محمد البرادعى، الجالس على حمامات السباحة فى الفنادق النمساوية، لم يحزن لحزن واكتئاب ورعب المصريين جميعا من المصير المجهول للبلاد أثناء اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
البرادعى لم ينزعج أو يحزن لجريمة القتل البشعة والتمثيل بجثث ضباط قسم شرطة كرداسة، وإشعال النار فى العشرات من الكنائس فى الصعيد، ومقتل المئات من ضباط وجنود الجيش والشرطة فى سيناء والمحافظات المختلفة.
البرادعى لم يتحرك له رمش واحد ألما على ذبح العشرات من المصريين الأقباط فى ليبيا على يد الإرهابيين.
هذا الرجل الذى فقد البقية الباقية من تعاطف وقبول وتقدير المصريين عندما هرب عقب فض اعتصام رابعة العدوية وكأن هيبة الدولة وأمنها القومى لا يعنيه، وكل الذى يعنيه أن تظل جماعة الإخوان الإرهابية مسيطرة على مقدرات الوطن لأن أمريكا تريد ذلك.
وزاد سخط المصريين وتيقنوا يقين شروق الشمس فى كبد السماء يوميا، أن البرادعى لا يريد لمصر أى خير عندما كتب خلال الساعات القليلة الماضية تويتة نفث فيها كل حقده وسمومه عندما قال نصا: «حزين عليكى يا بلدى».
تويتر، وهو الموقع الذى يستمد البرادعى منه وَهْم تأثيره ونفوذه، اشتعل سخطا وغضبا ضده، ووجه المغردون له سيلا من الانتقادات اللاذعة، وتمنوا له استمرار أحزانه.
المصريون تأكدوا أن حزن البرادعى العميق، لأن مصر تتعافى بقوة وسرعة مذهلة، وأدحضت الإرهاب، ودب فى شرايينها الأمن والطمأنينة والسكينة والاستقرار، وشاعت البهجة، واختفت الوجوه المكفهرة، والتى كانت تسير فى الشوارع تحمل على أكتافها أجولة الحزن والكآبة والخوف من المصير المجهول، ومن تكرار سيناريو سوريا وليبيا، واليمن.
البرادعى حزين جدا لنجاح المصريين فى حفر قناة السويس، واكتشاف أكبر بئر غاز يضم أكبر احتياطات فى العالم وساهم فى تغيير خريطة إنتاج وسعر الغاز فى المنطقة حتى قبل مراحل الإنتاج.
البرادعى حزين ومكتئب من إنشاء شبكات الطرق العملاقة، ومشروع استصلاح المليون و500 ألف فدان، وباكورته ستظهر بعد العيد حيث سيتم توزيع منزل و5 أفدنة لكل شاب فى قرية الأمل.
البرادعى حزين، لأن الجيش المصرى بدأ حملة التطهير الكبرى من دنس الإرهاب، فى سيناء، عندما كشر عن أنيابه فى عملية حق الشهيد، وبدأت الهيئة الهندسية فى التوصل لحل يقضى نهائيا على الأنفاق بطريقة سهلة وبسيطة، ستحول دون دخول الإرهابيين عبرها، وهى الطريقة التى وصفتها إسرائيل بالحل العبقرى.
نعم البرادعى حزين لأن مصر عادت لتأدية دورها الإقليمى بكل قوة، وتسير على خطى الكبار فى النهضة التنموية الشاملة، والمصداقية السياسية، وثبات المواقف، ودعم شقيقاتها.
نعم البرادعى حزين، ونتمنى له أن يستمر حزنه، ولا يكون آخر الأحزان، لأن فى حزنه خير لمصر، وفى فرحه، حزن وخطر على مصر.