"انقد مسلسلك" خالد عاشور: كلنا ننكر إدماننا ونتخيل أن كل شىء تحت السيطرة

تم اختطاف (على وهانيا) محمد فراج وجميلة عوض للعلاج من الإدمان.. مشاهد محمد فراج كانت أكثر المشاهد صدقًا وحرفية.. لا تقل عنه مشاهد جميلة محمود.. أبهرنى محمد فراج فى أدائه.. مشاهده وهو مقيد فى حجرة قذرة وتبوله على نفسه.. يا لقساوة الإدمان حين يتملك النفس البشرية.. يحيلها إلى حطام.. جميلة عوض قدمت أيضا مشهد الحطام بدقة.. هذه الشابة تؤدى دوراً جميلاً بلا مبالغة.. قصة (هانيا – على) رغم قساوتها وغرابتها إلا أنها تحمل مشاعر إنسانية وضعفاً يجبرنا على التعاطف معهما رغم الجرم الذى ارتكبه كلا الطرفين.. الحياة فيها ما هو اغرب من قصة هانيا وعلى.!

تظهر (هانيا) فى مصحة للتعافى.. بينما يحتجز (على) فى (التبة) وهو مصطلح يعنى مكان منعزل بدائى لا يوجد به أى طرق ترفيه لكى يبعد المدمن عن عالمه.

لاحظ مشاهد على ورفقاء الإدمان وقسوة المكان... القسوة هنا مقصودة... أحيانا يخرج من القسوة خير.!

عاد أيضاً (طارق) أحمد وفيق إلى الإدمان.. هذه المرة انتكاسته كبيرة.. هذه المرة لقلة الفلوس تغير نوع الضرب.. رأيناه يشترى (أفيل) وهى حقن خاصة للحساسية ((anti-histaminic .. المادة الفعالة بها هى فينيرامين ماليات Pheniramine maleate من خواصه عبور الحاجز المخى الشوكى مما يجعل له تأثير مهدئ على المخ ويسبب النعاس والميل إلى النوم... يتميز بسرعة مفعولة والتى تبدأ خلال ربع ساعة من تعاطيه عن طريق العضل و5 دقائق إذا تم تعاطيه عن طريق الوريد... يتعاطاه بعض المدمنين حين تضيق بهم السبل.. وجد ايضا أن بعضهم يتعاطى أنواع أخرى من أدوية الحساسية وحتى قطرات العين كالبروزولين.. المشهد الذى قدمه أحمد وفيق شديد الحرفية.. إذلال ما بعده إذلال.. بحثه عن (سرنجة) فى التراب... أخذه ماء من (علبة الريداتير) .. الإدمان يأخذك الى الموت بسرعة لا تتوقعها.. أو كما قالت (مريم) نيللى كريم وهى تنصح (هانيا) :

"الأددمان وهم.. كل مدمن نفسه يعيشه.. عمرك ما هاتعرفى تسيطرى على المخدرات.. فى الآخر هى اللى هاتسيطر عليكي.. وأحنا من عمانا بننكر.. وفاكرين ان كل حاجة تحت السيطرة.. أحنا مدمنين يا هانيا.. مقدامناش غير طريقين ملهومش تالت.. يا اما نبطل ونتعافى.. يا نكمل فى الضرب لحد ما نعيا .. أو نتسجن.. أو نتجنن.. أو نموت مأفورين" وتعنى زيادة الجرعة.!

لا يستطيع أحد إخفاء كونه مُخدر .. أو كونه عاشق.!

ظهرت (مريم) نيللى كريم مع هانيا فى المستشفى.. هذه المرة كمشرفة علاج.. خرجت بقوة من حالة الإدمان لتساعد غيرها.. ستساعد ابنة صديقتها (هانيا) بينما (شريف - هانى عادل) و(شيرين- جيهان فاضل) يعود بينهما حب قديم لم يقتله الزمن.!

أسوأ أنواع الإدمان.. هو إدمان الهروب والهزيمة.!

(حاتم – ظافر العابدين) هو الآخر مدمن.. إدمانه فى الهروب.. هو مدمن للهزيمة.. تخليه عن (مريم) هروب.. وللأسف ألقى بنفسه فى عالم مدمنة أخرى (ياسمين - سمر جابر).. الزوجة (الباربى) مدمنة التجميل و(الميك آب).. كلنا مدمنون.. وإن اختلف نوع الصنف.!

هربت (هانيا) من المصحة لتعود إلى عالم الإدمان بمفردها.. باعت أثاث شقتها وعلى بكل ما فيها.. يقينى أنها ستذهب إلى (عزة – هبة عبد الغني) تاجرة المخدرات الصغيرة لتنتقل من التعاطى إلى التجارة.. لتخبرنا أنها لم تعد تحت السيطرة.. ويظل على فى سجنه للتعافى .. فهل يهرب هو الآخر كما خطط لذلك.. أم انه سيتعافى؟!

موسيقى تامر كروان رشيقة قوية توضح بكل دقة عوالم خفية لما لها من إسقاط نفسى نجح فى أن ينقله بالموسيقى.. ... صوت القرود الصارخة وإسقاطه النفسى لما لصوت القرود التحذيرى للحيوانات من الخطر.. صوت الغراب التشاؤمى.. الجيتار وحدته.. اختلاط الأصوات ووضوحها تارة، بينما اختفائها مرة أخرى .. الموسيقى هنا دراسة نفسية كبيرة قدمها تامر كروان ليعزف كالجميع فى سيمفونية (تحت السيطرة).!