لا أرى مبررا لحملة التشكيك والإحباط التى بدأها البعض بشكل مكثف خلال الأيام الماضية ، فى عدد من وسائل الإعلام المصرية ، والعالمية ،ومواقع التواصل الاجتماعى ، لإفساد فرحة المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة، والتشكيك فى المشروع وجدواه الاقتصادية ، على الرغم من أن المتدبر لـ ألف باء المشروع يكتشف بسهولة أن جداوه لن تتوقف فقط على اختزال وقت عبور الناقلات ، بل أيضا فى السماح بعبور ناقلات عملاقة لم تكن تستطيع العبور من قبل فى المجرى الملاحى القديم ،إلى جانب المشروع اللوجستى العملاق المزمع إقامته حول المجرى الملاحى ، والذى من المتوقع أن يجذب لمصر استثمارات ويدر عائدات خلال سنوات قليلة ، تجعل هؤلاء المشككون الكارهون لكل ما هو خير لمصر ، يحركون مثل هذه الحملات التى لن تغير كثيرا من عزيمة المصريين.
ولعل الغريب فى الحملة التى بدأها هؤلاء المحبطون ، والتى بدأت فى الخامس من أغسطس من العام الماضى ، تأكيدهم على أن المجرى الملاحى الذى أعطى الرئيس إشارة البدء فيه ( ممر قديم وموجود وتم العمل فيه من قبل ) دون أن يجيب أى منهم عما إذا كان الأمر كما يسوقون، وبتلك السهولة ، لماذا لم يقدم أى ممن تولوا حكم مصر قبل السيسى على إتمام المشروع ؟ ، الذى لم يقتصر على الحفر الجاف لـ 34 كيلو مترا فى المجرى الجديد ، بل شمل أيضا توسعة وتعميق بطول 37 كيلومترا للقناة القديمة ، وهو ما سيسمح بالعبور فى الاتجاهين لجميع الناقلات ، ويتيح للناقلات العملاقة التى لم تكن تستطيع العبور من قبل ، دخول القناة والعبور بكل حرية وسهولة .
وهو ما يرد على المشككين فى التوقعات التى أعلنت عنها الحكومة المصرية فى توقعاتها لعائدات القناة بعد التطوير، والتى أكدت ارتفاع عائدات القناة تدريجيا وحتى عام 2023 من 5 مليارات إلى 13.4 مليار دولار .. حيث حاولوا التقليل من جدوى المشروع تحت زعم ( أن مضاعفة حجم السفن المارة فى قناة السويس يرتبط بحركة التجارة العالميّة ، التى تزيد بنسبة 2 : 3% فى الفترات العاديّة من دون فترات الركود) وهو ما أكدوا أنه يثير الشك فى حقيقة الأرقام التى أعلنتها الحكومة ( وكأن حركة التجارة العالمية ستتوقف بعد افتتاح القناة ).
للأسف إن أغلب الأصوات التى عمدت إحباط المصريين ، لم يستند أى منها إلى واقع ، لم يتعرض أى منهم لواقع (المشروع اللوجستى لتنمية محور قناة السويس) الذى سيأتى كنتيجة مباشرة للمجرى الملاحى الجديد ، والذى يتوقع الخبراء أن يدر إيرادات تصل إلى نحو 100 مليار دولار سنويا ، تساهم فى حل الأزمات التى تعانى منها مصر بالكامل ، إلى جانب إعادة التوزيع العمرانى والجغرافى للسكان ، من خلال مشروعات عمرانية متكاملة تستهدف استصلاح وزراعة نحو 4 ملايين فدان ، وتتضمن مشروعات عملاقة ، تستوعب منطقة القناة وسيناء بالكامل.
كفاكم إحباطا وتشكيكا وتفائلوا لا أثابكم الله ، واتركونا نفرح ، فيكفينا على المدى القريب ما أعاده هذا الإنجاز من روح كانت غائبة عن المصريين منذ أكتوبر 73 ، وسنبدأ من الغد فى مشروعات قومية جديدة ، ولتذهبوا بإحباطاتكم إلى الجحيم .
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى القرفان من الخونة
العملاء و الخونة بالاسم فى فرانس 24 و بىبىسى عربى