مارينا فارس تكتب: ألا تدهشك العيون؟

الإثنين، 17 أغسطس 2015 08:00 م
مارينا فارس تكتب: ألا تدهشك العيون؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تلك الأحداق القائمة فى الوجوه كتعاويذ من حلك ولجين.
تلك المياه الجائلة بين الأشفار والأهداب كبحيرات تنطقن بالشاطئ وأشجار الحور
العيون! ألا تدهشك العيون؟"
تلك أجمل كلمات مى زيادة التى بدأت بها حديثها عن العيون فى كتاب ظلمات وأشعة.. هاتان النافذتان تنفتحان فى الوجوة كشباك على الروح.. العيون التى تحتفظ بكل اسرار الوجدان..
الى هنا تنهى مى زيادة حديثها و تتركنى انا غارقة فى افكاري.. العيون ! الا تدهشك العيون ؟.. اياً كان شكلها او لونها.. تلك التى يغار من لونها الزيتون, و تلك التى يلقى عليها البن لونه فلا تكتفى بلون القهوة فقط بل تكتسب سحرها ايضا, و تلك التى يستعير منها الليل لونه و تلك التى يحتلها لون البحر.. و تلك التى لا تذكر لها لون.. فيأخذك سحرها قبل إن تتبين لونها..
ثمة عيون ترى فيها السماء.. ترى داخلها حياة تشتعل بالاغنيات..
و عيون تقتحم كل اسوارك و تبددها, حين تنظر اليك فأنها تنظر إلى داخلك.. تقرأ افكارك و كانها مسطورة على جبينك.
عيون تنغلق على اسرارها .. تقتحمها بحيرات عسل لا تهرب منها قطرة ..و عيون تنشر اخبار صاحبها على اهدابها و عيون تكتب نهايات الحكايات دون إن تعرف الابجدية..
عيون صماء لا تحمل حكايات و لا تروى اغنيات, تحمل خلفها صحراء لا عود رطب فيها.. و عيون تحمل امطار و رعود و شتاء لا نهاية لشجنه.
ثمة عيون حين تنظر اليك تغلفك بحنانها فترى فيها الجنة, و عيون مظلمة.. يملأها الحقد و يلفها الاسي.. فتحتار بأمرها.. تشعر بالشفقة احيانا عليها.. و احيانا يغرقك حقدها بالغضب منها..
عيون تقول عكس ما يفعل صاحبها .. فتكذب كل اقوله و تثبت كذبه عليه.. فيأتى حديثها خافت و كانه قادم من حضن بئر بعيد... كانه من زمن اخر..
عيون لا يصمت حديثها حتى و إن لم يبرح صاحبها باخباره.. و عيون تبدو كمنارتان وسط بحر هائج لكنهم لا يرشدان سوى للضلال.
و عيون تضرب بكل قوانين الطاقة عرض الحائط. فأحيانا تزرعك فى دفء لا نهاية له و احيانا تتركك فى منفى من الجليد المشتعل بالحنين.
و عيون اذا هربت منها تجدها مزروعة على وسادتك و تطرح فى كل احلامك.. و عيون يأكلك الملل من نظراتها الصماء فتشفق على ضياع لغتها و روحها..
العيون ! الا تدهشك العيون ؟..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة