ساقتنى الأقدار، ونزولًا على رغبة شباب العائلة الكريمة، قررت مشاهدة فيلم «أهواك» بطولة المطرب ومعجزة عصره وأوانه تامر حسنى فى أول أيام العيد.
أعزائى القراء، سأحاول جاهدًا ألا أتطرق بقدر المستطاع إلى كل الألفاظ «الحقيرة» التى ترددت بمنتهى الأريحية على ألسنة أبطال الفيلم تامر حسنى وغادة عادل، تحديدًا، حتى لا تصابوا بالحالة التى أصبت بها من القرف، والاشمئزاز، وارتفاع ضغط الدم.
الفيلم، وبعيدًا عن كونه تجاريًا، لا قصة ولا سيناريو ولا تصوير جيدًا، فإنه دشن لمصطلحات «دورات المياه العامة، وبالوعات وطرنشات المجارى» المقززة والمقرفة، بجانب الإيحاءات الجنسية الفجة.
البطلة غادة عادل، وبالرغم من أنها تقوم بدور سيدة تقطن فى حى راقٍ، ولديها منزل رائع فى إحدى القرى الشهيرة بمدينة الغردقة، وتعد من الطبقة المثقفة والراقية، وكانت متزوجة برجل أعمال غنى، ولديها بنت طالبة جامعية، استخدمت مصطلحات «وضيعة»، بدأتها بـ«شتيمة» ابنتها فى الفيلم وقالت لها نصًا «يا أم شخة»، واستمرت فى تكرار هذا المصطلح طوال الفيلم، بجانب الأستاذ الجامعى الذى اقتحم عليه أحد طلابه الحمام مرتين، وفى كل مرة الأستاذ الجامعى المحترم يكرر مصطلح «أنا بشخ يا ابنى.. اخرج بره»!
ناهيك عن منطق تدشين أن شخصًا غريبًا يقيم مع سيدتين مطلقتين، وفتاة صغيرة فى منزل واحد، رغم أنه لا تربطه بهن أى صلة من أى نوع اللهم إلا معرفة سطحية، ويتطرقون لمصطلحات «الصحبية»، وتدخين مخدر الحشيش، ووصف أى شىء يمكن الاستمتاع به بـ«الفشخ».
أما الفنان محمود حميدة، فلا أدرى ما الأسباب التى دفعته لقبول تأدية دور صغير للغاية، ظهر فيه بشكل مبتذل، ينال من تاريخه كله، وهل هناك أسباب مادية دفعته لقبول تأدية دور «تافه» دون أن يضع فى حسبانه القيمة الفنية التى تضيف لتاريخه الطويل؟
أنا لا ألتمس أى أعذار لفنان كبير أن يقبل تأدية دور صغير، محشور بقوة «التفاهة» لخدمة فيلم تجارى مصيره سلة القمامة، وينال من قدره وتاريخه الفنى الكبير، مهما كانت المغريات، ومهما كانت الأسباب، ومن بينها الأسباب المادية.
فيلم «أهواك» الذى يدشن لمصطلحات «نفايات ورائحة وقرف دورات المياه والمراحيض العامة»، سقطة مدوية من سقطات أفلام السبكى التى تعد أخطر على مصر من كل المخططات الخارجية الإجرامية التى تحاول تدمير القيم الأخلاقية والوطنية للمجتمع المصرى، ويجب على الدولة والمؤسسات الثقافية أن تنتفض ضد مخطط تخريب العقول، وضرب العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية لهذا الشعب، وتفريغه من محتوى هويته، لتندثر اندثار الديناصورات.
فيلم أهواك «بالوعة مجارى» أو «طرنش» طفح وأغرق شوارع مصر، وحولها إلى برك ومستنقعات ملوثة، تهدد صحة المجتمع، وقيمه الأخلاقية والوطنية، وتدمر حواس أفراده السمعية والبصرية.
وفى النهاية لا أملك إلا أن أطلق صرخة تحذير من الآثار السيئة لغياب الدولة، ممثلة فى وزارة الثقافة، عما يحدث فى السينما المصرية، وما ينجم عنه من كوارث على المجتمع المصرى.