه للفكر الإقصائى، مشيرا فى ذات الوقت إلى أن الجماعة الإرهابية أثبتت على مدار العامين الأخيرين بما لا يدع مجالا للشك أنها المظلة الفكرية لجميع الحركات المتطرفة حول العالم.
اندفاع وسائل الإعلام الأجنبية
وأعرب شكرى أعرب عن اندهاشه من اندفاع وسائل إعلام أجنبية نحو نشر أرقام وإحصاءات غير دقيقة حول ضحايا الأحداث الأخيرة، وكذلك استخدام وسائل الإعلام الأجنبية لبعض المفاهيم والمصطلحات الخاطئة، ومنها وصف ما يجرى فى سيناء باستخدام مصطلح "العصيان" أو "التمرد" وهو ما رفضه الوزير، وطالب بتوخى الدقة فيما يتم نشره وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية.
وأكد شكرى أن ما يجرى فى سيناء ليس إلا أعمالا إرهابية إجرامية، مبرزا فى ذات الوقت الجهود التى تقوم بها المؤسسات الدينية المصرية وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء لشرح وتوضيح المفاهيم الدينية الصحيحة، لقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية التى تتدثر بعباءة الدين لتحقيق أهدافها المشبوهة وغاياتها الخبيثة.
نقاش مطول
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطى، إن اللقاء شهد نقاشا مطولا بين الوزير شكرى والمراسلين الأجانب المعتمدين بالقاهرة؛ أجاب فيه على عدد كبير من الأسئلة المرتبطة بالأوضاع فى سيناء والحرب التى تخوضها مصر دفاعاً عن نفسها وعن العالم المتحضر، وشدد شكرى على أن الدولة المصرية وقواتها المسلحة الباسلة قادرة على التصدى بكل القوة والحسم لمثل هذه الأعمال الإجرامية، فى ظل تكاتف الشعب المصرى بجميع طوائفه وفئاته خلف قيادته وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية ومؤسساته الوطنية، باعتبار مصر خط الدفاع الأول عن المنطقة والعالم فى مواجهة هذه الظاهرة البغيضة، ومنوهاً بما ذكره الرئيس من أن حجم القوات المسلحة فى سيناء لا يزيد عن 1% من إجمالى حجم القوات المسلحة المصرية.